صنعاء نيوز/ -
الناصرة-“رأي اليوم”- من زهير أندراوس:
لا نتجنّى إذا قلنا وجزمنا وفصلنا إنّ كيان الاحتلال، قيادةً وشعبًا وإعلامًا، يعيش في هذه الأيّام حالةً مُستعصيّةً من الهستيريا لأنّه رغم جهوده الحثيثة والمُكثّفة فشل فشلاً مدويًا في منع الولايات المُتحدّة الأمريكيّة من التوقيع على الاتفاق (السيئ) مع إيران، حتى أنّه في خطوةٍ لافتةٍ وغيرُ مسبوقةٍ، رفض الرئيس جو بايدن تلقّى مكالمةً من رئيس الوزراء الإسرائيليّ، يائير لبيد، في حين أعلن البيت الأبيض أنّه بإجازةٍ رسميّةٍ.
مُضافًا إلى ذلك، فإنّ حالة الهستيريا وصلت ارتداداتها إلى الجبهة الشماليّة المُتوترّة أصلاً مع (حزب الله) اللبنانيّ، الذي تعتبره دولة الاحتلال (جريرةً) لإيران، فقد كشف اليوم الجمعة، مُحلّل الشؤون العسكريّة في (هآرتس) العبريّة، ونقلاً عن محافل أمنيّةٍ وازنةٍ في تل أبيب، كشف النقاب عن أنّ حزب الله يزيد من “مبلغ المراهنة”، ويقوم بنشر إشاراتٍ لأهدافٍ أخرى، لافتًا إلى أنّه بعد المعركة على حقل (كاريش) في البحر الأبيض المُتوسِّط، من شأن الأمين العّام للحزب، السيّد حسن نصر الله، المطالبة بالسيادة اللبنانيّة على مناطق أخرى متنازع عليها بين بلاد الأرز وإسرائيل، على ما نقله المُحلِّل عن مصادره الرفيعة بالمنظمة الأمنيّة في تل أبيب.
المصادر أوضحت أنّ صُنّاع القرار في الكيان بالإضافة لانشغالهم في الاتفاق النوويّ مع إيران، وجدوا أنفسهم مُلزمين بمعالجة قضيةً لا تقّل خطورةً عن الاتفاق، والتي تتعلّق بتهديدات (حزب الله) بضرب حقول الغاز بالمُتوسِّط في حال إقدام إسرائيل على استخراجه في الموعد الذي حددته، وهو الفاتح من شهر أيلول (سبتمبر) القادم، أيْ يوم الخميس القادم، وبحسب المصادر عينها فإنّ محاولات المخابرات الإسرائيليّة سبر غور توجهات نصر الله وفحص خططه باءت بالفشل، كما أكّدت المصادر.
إلى ذلك، وفي حديث مع موقع (YNET) الإسرائيليّ، قال الجنرال المتقاعد عاموس يدلين إنّه يرى وجوب الاستعداد بالتعاون مع الولايات المتحدة لليوم التالي بعد الاتفاق أو عدم الرجوع إلى اتفاق، وأضاف:”يجب التركيز على تحويل تصريحات أربعة رؤساء لأمريكا بعدم وجوب حصول إيران على أسلحة نووية إلى خطة عمل إستراتيجية عملياتية مشتركة لمنع إيران من تصنيع قنبلة نووية”.
وأثارت التوقعات بقرب التوصل إلى اتفاق بين إيران ومجموعة الدول الـ(4+1) لرفع الحظر الغربي المفروض على إيران وإعادة العمل بالاتفاق النووي الإيراني، حفيظة المسؤولين الإسرائيليين الذين وصفوا الاتفاق المتبلور بأنه “الأسوأ” بالنسبة لهم، وبأنّه “يعطي إيران كلّ ما تطلبه”.
ورأى رئيس مركز موشيه دايان لدراسات الشرق الأوسط وإفريقيا في جامعة تل أبيب البروفيسور عوزي رابي، في مقابلة مع إذاعة (103 أف أم) الإسرائيليّة صباح اليوم أنّ “الإيرانيين يأخذون من الاتفاق ما يعطيهم حصانة من هجوم عسكريٍّ، ولا شكّ بأنّ وضع الإيرانيين الآن هو ربما الأفضل الذي وصلوا إليه”.
وزعم رابي أن “الولايات المتحدة وأوروبا يحتاجون إلى الاتفاق”، وأضاف: “الإيرانيون ينطلقون من فرضية أنّه في اللحظة التي تكون فيها الولايات المتحدة داخل الاتفاق، فإن أيدي إسرائيل ستكون مكبّلة، أو مكبّلة بشكل جزئي، في كلّ ما يتعلق بهجومٍ شاملٍ”، مؤكدًا أن هناك شكًا في أن تتمكّن إسرائيل من القيام بـ”أمر شامل كهذا”. وبحسب كلام رابي، فإنّه “عندما يتم التوقيع على الاتفاق، ستحصل اضطرابات جيوسياسية في الشرق الأوسط”.
من جهتها، رأت صحيفة (يديعوت أحرونوت) أنّه كلّما مرّت الأيام، بدأ المسؤولون في إسرائيل بالاستيعاب: لا مفر من العودة إلى الاتفاق النووي بعد معركة لكبحه التي على ما يبدو فشلت. وأضافت: يحاول المسؤولون بتل أبيب على الأقل الوصول إلى تنسيق مع الأمريكيين حول اليوم الذي يلي.
وبحسب الصحيفة، يسود في إسرائيل غضبٌ كبير على الأمريكيين حول الاتفاق المتبلور، ومسؤولون بالكيان يزعمون أنّ “الأمريكيين خدّرونا في كل الأشهر الأخيرة وضلّلوا تل أبيب بأنّه ليس هناك اتفاق، في الوقت الذي واصلوا فيه إجراء حوار مع الإيرانيين والتقارب”، على حدّ تعبير الصحيفة، التي اعتمدت على محافل أمنيّةٍ وسياسيّةٍ مطلعةٍ في إسرائيل.
وتابعت الصحيفة “الخشية الأساسية هي من وعودٍ سريّةٍ من الأمريكيين للإيرانيين ومن غضّ الطرف. في الأيام الأخيرة أُجريت محادثات قاسية بين مسؤولين اسرائيليين وأمريكيين، وقالت تل أبيب خلالها إنّ الأمريكيين لم يفوا بوعدهم بإطلاعنا على تقدّم الاتصالات”.
إلى ذلك، رأت المعلقة السياسية أورلي أزولاي في مقالة نشرها موقع صحيفة (يديعوت احرونوت) أنّ “العالم سيرى كيف حاول الرئيس الأمريكيّ الحالي جو بايدن، كما كلّ القيادة الديمقراطية، وضع سكين في الظهر وخلق شرخ لا يلتئم بين تل أبيب وواشنطن”.
وتابعت:”عندما يتحّد العالم كلّه لوقف إيران من خلال الوسائل الدبلوماسية، فمن الحماقة أنْ تضع إسرائيل العصي في العجلات، خصوصًا بعد أنْ أعلن طرفا المفاوضات أنّه لن يكون هناك المزيد من المحادثات، والمسودة موجودة على الطاولة، والآن ينتظرون (نعم) أوْ (لا) من إيران، وبقي أمر جدّي أنّ إيران تريد ضمانات ربما لا يمكن تقديمها، تتعلق بإمكانية عودة ترامب (أوْ أيّ شخصٍ مثله كرئيسٍ) إلى البيت الأبيض، وضمان احترام الولايات المتحدة للاتفاقية”، على حدّ تعبيرها. |