صنعاء نيوز - الكيان يُقّر بفشل روايته.. سفير إسرائيل بواشنطن: “الرأي العّام العالمي يؤمن بأننّا شعب يحتّل شعبا آخر بشكلٍ وحشيّ ونبحث عن صحافية لقتلها”.. مُحلّل: “فقط التحقيق الدولي يُنقِذنا”

الجمعة, 13-مايو-2022
صنعاء نيوز/ -

الناصرة-“رأي اليوم”- من زهير أندراوس:
حتى قبل أنْ يجِّف دمّ الشهيدة شيرين أبو عاقلة (51 عامًا)، التي ارتقت فجر الأربعاء، الحادي عشر من أيّار (مايو) 2022، برصاص غدر الاحتلال، بدأت إسرائيل تُقّر بفشلها المُدّوي في تسويق روايتها عالميًا حول هوية القاتل-المُجرِم، وأخفقت في إقناع الرأي العّام الفلسطينيّ والعربيّ بإمكانية أنْ يكون أحد “الإرهابيين” الفلسطينيين هو الذي أطلق النار على شيرين وأرداها قتيلةً.
وفي هذا السياق كان لافِتًا للغاية خروج عدد من المحللين عن “الإجماع القومي الصهيونيّ” والتغريد خارج السرب: فعلى سبيل الذكر، لا الحصر، أكّد المُستشرِق د. تسفي بارئيل، مُحلِّل الشؤون العربيّة في صحيفة (هآرتس) العبريّة، أكّد في مقالٍ نشره اليوم الخميس أنّ تشكيل لجنة تحقيق دوليّةٍ لفحص الموضوع، هو حاجة إسرائيليّة ماسّة، لأنّ قضية أبو عاقلة، تحوّلت إلى قضيةٍ سياسيّةٍ دوليّةٍ، على حدّ تعبيره.
المُستشرِق أضاف قائلاً إنّ التحقيقات الإسرائيليّة، حتى عندما تتّم من قبل قضاة ورجال جمهور، فقدت منذ زمنٍ طويلٍ مصداقيتها وثقة المجتمع الدوليّ والعالميّ، فكم بالحري ثقة الفلسطينيين، مُشيرًا إلى أنّ الثقافة التي ساهمت في إفقاد مصداقية إسرائيل شملت الإهمال، الاستخفاف، الطمس، والتمويه، وهذه الأمور استمرّت أعوامًا طويلةً، وعلى نحوٍ خاصٍّ في مئات الحوادث التي كان ضحيتها العديد من الفلسطينيين، الذين قُتِلوا بنيران الجيش الإسرائيليّ، أوْ من قبل المستوطنين، قال د. بارئيل.
عُلاوةً على ما ذُكِر أعلاه، تساءل المُستشرِق إذا كانت إسرائيل متأكدةً من أنّ مقتل أبو عاقلة كان من قبل مسلحين فلسطينيين، فلماذا تخشى، أيْ إسرائيل، التحقيق الدوليّ؟، وإذا تبينّ أنّ الجنود الإسرائيليين هم الذي قتلوها، فستكون فرصةً أمام إسرائيل لكي تتصرّف كدولةٍ يحكمها القانون، وأنْ تعترف بالمسؤولية وتدفع التعويضات، والأهّم اتخاذ الإجراءات التأديبيّة بهدف منع قتل الأبرياء بشكلٍ عامٍ، وأيضًا الصحافيين بشكلٍ خاصٍّ، على حدّ وصفه.
وخلُص إلى القول إنّه مفهوم ضمنًا أنّ التحقيق الإسرائيليّ في قضية مقتل شيرين أبو عاقلة وحده ليس كافيًا، وهناك حاجة وضرورة لتشكيل لجنة تحقيقٍ دوليّةٍ، والتي ستحظى بثقة الجمهور الفلسطينيّ، الإسرائيليّ، الدوليّ والعالميّ، كما قال.
في الساق عينه، ونقلاً عن مصادر أمنيّةٍ رفيعةٍ، أشار محلل الشؤون العسكريّة في الصحيفة نفسها، عاموس هارئيل إلى أنّ الدولة اليهوديّة لا تأتي لهذه الواقعة، أيْ اغتيال أبو عاقلة، بأيدٍ نظيفةٍ، ذلك أنّه على مرّ الأسابيع الفائتة تمّ توثيق أعمال عنف ارتكبها أفراد شرطة وجنود تجاه صحافيين فلسطينيين، في القدس وأنحاء الضفّة الغربيّة، ولم يتم التعبير في أيّ من هذه الأحداث عن استعدادٍ حقيقيٍّ من قبل إسرائيل للتحقيق ضدّ أفراد قوات الأمن المسؤول عن هذه الأعمال، كما قال.
إلى ذلك، أقّر سفير تل أبيب الأسبق في واشنطن، مايكل أورن، في حديثٍ أدلى به صباح اليوم لموقع (YNET) الإخباريّ-العبريّ، أقّر أنّ وضع إسرائيل لدى الرأي العّام العالميّ ليس جيّدًا، لافتًا إلى أنّ “الفلسطينيون قدّموا لنا معروفًا لرفضهم التعاون معنا في قضية الصحافية أبو عاقلة، الأمريكيون طالبوا بإجراء تحقيقٍ وهذا بحدّ ذاته يُثير المخاوف، ومع ذلك، تُسيطِر لدى الرأي العّام العالمي فكرةً راسخةً بأننّا شعب يحتّل شعبًا آخر بشكل وحشيٍّ، ويقوم هذا الشعب بالبحث عن صحافيةٍ فلسطينيّةٍ لقتلها، على حدّ تعبيره.
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 07:48 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-83544.htm