صنعاء نيوز/ -
القاهرة – “رأي اليوم”- محمود القيعي:
لم تكد تمر حادثة ذبح الفتاة نيرة أشرف، حتى فجع الشارع المصري اليوم بحادثة أخرى، حيث قتلت فتاة طعنا على يد شاب، أثناء دخولها عمارة سكنية بمنطقة المنتزه بدائرة قسم أول الزقازيق، وتم نقلها إلى مشرحة مستشفى الأحرار التعليمي تحت تصرف النيابة العامة.
كانت الأجهزة الأمنية بالشرقية قد تلقت استغاثة من الأهالي بشأن قيام شاب بطعن فتاة لدى دخولها عمارة سكنية تقع في مواجهة مبنى محكمة الزقازيق الابتدائية بمنطقة المنتزه بدائرة قسم شرطة أول الزقازيق، وتم ضبط المتهم والتحفظ عليه.
وتمكنت الأجهزة الأمنية من ضبط مرتكب واقعة التعدى على إحدى الفتيات بدائرة قسم شرطة أول الزقازيق بالشرقية مستخدماً سلاح أبيض “سكين” مما أدى إلى وفاتها، والأداة المستخدمة فى الجريمة، وبمواجهته اعترف بارتكاب الواقعة بدافع الانتقام منها.
فتاة الشرقية المقتولة
ما هذا؟
هل بدأ موسم قتل الحبيبات؟
قالوا: ومن الحب ما قتل، لكنهم قصدوا الموت عشقا، أو الموت من أجل الحبيبة، وليس ما نراه الآن من جرائم فادحة فاضحة، تنم عن قلق روحي، وتردي أخلاقي، وانهيار نفسي، وبعض فقر وإدمان ويأس وتيه وضعة، لكن هذا لا يبرر أبدا ما يحدث.
— عمار علي حسن Ammar Ali Hassan (@ammaralihassan) August 9, 2022
أحد النشطاء في محافظة الشرقية التي شهدت الجريمة البشعة قال إن المتهم قتل المجنى عليها ب 17 طعنة “15 من الامام وطعنتان من الخلف”، مشيرا إلى أن المتهم رسم على صدره صوره باللون الأسود مدون عليه “سلمى حبيبتى”، ورسم آخر على ذراعه الأيمن باللون الأحمر مدون عليه “سلمى”.
المتهم اعترف بالقتل بدافع الانتقام منها، لسابقة ارتباطهما بعلاقة عاطفية قام خلالها بمساعدتها، إلا أنها قامت مؤخراً بالتخلى عنه وإنهاء تلك العلاقة دون رغبته، مما أثار حفيظته فاختمرت في ذهنه فكرة قتلها على غرار واقعة مقتل طالبة جامعة المنصورة “نيرة أشرف”.
أحد النشطاء يقول إن المتهم قام بإعداد السلاح الأبيض المستخدم “السكين”، ونظراً لعلمه بتردد المجنى عليها على مقر جريدة “عيون الشرقية الآن”، جريدة وموقع أخبارى، للتدريب، الكائنة بالعقار محل الواقعة، قام اليوم بانتظارها أمام العقار، ولدى وصولها باغتها بعدة طعنات، فأحدث إصابتها التي أودت بحياتها.
سلمى الشوادفي pic.twitter.com/eLiHqnLyvE
— 𓁳𓆃توت عنخ أمون𓁳𓆃 (@husseinElbaz___) August 9, 2022
ماذا حدث للمصريين؟
السؤال الذي فرض نفسه: ماذا حدث للمصريين؟
وما أسباب كل هذا العنف الذي يشهده المجتمع؟!
#سلمى_الشوادفي الطالبة بكلية الإعلام (20 سنة) قتلها زميلها (إسلام 22 سنة) وذلك بعد أن سدد لها 15 طعنة متفرقة بمدخل عمارة سكنية في مدينة الزقازيق..
(الصور للضحية، ومكان الحادث بالقرب من محكمة الزقازيق)
فتاة الشرقية قتلت على طريقة #نيرة_أشرف pic.twitter.com/TL0Xb0J0X0
— محمد المصطفىٰ (@MohamedlMostafa) August 9, 2022
الردع
برأي أحد النشطاء فإنه ليس هناك مشكلة في المجتمع،لأن هذا أمر يحدث في كل زمان ولكن المشكلة تكمن في عدم وجود قوانين رادعة للقتلة.
آخرون دعوا إلى تطبيق الحدود بقتل الجاني في نفس المكان كما كان يحدث في عصور البشرية سابقا ، لأن بطبيعة الإنسان أنه يخاف ولهذا يجب أن يشاهد الناس تطبيق العقوبات الشرعية في الشوارع وعلى شاشات التلفزة فمن قتل يُقتل.
التعاطف مع قاتل نيرة أحد الأسباب في ذات السياق ذهب البعض إلى أن الذين تعاطفوا مع قاتل نيرة أشرف شركاء في قتل سلمى الشوادفي.
واحد طعن طالبة اعلام ف الشرقية ١٥ طعنه
حادثة نيرة تتكرر
ياترى فيه حد حيدافع عن القاتل زي مادافعوا عن محمد عادل قبل كده ؟؟!
— Khaled Montaser (@khaledmontaser) August 9, 2022
الدين
كثيرون أجمعوا على أن غياب الدين سبب لكل الكوارث التي ألمت بالمجتمع، قال قائل منهم: إذا ذهب الدين، فعلى الدنيا السلام.
جرائم الريف اللافت كان في تساؤل البعض عن كثرة الجرائم في الريف التي تشير إلي أن هناك ثقافة و موروثات تنتج مجرمين و منحرفين بلا أخلاق أو مشاعر أو ضمير.
نشطاء دعوا إلى وقفة لتصحيح المفاهيم ونشر الوعي الديني و الأدبيات المصرية الأصيلة قبل فوات الأوان.
من اقوال المتهم بقتل طالبة الاعلام بالزقازيق سلمي الشوادفي:قتلها بدافع الانتقام لسابقة ارتباطهما بعلاقة عاطفية قام خلالها بمساعدتها، لكنها قامت مؤخرًا بالتخلى عنه وإنهاء تلك العلاقة دون رغبته. فكر في قتلها على غرار واقعة مقتل طالبة جامعة المنصورة «نيرة أشرف”. ونفذ القتل.
— Ibrahim Abdel Meguid (@ibme_guid) August 9, 2022
القاتل الحقيقي!
الفقيه الدستوري نور فرحات ذكّر بدراسة الاستاذ الدكتور حسن الساعاتي – أحد مؤسسي مدرسة علم الاجتماع المصرية- نشرت سنة 1961 بعنوان (التحليل الاجتماعي للشخصية)، مشيرا إلى أن الدراسة شقت طريقها بعمق في وعيه وأثرت فيه وطريقة فهمه للأشخاص والمواقف.
وأضاف فرحات أن فكرة الدراسة أن الشخص يقوم بأدوار احتماعية متعددة ، في الاسرة، مع الاصدقاء، في العمل، في الدراسة، في علاقاته مع الجنس الآخر، في دار العبادة، في معهد العلم، في النادي، الخ الخ، وأن تناقض هذه الأدوار يؤدي إلي اضطراب في السلوك الاجتماعي، وتوافقها ينتج الشخصية المتزنة.
وتابع قائلا: “لنتوقف قليلا عند جريمتي قتل فتاتي المنصورة والزقازيق.
السمات التي تجمعهما هو التناقض الشديد بين شخصية الفتاتين الطموحة الناجحة وشخصية الشابين القاتلين التي يحيط بها الاحباط والتناقضمن كل جانب.
قاتل فتاة المتصورة مثله مثل قاتل فتاة الزقازيق كلاهما صب جام غضبه علي النجاح المستحيل لديه والممكن لدي فتاته فتحول من طالب علم متدين من اسرة محافظة محب لفتاة شابة ناجحة تنتمي لشريحة تعلوه قليلا الي وحش هصور يحطم بلا هوادة كل ما احبه واعجب به وعجز عن تحقيقه لنفسه .”
وقال إن مجتمعنا الذي بذل في شرائحه الدنيا والوسطي جهدا وافرا لأكثر من نصف قرن في الوأد الاجتماعي لنسائه ربما لم ينجح الا في تكريس شهوة الانتقام والتوحش لدى ذكوره المحبطين الذين يعانون انسداد الطموح وتناقض الادوار.
وخلص إلى أن القاتل الحقيقي لنيرة وسلمي هي سياسات ثقافية وتعليمية واجتماعية تنخر في مجتمعنا منذ عقود انتجت شخصيات سيكوباتية اجتماعيا.
وأردف: ربما يكون هذا صحيحا ،ولكن المفزع حقا التهليل للقتل، فالغوث من الله وحده. |