صنعاء نيوز - القصف يشتد على مدن أوكرانية والقتال يتصاعد بعد خطاب بوتين وزيلينسكي يتعهد بهزيمة”الغزو”.. بايدن يُعجل دعم كييف ومجلس الأمن يعقد جلسة وموسكو ترفض إغلاق سفاراتها

الثلاثاء, 10-مايو-2022
صنعاء نيوز/ -

كييف-(رويترز)- ( ا ف ب)- تحولت مبان في أوديسا اليوم الثلاثاء إلى أنقاض بعد يوم من قصف القوات الروسية لميناء أوكرانيا الجنوبي بالصواريخ وقيادة الرئيس فلاديمير بوتين احتفالات اتسمت بالتحدي بمناسبة انتصار الاتحاد السوفيتي على ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية.
بينما التزم بوتين الصمت إزاء خطط أي تصعيد في أوكرانيا، استمر القتال دون هوادة مع تجديد القوات الروسية مسعاها يوم الاثنين لهزيمة آخر القوات الأوكرانية الصامدة في مصنع آزوفستال للصلب في مدينة ماريوبول المدمرة.
وقال بوتين “أنتم تقاتلون من أجل بلادكم، من أجل مستقبلها، حتى لا ينسى أحد دروس الحرب العالمية الثانية. حتى لا يكون هناك مكان في العالم للجلادين ومثيري المشاكل والنازيين”.
أما الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي فوعد في خطابه بمناسبة اليوم نفسه الأوكرانيين بهزيمة الغزو.
وقال زيلينسكي، الذي تجول في وسط كييف مرتديا زي الجيش ومشمرا عن ساعديه “في يوم النصر على النازية، نقاتل من أجل نصر جديد. الطريق إلى ذلك صعب لكن ليس لدينا شك في أننا سننتصر”.
وفي إشارة واضحة إلى بوتين، أضاف زيلينسكي قائلا “الشخص الذي يكرر جرائم نظام هتلر المروعة اليوم، ويتبع الفلسفة النازية ويقلد كل ما فعلوه، محكوم عليه بالفشل”.
وفي أوديسا، الميناء الرئيسي على البحر الأسود لتصدير المنتجات الزراعية، أعلنت القوات المسلحة الأوكرانية على فيسبوك عن مقتل شخص وإصابة خمسة آخرين عندما سقطت سبعة صواريخ على مركز تجاري ومستودع.
وفي لقطات مصورة من مكان الحادث، ظهر رجال إطفاء وإنقاذ وهم يمشطون أكوام أنقاض لا يزال يتصاعد منها الدخان.
في غضون ذلك، كثفت أوكرانيا، وهي منتج رئيسي للذرة والقمح، وحلفاؤها جهودهم بشأن كيفية فتح الموانئ أو توفير طرق بديلة لتصدير الحبوب والقمح والذرة.
وزار رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل أوديسا يوم الاثنين وحث بعد ذلك على خطة عالمية لمساعدة أوكرانيا.
وتوقف لقاء بين ميشيل ورئيس الوزراء الأوكراني دينيس شميهال في أوديسا بسبب الهجوم الصاروخي ، مما دفع الرجلين إلى الاحتماء في مخبأ من القنابل، وذلك بحسب حساب شميهال الرسمي على تويتر.
ونقلت وسائل الإعلام المحلية عن مسؤولين في خاركيف قولهم إن أربعة أشخاص قتلوا ودمرت عدة منازل في هجمات روسية على بلدة بوجودوخوف شمال غربي خاركيف.
وفي بعض مناطق لوجانسك وخاركيف ودنيبرو بشرق أوكرانيا، سُمع دوي صفارات الإنذار في وقت مبكر من صباح يوم الثلاثاء.
وقالت وزارة الدفاع الأوكرانية إن القوات الروسية مدعومة بالدبابات والمدفعية تنفذ “عمليات اقتحام” لمصنع آزوفستال في ماريوبول، حيث صمد مئات المدافعين الأوكرانيين خلال حصار على مدى أشهر.
وتقع ماريوبول بين شبه جزيرة القرم، التي استولت عليها موسكو عام 2014، وأجزاء من شرق أوكرانيا تحت سيطرة الانفصاليين المدعومين من روسيا. وسيسمح الاستيلاء على المدينة لموسكو بربط المنطقتين.
* “معلومات مضللة”
فر أكثر من 5.5 مليون أوكراني من بلادهم منذ الغزو الروسي في 24 فبراير شباط، وفقا للأمم المتحدة التي وصفت ذلك بأسرع أزمة لاجئين نموا في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
لكن مكاسب موسكو من الغزو كانت بطيئة في أحسن الأحوال ولا تظهر على نحو يذكر خارج قطاع من الأراضي في الجنوب فضلا عن انتصارات هامشية في الشرق.
وفي واشنطن، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إنه يشعر بالقلق من أن بوتين “ليس لديه مخرج في الوقت الحالي وأحاول معرفة ما سنفعله حيال ذلك”.
وتقول مصادر إن المشرعين الديمقراطيين الأمريكيين وافقوا على اقتراح مساعدات حجمه 40 مليار دولار لأوكرانيا، بما يشمل حزمة أسلحة جديدة ضخمة.
وكان البيت الأبيض قد وصف في وقت سابق تصريحات بوتين خلال خطابه يوم النصر بأنها احتوت على “معلومات مضللة”.
واكتسب الانتصار السوفييتي في الحرب العالمية الثانية مكانة شبه دينية في روسيا في عهد بوتين، الذي استدعى ذكرى “الحرب الوطنية العظمى” خلال ما أسماه “عملية عسكرية خاصة” في أوكرانيا.
وتعتبر الدول الغربية أن هذا تشبيه خاطئ لتبرير عدوان لا سبيل لتبريره.
وقال وزير الدفاع البريطاني بن والاس “لا يمكن أن يكون هناك يوم انتصار، فقط عار وهزيمة (للقوات الروسية) بالتأكيد في أوكرانيا”.
وفي بولندا، أحاط المتظاهرون بالسفير الروسي في مراسم تأبين وألقوا عليه طلاء أحمر. وقال السفير سيرجي أندرييف، ووجهه يقطر طلاء وقميصه ملطخ به، “أنا فخور ببلدي ورئيسي”.
وخلال احتمائها في محطة مترو بخاركيف- المدينة الثانية في أوكرانيا التي تتحدث الروسية بشكل أساسي والتي تعرضت للقصف بلا هوادة منذ أيام الحرب الأولى- دارت الناجية من الحرب العالمية الثانية فيرا ميخايليفنا (90 عاما) وجهها المبلل بالدموع بيديها.
وقالت “لم أكن أعتقد أن هذا يمكن أن يحدث لنا على الإطلاق.. كان هذا اليوم من قبل يوم احتفال كبير”.
إلى ذلك يعقد مجلس الأمن الدولي الخميس بطلب من فرنسا والمكسيك جلسة علنية جديدة حول الغزو الروسي لأوكرانيا وذلك في ضوء “استمرار تدهور الوضع الإنساني”، بحسب ما أفاد دبلوماسيون الإثنين.
وستكون هذه الجلسة السادسة عشرة التي يعقدها مجلس الأمن حول أوكرانيا منذ بدأت القوات الروسية غزو هذا البلد في 24 شباط/فبراير.
ويسعى الغربيون من وراء عقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي بشأن الحرب في أوكرانيا، مرة واحدة على الأقلّ أسبوعياً، إلى إبقاء الضغط على روسيا وزيادة عزلتها على الساحة الدولية.
وقال دبلوماسي إنّ فرنسا والمكسيك طلبتا أن يتمّ خلال جلسة الخميس تقديم إحاطات من كلّ من مكتب الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوشا) ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف).
وسيكون هذا أول اجتماع يعقده مجلس الأمن منذ قُتل 60 مدنياً على الأقلّ، بحسب كييف، في قصف للقوات الروسية على مدرسة في شرق أوكرانيا في نهاية الأسبوع الماضي.
وتتزامن هذه الجلسة مع اجتماع استثنائي سيعقده في جنيف، بطلب من كييف، مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة للبحث في “تدهور أوضاع حقوق الإنسان في أوكرانيا”.
كما أنّ الجلسة المقرّرة في نيويورك الخميس ستكون الأولى لمجلس الأمن منذ أصدر الجمعة بإجماع أعضائه بياناً أكّد فيه “دعمه القوي” للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش “في سعيه إلى حلّ سلمي” للحرب في أوكرانيا.
وفي سياق متصل ذكرت وكالة الإعلام الروسية اليوم الثلاثاء نقلا عن نائب وزير الخارجية أن روسيا لا تخطط لإغلاق سفاراتها في أوروبا ردا على إجراءات غير ودية من الغرب وتوسيع عقوباته على موسكو.
وقال ألكسندر جروشكو نائب وزير الخارجية لوكالة الإعلام الروسية “هذا ليس من تقاليدنا.. لذلك نعتقد أن عمل مكاتب التمثيل الدبلوماسي مهم”.
وكان محتجون على الحرب في أوكرانيا ألقوا مادة حمراء على السفير الروسي في بولندا أثناء توجهه لوضع الزهور في المقبرة العسكرية السوفيتية في وارسو للاحتفال بالذكرى السابعة والسبعين للانتصار على ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية.
وأرسلت موسكو بعد ذلك مذكرة “احتجاج قوية”.
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 04-ديسمبر-2024 الساعة: 06:50 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-83484.htm