صنعاء نيوز - عبدالله حزام

الأحد, 15-مايو-2011
صنعاء نيوز عبدالله حزام -


وتحولها من عيد للمسلمين تتصافح فيه قلوبهم قبل أياديهم إلى يوم للمحشر تتقاطر إليه الجموع كي تلهج فيها الألسنة بالويل والثبور على الأعداء..!!ومع بدء موعد أصيل الجمعة تتبدل التحية من جمعة مباركة إلى:عظم الله أجركم ..والرسالة المبتغاة لفت انتباه البيت الأبيض الذي لا ينفع في اليوم الأسود ..والعهدة على غبائنا المفرط الذي يستعصي على الحكمة اليمانية ويقود البلد إلى شفا جرف هار.!
وفي المستوى ذاته من القلق نتوقع من الجمعة ولا ندري إلى متى؟! ارتطاما يحدث زلزالا نبدأ معه بتهيئة مقياس ريختر الأزمة لنشاهد تبعاته في حبكات التلفزة المخلوطة بنفي النفي وبهارات ذر الرماد على العيون.. وفي كل جمعة لا يسقط السياسيون بل الأبرياء الذين يسيرون على غير هدى إلى حتفهم .. فيما المحرضون في الغرف الخمسة نجوم يسبكون التصريحات التصعيدية ولا يعدمون الحيلة من إجابة مبتسرة لفضائية (وضاح خنفر): هذا هدف وليس تكتيك.!!
هذا موجز الجمعة الباهظ الثمن أما بقية أيام الأسبوع فسنجدها موزعة على محن من نوع الخوف على الأبناء في المدارس والشارع أو من نيران صديقة بعد أن احتل حمل السلاح في المدن تقدير امتياز مع مرتبة الشرف الأولى أو الخوف على اللسان والأيدي التي تكتب وهذا أمر وكالته حصرية على أصحاب مهرة الصحافة أضف إلى ذلك منغصات اطفاءات الكهرباء التي يبررها وزير الكهرباء بـــــــــ 21 اعتداءً تخريبياً استهدف خط كهرباء مأرب-صنعاء خلال 3 أشهر ولم نسمع عن بلطجي ووري قضبان السجن بسببها ويتم التعامل مع الفاعلين ببرود أعصاب وكأن الأمر يشبه مشاهدة فيلم: عندما يصبح غزاة الكهرباء شخصيات غامضة بلا بطولة..وهذا غيض من فيض المنغصات اليومية خارج دائرة الجمعة الجامعة.
"البلطجة" .. بالتحول الجيني
قذفت بنا سوء أخلاق البعض إلى معرفة (البلطجة) هذا المصطلح العابر للقارات والذي اُنتج مؤخرا في مصر ويحتفظ بأصله التركي لنستخدمه اليوم بشحمه ولحمه وبالصوت والصورة بعد أن كنا نسمع عنه نظريا كشكل من أشكال المضايقات التي يرتكبها المسيء. ونوعيته لدينا في الغالب كانت تصرفات نطمثها في بؤر التحرش ضد النساء في الأسواق أما اليوم يؤذي (المتنمرين من البلاطجة) الأشخاص لفظيا وجسديا. والمشكلة أن التوقيت لا يسعفنا لإجراء الدراسات العلمية لمعرفة إن كان أولئك (المتنمرين) أنفسهم ضحية البلطجة في زمن ما أم أنهم اكتسبوها بالخبرة.!!
والبشرى غير السارة هي قصة تحول أولئك البلاطجة الذين لا يعتدون على البشر فحسب بل على كل شيء جميل في طريقهم يعجبهم يتبلطجون عليه وكأن القصة نسخة من أفلام صيف هوليوود 2011م التي جسد أحد أفلامها حال بشر متحولين جينيا لديهم قدرات خارقة يستعملونها للشر والحكاية طبعا من حقبة الحرب الباردة لكنها اليوم لدينا من حقبة الحالة الساخنة..
ولمشاهدة فيلم هابط من تلك النوعية محليا يمكن عرض فيلم قتلى وجرحى الثلاثة الأشهر المنصرمة (مواطنين وجنود) والاعتداء على أروى عثمان ورفيقاتها وقطع لسان الشاعر وليد الرميشي مرورا بقطع خطوط الكهرباء وطريق الغاز والبترول أما آخرها فهو فيلم نيولوك قصته تحكي حادثة اعتداء على باص موظفي صحيفة الثورة ظهر الاثنين الفائت وجسد البطولة فيه مجموعة من الشباب امتطوا ثلاث سيارات تأبطوا الجنابي والمسدسات والعصي وفي رواية (العطيف)..
لا ندري ربما سيصبح في القريب القادم استئجار البلاطجة كعمال الحراج ومن الصباح الباكر لو أردتم.!!

لكن حتى لا نهبط إلى قعر دركات البلطجة فالحاجة ماسة للبدء ببرامج تكافح البلطجة اللفظية والجسدية والعاطفية تبدأ من المدارس حتى لا تصبح سيرتنا على كل لسان.. ونجد أنفسنا أمام بلدوزر يجرف الجميع إلى المجهول لأن "من يفعل ما شاء لقي ما ساء".!!
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 04-ديسمبر-2024 الساعة: 07:17 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-8610.htm