أنور البحري - نقابة الصحفيين بين الدفاع عن منتسبيها أوالتحريض ضدهم !!
البيان الذي صدر مؤخراً ونشر في بعض وسائل الاعلام بلهجة قاسية وصفها البعض بالتحريضية ضد اعضاء النقابة العاملين في المؤسسات الاعلامية الرسمية أقلق الكثيرين ، ودفعهم للمطالبة بسحب الثقة ...تارة وتعليق الاشتراك تارة اخرى.
فبدلاً من ان تقف النقابة الى جانب منتسبيها (أياً كانوا واينما كان عملهم) وتوضح طبيعة العمل الذي يؤدونه ، وتُرشد العمل وفق آداب المهنة والأمانة الصحفية في بعض الوسائل التي تثير الفتنة من خلال تناولاتها لأخبار غالباً ما تكون كاذبة ، اصبحت أداة ترهيب للإعلام الرسمي بالكامل بما في ذلك اعضائها .
ومفروض ان لايكون انضمام اعضاء مجلس النقابة او حتى النقيب لساحة التغيير مبرر لتهديد العاملين في الاعلام الرسمي والتحريض ضدهم واتهامهم في المشاركة بجرم لم يتأكد ولم يضبط مرتكبوه والمتسببين في حدوثه وخاصة في هذه الظروف الاستثنائية التي تعيشها الساحة الوطنية ما داموا غير متواجدين في الساحة او يروجوا لما يحدث فيها وفيها فقط ، وإلا فأين الحقوق التي وجدت النقابة من اجل حمايتها للصحافيين والدفاع عنهم في قضايا الرأي والتعبير .!!
نتمنى ان تبقى النقابة المرجع والملجئ لمناصرة وحماية الصحفيين من التعرض لأي استهداف من اي طرف كان لا أن تكون منبر تحريضي ضد اعضائها.. وقد اكتوى الصحفيون العامليون في وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) وصحيفة الثورة ومختلف المؤسسات والمواقع الالكترونية بنير هذا التوجه الجاف والتعامل السلطوي رغم ان لا علاقة للوكالة بما يقال عنها من اقاويل هدفها التحريض وتخويف العاملين فيها من الاستمرار في أداء مهامهم وفق السياسة التي تتبعها هذه الوسيلة او تلك بحيادية ما استطاعوا ، فعلى سبيل المثال الوكالة تنقل أخبار الفعاليات الرسمية في الوزارات والهيئات العليا للدولة من اجتماعات ومشاركات ولقاءات بشكل خبري للوقائع دون التدخل بالرأي الشخصي في تفسيرها.. ومع ذلك لم تسلم من ذلك البيان شديد اللهجة الذي تجرد من كل مزايا السلطة الرابعة تماماً ..
لكني وربما غيري من زملاء المهنة لازلنا على ثقة بأن ذلك البيان لايمثل أعضاء مجلس النقابة جميعهم ، فقد يكون ذلك تصرفا فرديا اجتهد فيه وقت غضب او تعاطف يفترض أن لايكون له وجود في العمل النقابي ، خصوصاً وانه سيعرض حياة زملاء المهنة للخطر..
فمن غير المعقول ان ينصب مجلس النقابة أو أحدهم نفسه للدفاع عن توجهات او سياسات معينة والتحريض في ذات الوقت على الصحفيين الذي من المفترض ان يكونوا في حمى النقابة وهو الهدف الذي انشأت من اجله.. وإلا فما جدوى نقابة الصحفيين من الأساس مالم تحمي ابناءها وتدافع عن حقوقهم وحرياتهم....!!
|