صنعاء نيوز/ -
موسكو/كييف-(د ب أ)- رويترز- أفاد مسؤولون نصبتهم روسيا عن تعرض المنطقة القريبة من محطة زابوريجيا للطاقة النووية المحتلة في جنوب أوكرانيا للقصف من جديد في وقت متأخر من يوم السبت، مع تزايد المخاوف من أن الضربات قد تتسبب في كارثة غير مسبوقة في أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا.
وقالت الإدارة العسكرية الروسية في مدينة إنرهودار، حيث تقع المنشأة، إن أنظمة السلامة والتحكم الحيوية لم تتضرر.
وأضافت أن الذخائر ، التي زود بها حلف شمال الأطلسي (ناتو) أوكرانيا، أطلقت من الضفة المقابلة لنهر دنيبرو وأصابت الموقع بالقرب من مبنى إداري، مضيفة أنه تم تسجيل أربعة مقذوفات.
ولم يتسن التحقق من المعلومات بشكل مستقل. وتتبادل روسيا وأوكرانيا الاتهامات مرارا وتكرارا بقصف المحطة والتخطيط لشن هجمات على الموقع مما يثير مخاوف من كارثة نووية محتملة.
واتهم فلاديمير روجوف، الممثل المحلي لسلطات الاحتلال الروسية، أوكرانيا بالقيام بـ “الإرهاب النووي”. وقال إنه لم يتحدد بعد ما إذا كانت ضربات يوم السبت قد تسببت في سقوط أي ضحايا.
وكانت القوات الروسية قد احتلت المنشأة، التي تعدواحدة من بين أكبر المحطات في العالم بستة مفاعلات، ابتداء من أوائل أذار/مارس الماضي. والمحطة مهمة استراتيجيا لإمداد أوكرانيا بالكهرباء.
ورفضت القيادة في موسكو وسلطات الاحتلال في زابوريجيا المطالب الدولية بإعادة المحطة النووية إلى السيطرة الأوكرانية.
وتتواصل المعارك الشرسة في شرقي وجنوبي أوكرانيا حيث تحاول روسيا إحكام السيطرة. وقال مسؤولون أوكرانيون إن الهجمات الصاروخية والمدفعية الروسية أسفرت عن مقتل سبعة مدنيين في دونيتسك، الجزء الأخير من دونباس الذي لم تحتله القوات الروسية حتى الآن، خلال الساعات الـ24 الماضية، بينما أصيب 13 شخصا.
وبعد الاستيلاء على منطقة لوهانسك المجاورة في بداية تموز/يوليو، تركز القوات الروسية منذ أسابيع على دونيتسك في شرق أوكرانيا.
وقالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية: “المنطقة لا يوجد بها غاز، وفي بعض الحالات لا ماء ولا كهرباء. إجلاء السكان مستمر”. وأضافت أن القوات الأوكرانية تصدت لهجمات روسية في مناطق أخرى وأن القوات الجوية الأوكرانية هاجمت مواقع العدو.
وفي مكان أبعد في الجنوب، قال حاكم ميكولاييف فيتالي كيم إن القصف الروسي أصاب تسعة أشخاص في مبنى مكون من خمسة طوابق في أولكساندريفكا، بينهم أطفال. كما أفادت هيئة الأركان العامة أيضا بأن منطقة ميكولاييف تعرضت للقصف بنيران صاروخية مكثفة.
وقالت الهيئة إن القتال يدور أيضا في منطقة خيرسون القريبة من جنوب أوكرانيا التي تسيطر عليها القوات الروسية بالكامل تقريبا.
وأكدت موسكو استمرار الهجمات على أوكرانيا في تقرير عن الوضع. وقتل أكثر من 100 مقاتل في هجمات على وحدات قومية أوكرانية في منطقة خاركيف شرقي البلاد، حسبما قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيجور كوناشينكوف.
وبشكل إجمالي، قال كوناشينكوف أن أكثر من 800 مقاتل أوكراني قتلوا خلال الساعات الـ 24 الماضية في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك منطقتي دونيتسك ودنيبروبيتروفسك.
وأضاف أن القوات الروسية ضربت أيضا قواعد ومعدات عسكرية ومستودعات للوقود والذخيرة.
وقالت موسكو أيضا إن الجنود الروس الذين تم نشرهم في منطقة زابوريجيا في أواخر تموز/يوليو نقلوا إلى المستشفى بسبب أعراض التسمم، وزعمت أنهم سمموا بمادة كيميائية.
بدوره حث الرئيس فولوديمير زيلينسكي الأوكرانيين على توخي الحذر هذا الأسبوع مع استعدادهم للاحتفال بعيد استقلالهم في الوقت الذي هزت فيه انفجارات جديدة شبه جزيرة القرم وأصيب فيه 12 مدنيا بصاروخ بالقرب من محطة للطاقة النووية.
وقال زيلينسكي في كلمته الليلية المصورة إنه يجب على الأوكرانيين عدم السماح لموسكو “بنشر اليأس والخوف” بينهم أثناء إحياء ذكرى مرور 31 عاما على الاستقلال عن الحكم السوفيتي. وقال قبل الذكرى السنوية في 24 أغسطس آب والتي تصادف أيضا مرور ستة أشهر على بدء الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا “علينا أن ندرك جميعا أن روسيا قد تحاول هذا الأسبوع القيام بشيء بشع وشيء شرير بشكل خاص”.
وقال حاكم خاركيف أوليه سينيهوب إن حظر التجول في خاركيف، ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا، سيمدد ليوم كامل يوم 24 أغسطس آب. وتتعرض المدينة الشمالية الشرقية بشكل منتظم للقصف الروسي وعادة ما يكون هناك حظر تجول من الساعة العاشرة مساء حتى السادسة صباحا.
وقال مسؤولون روس وأوكرانيون إن صاروخا روسيا أصاب يوم السبت أيضا منطقة سكنية في بلدة بجنوب أوكرانيا ليست بعيدة عن محطة للطاقة النووية مما أسفر عن إصابة 14 مدنيا.
وقال المسؤولون الأوكرانيون إن هذه الضربة الروسية بالقرب من محطة بيفدينوكراينسك النووية، التي تعرف أيضا بمحطة جنوب أوكرانيا، وقصفا جديدا بالقرب من محطة زابوريجيا، أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا، أثارا مخاوف جديدة من وقوع حادث نووي خلال الحرب.
كما أشار زيلينسكي في كلمته بشكل غير مباشر إلى سلسلة من الانفجارات التي وقعت في الأيام الأخيرة في شبه جزيرة القرم الأوكرانية التي احتلتها روسيا وضمتها خلال توغل عام 2014.
ولم تعلن أوكرانيا مسؤوليتها عن الهجمات ولكن محللين قالوا إن بعضها على الأقل أصبح ممكنا بفضل المعدات الجديدة التي تستخدمها القوات الأوكرانية. |