صنعاء نيوز - اليهود ومن هاودهم والنصارى ومن ناصرهم والمجوس وكل أرباب الشرك والإلحاد لم يعودوا يحظون بنصيب

الثلاثاء, 10-مايو-2011
صنعاء نيوزحمدي دوبلة -
اليهود ومن هاودهم والنصارى ومن ناصرهم والمجوس وكل أرباب الشرك والإلحاد لم يعودوا يحظون بنصيب وافر من أدعية وتبتلات خطباء يوم الجمعة سواء كانوا في الستين أو السبعين وما شابههما من شوارع وساحات اليمن وحتى في البلدان العربية التي أصابتها سموم الفتن والصراعات، لقد انشغل كل طرف بكيل التضرعات إلى الله بإهلاك وتدمير الطرف الآخر وصب جام غضب الجبار عليه ليخلو الجو والساحة لهذا أو ذاك وفي الحالتين يبقى المستفيد الأبرز من انشغال المسلمين بالدعاء على بعضهم بالويل والثبور وعظائم الأمور اليهود والنصارى والكفرة الذين نجوا بجلودهم على الأقل في الظرف الراهن من سياط دعوات الخطباء والواعظين.
اللهم لك الحمد والثناء على جعل أمر العقوبة بيدك وحدك ولم توكلها بالمطلق إلى أحد من خلقك ولو كان الأمر كذلك لأفنى بعضنا بعضاً ولشاهدنا اشكالاً مرعبة من ظلم الإنسان لأخيه الإنسان ولرأينا صوراً مأساوية لاستباحة الدماء والأعراض والحقوق وقطع أواصر الرحم والقربى.
كلٌ يعتقد بأنه على صواب والآخر مخطئ ومغفل وكلٌ يكيل أقذع الصفات والألقاب على من يقف في النقيض وهي لعمري الفتنة "الدهماء" التي تجعل من اللبيب حيراناً وتضعه في موقف الحائرين ما هو خطأ وما هو صواب وأين هو الحق وأين يكمن الباطل!! فهناك من يتخذ من نفسه متحدثاً باسم الشعب ليحدد ماذا يريد وإلى ماذا يطمح في الوقت الذي هو أبعد ما يكون عن الشعب واحتياجاته ومتطلباته الضرورية ومن هؤلاء أيضاً من لا يجد حرجاً وهو يغرد خارج السرب بترديد الشعارات "الملحنة" وإقامة السهرات الترفيهية فيما بات الشعب يكابد في سبيل الحصول على اسطوانة غاز أو قليل من المحروقات ليتمكن من توفير مياه الشرب وانقاذ شيء من مزروعاته المهددة بالفناء.. ومنهم كذلك من لا يتورع ولا يتردد وتحت مبرر إرادة الشعب "المغلوب على أمره" في التحريض الصريح لتخريب ممتلكات الشعب والإضرار بمرافقه الخدمية.. ومنهم من يجد في اشاعة الفوضى والدمار مغنماً ولذلك فهو يسعى بكل ما أوتي من قوة من أجل إطالة أمد الأزمة والفتنة دون أن تكون مصالح الناس حاضرة في تفكيره وهكذا وكما أبدى لي أحد الشباب المعتصمين في شارع الجامعة مخاوفه الحقيقية من أية بوادر وشيكة لانفراد الأزمة لسبب بسيط هو أنه قد طاب له المقام في الساحة .. وهذا آخر يتمنى بصراحة وبكل بساطة أن يحل شهر رمضان المبارك على المعتصمين وهم في الخيام حتى يتمتعوا بالأجواء الرمضانية المثالية في الشارع وتحت أضواء القمر والتي ستزيدها نفحات الشهر الفضيل روعة وبهاء.
لقد ضاق الشعب ذرعاً بممارسات الأحزاب في السلطة والمعارضة على حد سواء وأصبحت هذه المماحكات السياسية وتصفية الحسابات بين الساسة تمس بصورة مباشرة بحياته المعيشية ولم يعد يحتملها، فهل سيقف الجميع عند إرادة الشعب ويحترمون خياراته وحقوقه في الحياة وتركه وشأنه، فلم يعد هناك موضع لجرح جديد في جسده المثخن، أم سيستمر الساسة في غيهم وفي مناصبة الناس العداء وإعطاء أنفسهم الحق في ادعاء الوصاية على الشعب والتكلم بلسانه وتحديد ما يريد وما لا يريد..؟؟!.
وهنا نقول يا أهل الخيام معارضة وموالاة لستم الشعب ولن تكونوا يوماً أوصياء عليه أو ناطقين بالنيابة عنه وإن معظمكم ليسوا سوى سياسيين تابعين للأحزاب في الحكم والمعارضة تحرككم السياسة وتتحكم في ممارساتكم الاحزاب وتتوجهون دائماً وفقاً لأهداف هذا الحزب أو مطامع ذلك التنظيم.. فدعوا الشعب وشأنه واحذروا غضبته فإنه وإن كان صابراً ومتحملاً لكل الشدائد والخطوب فإن لذلك الصبر حدوداً.. وقد امتلأت الكأس وأوشكت أن تفيض فلا تكونوا في وجه الفيضان العارم الذي سينسف كل شيء في طريقه ولن يرحم أحداً تطاول عليه وأضر بمصالحه ومتطلبات معيشته.. ولتعلموا جميعاً أن هذا يريد وذاك يريد والله يفعل ما يريد.. وإرادته سبحانه وتعالى دائماً من إرادة الشعوب التي لا يمكن أبداً أن تُختزل في خيمة أو شعار.
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 12:04 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-8511.htm