صنعاء نيوز/ -
تناول المحلل السياسي في "يديعوت" أليكس فيشمان في مقالته الأجواء الإحتفالية الإسرائيلية بإسقاط ثلاث مسيرات لحزب الله، وسأل "لو لم تكن هذه ثلاثاً بل عشرين او ثلاثين مسيّرة في آن معاً، فهل ستكون النتائج مشابهة؟ وماذا لو كان "حزب الله" يستخدم سلاحاً اكثر ذكاء بقليل فهل (صاروخ) "باراك 1" سيكون كافياً لإسقاطها"؟
“من ناحية القيادة السياسية – الاستراتيجية فإن اعتراض مُسيرات “حزب الله” من فوق البحر المتوسط لا يشكل انعطافة في المواجهة مع إيران و”حزب الله”. فـ “حزب الله” ببساطة وسّع صندوق أدواته، كي يضغط على إسرائيل للوصول الى تسوية حدود بحرية. في إسرائيل يقدرون أن ليس في نية التنظيم أن يدهور المنطقة، ولا يزال الردع الإسرائيلي ناجعاً. بالمقابل، من ناحية الجيش كانت هذه مناورة حية في حماية طوافات الغاز في البحر المتوسط وهنا، رغم النجاح، فإن الجيش لا يرفع كؤوس الشمبانيا. فلا يزال لديه الكثير من العمل في مجال استخلاص الدروس.
منذ أيام تحدث الوسيط الأميركي لأزمة الحدود البحرية بين إسرائيل ولبنان، عاموس هوكشتاين، مع رئيس وزراء لبنان، نجيب ميقاتي، وطلب منه وقف استفزازات “حزب الله”. أبلغ هوكشتاين، الذي يتواجد هذه الأيام في فيينا في محاولة للدفع قدماً بالمفاوضات، ميقاتي بأنه يوجد تقدم في المحادثات، وكل استفزاز من “حزب الله” يعرض المفاوضات للخطر. ليس واضحاً ما الذي أجاب به ميقاتي، ولكن في اليومين الأخيرين صدر ما لا يقل عن عشرين بلاغاً مباشراً وغير مباشر عن حكومة لبنان، وبموجبها فان المسيّرات التي أرسلها “حزب الله” لم تستهدف إلا التصوير.
في لبنان يسود إحباط في ضوء حقيقة ان إسرائيل تواصل جني المال من المقدرات الطبيعية في البحر، بل توشك على أن تضاعفه في مبيعات الغاز الى أوروبا العطشة. وذلك في الوقت الذي يكون فيه لبنان عالقاً مع غاز في الأرض، ما يمكنه أن يشكل خشبة قفز إنقاذية حيوية للاقتصاد اللبناني.
في سلاح الجو احتفلوا بنجاح صاروخ “باراك 1″، الذي احتفل بثلاثين سنة خدمة. لو كان “حزب الله” يستخدم سلاحاً اكثر ذكاء بقليل فهل “باراك 1” سيكون كافياً؟ ولماذا لم يتم الاعتراض بوسائل التشويش التكنولوجية؟
في صيف 2020، اتخذ “حزب الله” وحكومة لبنان، بشكل مشترك، خطوة شاذة، واعترفا بالحاجة إلى خوض مفاوضات مع إسرائيل على ترسيم خط الحدود البحرية. لكن الى جانب الحاجة الاقتصادية توجد لـ”حزب الله” مصلحة في تسريع المفاوضات والوصول الى نتيجة جيدة فيها، إذ إن زعيم حزب “أمل” الشيعي، نبيه بري، يوجد في أواخر أيامه. بري هو الرجل الذي صمم إطار المفاوضات البحرية، ومن المهم لـ “حزب الله” ان يعطي إرثه ثماره كجزء من وحدة الطائفة. هذا ما شجع “حزب الله” على ان يدخل عنصر العنف الى المفاوضات مع إسرائيل لأجل تسريعها.
في بداية حزيران/يونيو وقع حدث أشعل الحياة العامة اللبنانية: اجتازت طوافة للتنقيب عن الغاز، مخصصة لحقل كريش تعود بعامة الى شركة بريطانية، قناة السويس باتجاه حقل كريش. أُصيبت كل وسائل الإعلام في لبنان بجنون الاضطهاد: “تكسب إسرائيل ونحن نخسر”. رئيس الوزراء (نجيب) ميقاتي والرئيس (ميشال) عون توجها الى قائد الجيش اللبناني (جوزيف عون) كي ينقل لهما معطيات دقيقة عن النشاط الإسرائيلي. لم يفعل الجيش اللبناني شيئاً، ولهذا قرر “حزب الله” تقديم خدمة وطنية كـ”درع الشعب” وأطلق ثلاث مُسيّرات لتصوير الطوافة. والآن ليست المصلحة هي التي ستفجر الميدان بل خطأ من أحد الطرفين.
عندنا احتفلوا بإسقاط المسيّرات. غير أنهم في قيادة سلاح الجو لا بد سألوا أسئلة اكثر تعقيداً. مثلاً، لو لم تكن هذه ثلاثاً بل عشرين او ثلاثين مسيّرة في آن معاً، فهل ستكون النتائج مشابهة؟ في سلاح الجو احتفلوا بنجاح صاروخ “باراك 1″، الذي احتفل بثلاثين سنة خدمة. لو كان “حزب الله” يستخدم سلاحاً اكثر ذكاء بقليل فهل “باراك 1″ سيكون كافياً؟ ولماذا لم يتم الاعتراض بوسائل التشويش التكنولوجية؟ الحفلات أبقوها للمواطنين. من ناحية الجيش كان هذا حدثاً تكتيكياً مركباً يحمل غير قليل من الدروس”.
|