صنعاء نيوز -
في أخطر تطورات تنذر بانفجار وشيك لأوضاع الساحة اليمنية في غضون الأيام القليلة القادمة، وجه علي سالم البيض أمس السبت قيادات الحراك الانفصالي "الموالية" ببدء التعبئة المسلحة الشاملة لجميع عناصرها في مختلف المحافظات الجنوبية، استعداداً لإصدار بيان إعلان "الكفاح المسلح" وفك ارتباط الجنوب عن الشمال تحت مسمى "الجنوب العربي".
وأكدت مصادر قيادية في الحراك لـ"نبأ نيوز": أن "منسقاً" باسم "البيض" بمحافظة لحج سلم مساء أمس السبت قيادات فصائل الحراك الموالية للبيض رسائلاً خطية تضمنت توجيهات "البيض" بهذا الصدد، وكافة تفاصيل عملية "التعبئة المسلحة"، محددة بسقف زمني أقصاه عشرة أيام اعتباراً من يومنا هذا الأحد 8 مايو، ومهمشة بتنويه يشير إلى ترقب مزيداً من التعليمات التي سيصدرها خلال الأسبوع الجاري دون أن يحدد يوماً بعينه.
وأكدت المصادر ذاتها: أن توقيت قرار "البيض" يأتي استباقاً لنتائج اجتماعات مكثفة تشهدها القاهرة منذ أيام لجناح حيدر أبو بكر العطاس المدعوم خليجياً، والتي من المنتظر أن تتبلور عنها "مبادرة جنوبية" يتم ضمها تحت إطار المساعي الخليجية لحل الأزمة السياسية في اليمن، والتي يرجح أن تأتي في سياق ما أفصح عنه "العطاس" في تصريحات سابقة من مشروع فيدرالي لـ"جمهورية يمنية اتحادية" مؤلفة من أقليمين "شمالي وجنوبي".
غير أن المصادر "الجنوبية" كشفت لـ"نبأ نيوز" عن تحركات محمومة لحزب التجمع اليمني للاصلاح "الأخوان المسلمين" مناوئة لاجتماعات القاهرة؛ وقالت أن قيادة الاصلاح نجحت خلال الأيام القليلة الماضية في اقناع قياداتها الجنوبية المنضوية تحت مظلة الحراك في مقاطعة اجتماعات القاهرة، وأن عدداً منهم ممن شارك في اجتماع يوم الخميس الماضي أكدوا أمس أنهم لن يشاركوا في الاجتماع القادم الذي كان مقرراً انعقاده يوم غدٍ الاثنين في القاهرة.
وفيما وصفت المصادر تلك التحركات بأنها "ضربة موجعة للعطاس" وقالت أنها "ستفرغ مبادرته من الصفة التمثيلية للجنوب"، فإنها أشارت في الوقت نفسه إلى اعتقادها بأن الإصلاح يسعى لاستثمار التصعيد المسلح في الجنوب للضغط على النظام ودفعه للرضوخ لاشتراطاته المرتبطة بالمبادرة الخليجية، معززة رأيها هذا بمشاركة عناصر الاصلاح مع مليشيات الحراك في الهجمات على المعسكرات والمقرات الحكومية في المحافظات الجنوبية ومحافظة البيضاء.
جدير بالذكر أن قيادات في الحراك الانفصالي وجهت خلال الأيام الماضية سلسلة اتهامات للأخوان المسلمين بـ"تآمرهم على الجنوب"، وأشارت في تصريحات وكتابات عديدة إلى أن الاصلاح يسعى للابقاء على "القضية الجنوبية" معلقة ويستثمرها كورقة في لعبته السياسية مع النظام دونما اكتراث لمستقبل الجنوب، وهو الأمر الذي حاول الاصلاح والمشترك احتوائه وامتصاص نقمة المتقولين به من خلال اطلاق تسمية (جمعة الوفاء للجنوب) على تظاهرات الجمعة الماضية، غير أن الحراك لم يبد أنه "ابتلع الطعم" حيث واصل خطابه المعتاد ضد من يصفهم بـ"المتآمرين على الجنوب".
عن نبأنيوز |