صنعاء نيوز - عندما كانت الدول العربية وعلى رأسها سوريا تعقد صفقات الأسلحة وتقوم بشراء ما يمكن شراؤه من أسلحة متطورة قدر الإمكان ومما هو مسموح به،

الأربعاء, 11-مايو-2011
صنعاء نيوزرشيد شاهين -
عندما كانت الدول العربية وعلى رأسها سوريا تعقد صفقات الأسلحة وتقوم بشراء ما يمكن شراؤه من أسلحة متطورة قدر الإمكان ومما هو مسموح به، كان الشعار المرفوع في معظم الحالات، هو مواجهة التهديدات الخارجية وفي مقدمتها التوسع الصهيوني، وأما في الحالة السورية بشكل خاص، فكان الشعار بالتحديد هو تحرير الجولان، وفي كثير من الأحيان، تحرير ما يمكن تحريره من الأراضي العربية الأخرى بعد ان يمن الله على سوريا بالنصر المؤزر.

وكنتيجة طبيعية لوضع الهذيان والتدجيل هذا، فلقد عانت سوريا، وهنا نقصد الشعب، وضعا اقتصاديا بائسا على مدار عقود كثيرة، لان الدولة والنظام اجبر الناس على أن يعيشوا الكذبة الكبرى فيما يتعلق باقتصاد دولة الحرب، وتم صرف معظم الميزانيات على التسلح والسلاح، الذي من الواضح انه لم يكن ليستعمل في ما قيل انه يتم استجلابه من اجله.

ذاق الشعب السوري الأمرين، نتيجة سياسة باطلة وشعارات زائفة طالما تغنى بها النظام وصدقها شعب سوريا، ونحن إذ نقول هذا فلأننا كنا ربما أكثر سذاجة من أبناء الشعب السوري، لكن وحيث "راحت السكرة وأجت الفكرة" نستذكر الآن ان تلك الأسلحة وعلى مدى عشرات السنين التي مكث فيها الجيش السوري في لبنان الشقيق على سبيل المثال، لم تستعمل تلك الأسلحة ضد العدو المركزي، وعندما كانت مواقع المقاومة تقصف على بعد عشرات الأمتار من مواقع الجيش السوري لم يكن ليرد ولو بإطلاقة أو طلقة واحدة حتى ولو "للتهويش".

وعندما أراد نظام الأسد استعمال تلك الأسلحة فانه استخدمها بكل ما بها من قوة ضد المخيمات الفلسطينية، ورأينا كيف كانت تلك الأسلحة التي تم شراؤها من اجل تحرير الجولان تستخدم بشكل "جيد" في قتل أبناء فلسطين ولبنان، وكذلك ضد أبناء الجيش العراقي في حفر الباطن، ذاك الجيش الذي حمى سوريا وعاصمتها من السقوط في حرب تشرين في العام 1973.

ألآن وبعد ان صمتت المدافع على مدار أربعة من العقود العجاف، نرى ويرى العالم معنا كيف يتم استخدام تلك الأسلحة التي استجلبها النظام السوري لتحرير الجولان وما تيسر من ارض العرب، فهاهي الدبابات والمدرعات وكل ما يمكن تحشيده ضد أبناء سوريا، تصول وتجول في شوارع وأزقة المدن السورية وقراها وبلداتها، تبحث عمن تقول انهم عصابات الإرهاب والقتلة والسلفيين، وها هي وبدلا من أن تبقى "متمترسة" في ساحة المواجهة مع "العدو المركزي"، تترك الجولان راضية مطمئنة، من ان هذا العدو لن "يتجاسر" على أي فعل، حتى ولو كانت الهضبة السورية خالية من كل المدافع والدبابات وحتى العساكر، وها هي تصول وتجول، تتحرك "برشاقة" على الطرق السريعة التي تربط بين مدن سورية الثائرة، فتراها اليوم في درعا وغدا في بانياس وبعد ذلك في حمص وبعدها في حماة الجريحة، وهكذا نرى السيد الأسد لا "يكشر" عن دباباته إلا ضد أبناء جلدته وعشيرته، ليثبت للقاصي والداني، ان كل ما كان يقال ليس سوى وهم وتزوير ودجل انتهى وقته، وان كرسي الحكم هو أغلى وأهم من كل الأرض السورية والعربية، ومن انه سوف يفعل كل الأشياء من اجل ان يبقى في سدة الحكم.

برغم هذا الذي يجري، وبرغم كل هذا الدم المراق على الأرض السورية، لا زال هنالك من يخرج علينا ليدافع عن النظام في سوريا، ولا زال هناك من يبحث عن المبررات، ولا زال هنالك من يقول ان سورية لا زالت قلعة المقاومة والنضال والممانعة، كيف يمكن لمواطن أو عسكري فاقد لحريته ولكرامته ان يدافع عن وطن هو بالنسبة إليه ليس سوى سجن كبير.

في مقابلة له مع صحيفة نيويورك تايمز، يقول رامي مخلوف المعروف بانه احد أهم رموز النظام واحد اكبر ناهبي البلد بحكم صلة القرابة مع رئيس البلاد " ان لم يكن هناك استقرار في سوريا، فمن المستحيل ان يكون هناك استقرار في إسرائيل"، شخصيا اتفق مع هذا الطرح، لان التجربة الحية أثبتت ذلك، فعلى مدار أربعة عقود لم تطلق طلقة واحدة كما اشرنا، أليس في هذا إشارة لإسرائيل بان أفضل نظام لأمنها واستقرارها فيما يتعلق بالجولان على الأقل، هو بقاء عائلة الأسد في سدة الحكم.

مخلوف هذا يقول في مكان آخر من نفس المقابلة " ان البديل عن النظام الحالي سيكون السلفيين، وهذا يعني الحرب مع إسرائيل أو على سوريا"، الاسطوانة المشروخة ذاتها التي سمعناها دوما، التخويف من الإسلاميين، هذا مع العلم بان حكم الإعدام هو مصير أي شخص ينتمي إلى حركة الإخوان المسلمين في سوريا، وهي اقل حركة إخوان لديها أعضاء هذا ان وجد داخل بلدها، حيث انها مرخصة في أكثر من بلد عربي، فما بالك بالسلفيين.

وأضاف بلهجة فيها من التهديد الكثير " لن نخرج، ولن نترك مكاننا أو مركبنا، سنجلس هنا وهي معركتنا حتى النهاية، يجب ان يعلم هؤلاء إننا إذا ما عانينا فلن نعاني وحدنا"، هذا إذا هو الموقف الرسمي للنظام، سوف يخوض المعركة حتى النهاية، لكن ضد من ولصالح من، سؤال لابد ان يجيب عليه أفراد وضباط الجيش العربي السوري الذين يعرفون وجهتهم والذين رأينا فئة مؤمنة منهم تدفع حياتها ثمنا لمواقف الشرف ورفض قتل المدنيين من أبناء شعبهم العزل.
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 03:13 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-8535.htm