صنعاء نيوز - تعد الوسائل التعليمية عاملاً مهماً في العملية التعليمية والتربوية لا يمكن الاستغناء عنها في مهمة المدرس أثناء الشرح لما تحمله من قيمة تساعد المدرس على الشرح والطالب على الفهم والاستيعاب بصورة أفضل..

الثلاثاء, 03-مايو-2011
صنعاءنيوز/تحقيق/ سعيد الجعفري -
تعمل على ربط الفكرة بالمشاهدة .. وتخلق روح الإبداع

مدارس تغفل استخدامها .. ووسائل تشكو الإهمال



تعد الوسائل التعليمية عاملاً مهماً في العملية التعليمية والتربوية لا يمكن الاستغناء عنها في مهمة المدرس أثناء الشرح لما تحمله من قيمة تساعد المدرس على الشرح والطالب على الفهم والاستيعاب بصورة أفضل..
هنا في هذا التحقيق نقترب أمام واقع اهتمامات المدرس والإدارة بالوسائل التعليمية ومدى ما تشكله من أهمية تستدعي الزيادة في استخدامها والعمل على تشجيع إنتاجها..
إهمال متعمد
جمال سعيد علي العبيدي .. يقول: يغفل الكثير من المدرسين استخدام الوسائل التعليمية في التعليم وفي الشرح رغم ما تمثله من أهمية في توضيح وتبسيط الدروس لدى الطلاب إذ تعتبر جزءا أساسيا من العملية التعليمية إلا أن العديد من المدارس تغفل هذه الوسيلة الهامة في شرح الدروس، ويقول هذا للأسف ناتج عن تقاعس المدرسين.
وباعتقادي أنه من الضرورة الاستعانة بالوسائل التعليمية لتقديم المعلومة للطالب بصورة تمكنه من الاستفادة والاستيعاب بصورة أفضل بدونها تصبح المعلومات بالنسبة للطالب غير واضحة بالشكل الكافي والمفيد.
وأعتقد أن الوسيلة التعليمية تبدو أشبه بالمقبلات لدى الطلاب تدفعهم نحو التركيز على الدرس أكثر وتجذبهم لشرح المدرس وتساعدهم على الاستيعاب والحصول على المعلومة بطريقة سهلة وواضحة، وبالتالي فإن أداء المدرس يظل قاصراً ما لم يستخدم الوسائل المساعدة والوسائل التعليمية تعد أحد أبرز هذه الوسائل والأدوات التي يحتاجها المدرس في عمله أثناء الشرح لما تحمله من قيمة تعليمية هامة..
استخدام غائب
يختلف الأمر من مدرسة إلى أخرى .. فهناك مدارس تحرص على استخدام الوسائل التعليمية وتعمل على إلزام المدرسين استخدام الوسائل في التعليم والشرح وتقوم بتوفير هذه الوسائل وذلك يعكس استيعاب الإدارة لأهمية ما تمثله الوسائل العملية التعليمية بينما مدارس لا تولي هذه القضية أي اهتمام، كما أنها لا تعمل على توفير الوسائل للمدرسين، وبالتالي فإنها لا تحظى باي نصيب من الاهتمام ويغيب استخدامها في هذه المدارس كنتيجة طبيعية لإهمال الأدوات المدرسية.
هذه الوسائل التعليمية من قيمة تربوية في عالم اليوم الذي يتجه فيه التعليم إلى الاعتماد على الوسائل التي تربط الجزء النظري بالعملي والمجرد بالمحسوس بصورة تمكن من ترسيخ المعلومات والتصاقها في أذهان الطلاب بما توفره من عامل جذب للطلاب والاستيعاب الحقيقي للدروس .. ولذا فإن الوسائل التعليمية باتت تمثل جزءا أساسيا في العملية التعليمية ينبغي أن تحظى بقدر كبير من الاهتمام من خلال العمل على توفيرها في المدرسة بما يتواكب مع المقررات والمناهج المدرسية، وتدريب المدرسين على كيفية استخدامها وطريقة ربطها بمحتويات الدرس وتعويد المدرسين على استخدامها كجزء من مهنتهم.
تشوهات وتمزق
يظهر الواقع في العديد من المدارس عن وضع متدنٍ لمستوى الاهتمام بالوسيلة التعليمية التي تكاد تكون غائبة في الكثير من المدارس، والعديد من المدارس لا يوجد فيها قسم خاص بالوسائل التعليمية ويغيب فيها أي استخدام لهذه الوسائل ويقتصر اعتماد المدرسين على الوسائل العادية في الشرح باستخدام (السبورة) والكتاب المدرسي .. وهذا ما ينطبق على حال أغلب المدارس الريفية، أما ما يتعلق بالمدارس في المدن فإن الوضع يختلف من مدرسة إلى أخرى من حيث مستوى الاهتمام.
ويلاحظ أن الوسائل المتوفرة في العديد من المدارس تعاني من الإهمال والتمزق والكثير منها بات بحاجة إلى الصيانة والتجديد، وحالة النقص فالمتوفر فيها أعداد قليلة ويحتاج إلى التجديد هذا ما يخص الوسائل الخشبية والمصنوعة من الجبس وغيرها وتمزق الوسائل الورقية وذلك يقدم صورة عن ما تشكو منه الوسائل التعليمية من إهمال.
مشاهدات بائسة
في مدرسة ثانوية تعز الكبرى بمحافظة تعز يلمس المار بجوار هذه المدرسة مدى البؤس الذي حل بالمدرسة التي صار يكسوها الحزن، وتبكي حالها وتبدو كأنها تكتسي ثياباً ممزقة بعد أن تحولت الوسائل التعليمية والفنية إلى مصدر تشويه لمنظر المدرسة نتيجة لما تعرضت له تلك اللوحات الخشبية التي تزين جدران المدرسة من تكسر واختفاء للألوان بعد أن كانت ذات يوم مصدر جمال وجذب وتألق المدرسة في سنوات مثلت الوسائل التعليمية جزءاً من نهضة المدرسة التعليمية ولم تعد فيها سوى لوحات مشوهة ربما تعكس حالة ما تعيشه المدرسة اليوم من تدهور في العملية التعليمية.
هذا الحال يعكس صورة عن واقع مدارس عدة يمكن أن تتعدى فيها وظيفة الوسائل التعليمية من أدوات مساعدة وهامة في العملية التعليمية إلى صورة تعكس مستوى أداء المدارس، ففي مدرسة معاذ بن جبل أخذت الإدارة الجديدة على عاتقها إعادة إصلاح الوسائل التعليمية التي كانت تعاني من الإهمال ولمسنا ذلك من خلال العمل الجاري في قسم الوسائل التعليمية في المدرسة.
صورة عن قرب
هذا الوضع ربما يختلف في مدارس أمانة العاصمة وتظهر العديد من الزيارات للعديد من المدارس قدرا كبيرا من الاهتمام بالوسائل التعليمية مدرسة الشهيد علي عبدالمغني يلمس الزائر قدرا عاليا من الاهتمام بهذه الوسائل وتمثل فيها معلماً هاماً من معالم المدرسة أضاف إليها الروعة حيث تزين الوسائل التعليمية جدران الفصول والمدرجات واعتاد المدرسون على اصطحابها للفصول المدرسية أثناء الحصص المدرسية كجزء من الأدوات التي يعتمدون عليها في الشرح، الحال نفسه ينطبق على مدارس أخرى تغدو فيها الوسائل التعليمية أداة هامة في العملية التعليمية ومعلماً هاماً من معالم المدرسة التي تزداد تألقاً وجمالاً بوسائل ولوحات فنية تحمل إبداعات ومصدر جذب وأناقة لهذه المدارس .. ناهيك عن ما تحمله من قيمة جمالية وفنية وتعليمية تجعل الطلاب وجهاً لوجه مع المعلومات، ومثل هذا ما وجدناه في مدرسة بغداد وغيرها من المدارس الأخرى التي تبين حرصها على استخدامها الوسائل التعليمية وتنمية الإبداعات من خلال تشجيع الطلاب على إعداد الوسائل التعليمية والفنية وابتكار طرق وأساليب تنافسية في إعدادها.
تقييم تربوي
يؤكد المعلمون والتربويون على أهمية استخدام الوسائل التعليمية في مهمتهم التربوية والتعليمية .. أمين الجعفري - موجه في محافظة صنعاء - يؤكد على أهمية الوسائل التعليمية ويقول إن هناك تقصيرا كبيرا لدى إدارات المدارس والمدرسين في استخدامها وإعدادها.
ويوافقه في ذلك فاضل بجاش - موجه بمحافظة صنعاء - يقول: نلمس تقصيرا في استخدام الوسائل وتشجيع الطلاب على إبداعها ودائماً نحث المدرسين على المبادرة في استخدامها وتشجيع الطلاب على إعدادها كجزء من النشاط المدرسي.
علي بجاش - مدرس رياضيات في مديرية سنحان بمحافظة صنعاء يؤكد على أهمية الوسائل التعليمية ويضيف خصوصاً في ما يتعلق بالمواد العلمية بصورة يصبح من الصعب على المدرس الشرح بدونها كونها تمكن من إيصال المعلومات بسهولة ويسر.
إبداعات طلابية
في المقابل تظهر من خلال الوسائل التعليمية إبداعات الطلاب كونهم من يقومون بإعدادها فهي إلى جانب ما تمثله من وسيلة تساعدهم على الفهم فإنها إلى جانب ذلك تبرز إبداعاتهم وتنمي مهارتهم، وهنا يمكن توجيه اللوم لإدارات تغفل هذه المهمة.
أهمية كوسيلة
ويضعنا جمال سعيد علي العبيدي - أمام الصورة الكاملة لما تمثله الوسائل التعليمية يقول: للوسائل أهمية بالغة فهي تمكن من تحقيق الانتقال من المجرد إلى المحسوس، تعمل على ربط الفكرة بالمشاهدة، وتجسد الجانب النظري بالتطبيق العملي، وتعزز من تجسيد رفع مستوى الأداء، تخلق من روح الإبداع، توفر الوقت والجهد والمال، تعمل على تحقيق الأهداف المراد تحقيقها، تعمل على تفعيل الجوانب النظرية والعملية، تربط الصوت بالصورة، تعمل على شد الانتباه وتحقيق الغاية المراد لها، تجسد التركيز والفهم بكافة المستويات، تخلق في عقلية الفرد التطلع والاهتمام، تعزز من تنمية الفكرة وبنائها بشكل جيد، وتكمن أهمية الوسيلة عندما تحقق الأهداف المرجوة وبصورة مبسطة، وغير معقدة وبأسلوب علمي حضاري، تربط كافة الجوانب النظرية والتطبيقية، تكلل أغلب موادها بالنجاحات المختلفة، تترجم كافة المتغيرات التي نلمسها ونشاهدها .. أهمية الوسيلة في التجديد والعرض بأسلوب جيد وشيق، تعمل على خلق روح المشاركة وسبر الأغوار، تجدد النشاط وتكسب المهارات المختلفة، تخلق روح الإلمام والاهتمام، تعمل على جذب الانتباه لدى المتعلم، تنمية القدرات لدى المتعلم، تبسيط المادة العلمية إلى شيء ملموس ومشاهد، ترسم في عقلية المتعلم حب المشاركة والنقد، تعد الرابط القوي بين المعلم والمتعلم، تعمل على تصوير الفكرة بشيء ملموس ومشاهد، تجدد النشاط وتكسب المهارة، ترفع من مستوى الأداء في كافة المستويات العلمية، تنمي المواهب وتخلق الإبداع بشتى صوره.

تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 04-ديسمبر-2024 الساعة: 07:25 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-8371.htm