بقلم /عبدالاله سلام الاصبحي - قد تكون الذكريات هي رمز الحياة وقد تخونك الذكريات وقد تكون الحياة بذاتها ذكريات . اتذكر مافات والذكرى قاموس يدق في عالم النسيان في هذه الحياة التي لاتساوي شيء للإنسان الذي ليس له هدف يسعى إليه والانسان ماله الاماانتجه في حياته ورصيد بعد موته فعمر الإنسان لايقاس بالسنين ولا بالايام ولكن يقاس بقدر ماانتجه ليضل هو المحك الباقي بعد الممات فمهما تعمر الانسان فإن الهدف يبقى هو الذي يجنيه بعده الاخرين لهذا الشخص ونبراس يضيء للآخرين أهداف قد بنوه ليضل الى مالا نهايه فكم من رجال في بطون اللحود أموات دون أحياء وكم من أموات تضل أعمالهم خالده مهما طال الزمن وقصر فهم احياء . هذه هي د/ رؤفه حسن الشرقي التي سعت الى رسم هدف لها منذ نشأة إظفارها لتكون مميزة بين الآخرين فالتميز هو الاساس الذي يقترن بالشخص في حياته فكم من انسان على هذه البسيطه جاهل لنفسه جاهلا لحياته لاينتج شيء رغم العلم الذي اكتسبه أو حصل عليه فالتميز هو السمه الوحيدة للانسان في هذه الحياة . انها ذكريات لاتنسى
عرفت د/ رؤفه حسن منذ مطلع السبعينات عندما كانت طالبه وملتحقة باإذاعة هي وبعض الاخوات في تلك الفتره كنت حينها قدم برنامج حماة الوطن أنا وبعض الزملاء كانت ذات طموح وهمة عاليه أوجدت من نفسها فتاه ذات قدرة عالية أشركناها معنا في تقديم التحيه والسلام من الجنود في مواقع الشرف الى أهليهم وذويهم كانت نحله تصنع العسل لتعطي للاخرين الشهد خالصا . كبرنا وكبرت الحياة حولنا . اخذت رؤفه الثانويه العامه في حينها لتكون ضمن المبعوثين الى جمهورية مصر العربيه في منحة في مجال الاعلام هي وبعض زميلاتها أمثال الاستاذه أمة العليم السوسوه وكنت في حينها مبعوث من إدارة التوجيه المعنوي في مجال الإعلام .التقينا معاهناك كانت تلك الفتاه ألعصاميه الجادة في دراستها كنا نلتقي عندما يتاح لنا الوقت للمذاكرة كانت زميلة وأخت ناخذ من وقتنا لليمن ثم لدراستنا ذاكرنا معا وأكلنا معا حتى الاكلة اليمنية ( العصيد ) لم نسلم منها ونحن في الغربه .
عدت أنا الى صنعاء بطلب من القيادة العامه جمعتنا الاقدار في صنعاء مرة ثانية وخاصة في مؤتمر نقابة الصحفين ثم افترقنا لاأعود الى القاهرة مرة ثانيه لاستكمال دراستي . سكنت هي شارع ألجامعه العربية وسكنت انا في الدقي .عادت من مصر بعد التخرج .
وفي احدى الموتمرات في الحديدة كان اللقاء صحبتها الى المنزل عرفتها على ام عبدالله والاولاد تذكرنا ايام الدراسة ( والعصيد) وافترقنا بعدها ثم ذهبت هي للدراسه لتحضير الدكتوره ,وعدت انا الى تعز ثم الى البيضاء ثم الى الحديده .اربع سنوات عجاف سألت عنها قالوا انها متفرغة للدراسة عادت والعودة احمد , زادت روابطي بها أكثر في المؤتمرات والندوات الثقافية . لا تفوتني أي ندوة او أي محاضرة لأجدها أمامي سباقة لكل المشاركات وكل ماسنحت لي الفرصة أزورها في مقر اقامتها في صنعاء أهديت لها كل مجموعاتي القصصية التي أصدرتها , وفي إحدى الموتمرات في تعز لاأتذكرفي أي عام , كانت من ضمن الحاضرين وكنت سعيدا بصحبتها الى المنزل تعرفت على الأسرة وعلى جدتي ( مسك ) التي كانت الدينا حكت لها حكايات كثيرة عن الاحتلال التركي لليمن كانت جدتي رحمها الله عمرها فوق المئه , في يومها تحدثنا عن المستقبل وما تخبي لنا الايام ذهبت للدراسه مرة ثانيه عادت كنحلة تنحت في اضفارها حياتها الجديده لليمن ولكل الناس وانشأت مركزا لها ثم كونت اتحاد نساء اليمن مع جنسها زارت بعض المحافظات اليمنية وكان لها باع في الندوات ومع الحياه وزخمها تباعدنا قليلا لكن كان الهاتف وسيلة اتصال بيننا لم اترك لها مقال الا قرأته واتصل بها .كانت الايام تمر سريعا حلوة المذاق والعمر يمر كعرجون نخل يطوي سنين العمر في غمضة عين أ تصلت بها يوما قالت لي إنا في القاهره تذكرت تلك الايام والسنين البالية . والايام التي طوت صفحاتها سريعا كانت د / رؤفه الضحك لايفارق شفتيها . تذكرتها أخيرا عندما توفت أختها حاولت أن اتصل بها لكن دون جدوى يوم الاربعاء جلست حزينا وكأنه حدث سيحصل . وانا عائد من عملي كانت الفاجعه الكبرى عندما اتصلت بي ابنتي د/ يمنى أن الدكتوره رؤفه حسن توفت كان واقع الخبركصاععة سقطت إجتثت مافي الارض قلت لها ليست هي بل أختها قالت لي إنها هي تقبلت الخبروالتعزيه وقلت إنا لله وإنا اليه راجعون .
عزائنا لآل بيت الشرقي ولجميع المحبين لها
|