الخميس, 26-مايو-2011
صنعاء نيوز -

في جمعتهم .. ما الذي يريده السوريون من حماة الديار؟؟!

يقولون: إن سوريا هي الدولة الوحيدة التي تتغنى بجيشها في نشيدها الوطني، وتسلم عليه كل صباح قائلة: حماة الديار عليكم سلام..
ويقولون كذلك: أن الجيوش في العالم على نوعين، إما أن تكون جيوشا وطنية، تنتمي إلى التربة التي تعيش عليها، وإلى الشعب الذي تنتسب إليه،
أقسمت على حماية الوطن وأهله ثم التزمت بذلك.
وإما أن تكون جيوشا مرتزقة، ولاؤها لمن يدفع أكثر، وانتماؤها إلى الدرهم والدينار، كتائب لا ذمة لها ولا أخلاق، تماما كتلك الكتائب المرتزقة التي أحرق بها القذافي ليبيا وشعبها.
ويقولون أيضا: قد كان للجيش في الثورات العربية دور بارز في تونس ومصر واليمن، وحتى في ليبيا التي ما زالت تئن من القتال الدائر بين الجيش الوطني وكتائب المرتزقة، الجيوش قالت كلمتها في كل هذه الثورات، والتزمت مواقف سواء أعجبتني أو لم تعجبني.
الآن وبعد مضي نحو الشهرين ونصف على الثورة السورية قرر الثوار تسمية الجمعة القادمة بجمعة حماة الديار، وفي هذه التسمية دلالات كثيرة
لعل أهمها استنطاق الجيش السوري الذي ما زال صامتا، وتذكيره بدوره الذي وجد من أجله، منذ أسس في العصر الحديث.
الجيش الوطني السوري مهمل من قبل القيادة السورية، فسوريا دولة أمنية تعتني بالأجنحة الأمنية التي تحمي الحاكم وزبانيته، شأنها في ذلك شأن
سائر الدول الديكتاتورية، والسوريون يعلمون أن شرطيا صغيرا في الأمن - لا سيما اذا كان علويا - برتبة مساعد قادر على عزل ومحاكمة
ضابط كبير في الجيش برتبة لواء، بل وسحبه من شواربه أمام الناس -لا سيما إذا كان سنيا-.
هل يحتاج الجيش السوري أن نذكره بهذه الحقيقة؟!
الجيش السوري كان محل احترام وتقدير العالم العربي، وكان له دور بارز في صناعة الحياة في سوريا، بل والعالم العربي، وعرف من الجيش
السوري ضباط كبار كانوا محط إعجاب العالم كله، ولكن الصورة تغيرت منذ وصل نظام البعث وآل الأسد إلى الحكم، فهل يحتاج الجيش أن
نذكره أن دوره قد انحسر في صناعة الحياة في سوريا وأنه أصبح على هامش الحياة فيها؟؟!
هل نحتاج أن نذكره أنه اصبح كلاًّ على الشعب السوري، وعبأً عليه، ليس له دور إلا أن نرسل أبناءنا الى الخدمة الإلزامية وجيوبهم مكتظة بالمال،
وأيديهم مثقلة بالهدايا للضباط كي يغضوا الطرف عن أبنائنا؟؟! أو ندفع لهم البدل النقدي إذا كنا مغتربين؟؟!
أشياء كثيرة تدور في خلد المواطن السوري عن جيشه الوطني.
واليوم جاء درو الجيش وجاءت جمعته كي يثبت لنا أنه سيتحمل مسؤليته أمام الله ثم الشعب والوطن.
جمعة حماة الديار هي النداء الأخير الذي نوجهه لجيشنا الوطني، ونريد منه في هذه الجمعة أمور:
أولا: مطلوب منه أن يثبت لنا أنه جيش وطني ذو عقيدة وطنية تدافع عن الأرض والشعب، وليس جيوبا من المرتزقة ولاؤها لشخص واحد، ولأسرة واحدة.
ثانيا: مطلوب منه أن يوقف شلالات الدم التي تتفجر هنا وهناك، فدماؤنا التي تجري هي دماؤه، وأشلاؤنا التي تتقطع هي أشلاؤه، فهو أولا وأخيرا منا وإلينا.
ثالثا: مطلوب منه أن يفك الحصار عن المدن والقرى المحاصرة من قبل كتائب الشبيحة وفرقة المجرم ماهر الأسد، فهذه المدن مدنه، وتلك القرى قراه.
رابعا: مطلوب منه الثأر لأفراده وأحراره الذين قتلتهم الكتائب الأمنية لمجرد رفضهم إطلاق النار على المتظاهرين، فهل عقوبة الأحرار عندكم هي الإعدام؟!.
خامسا: مطلوب منه تحقيق مطالب الشعب بإسقاط النظام ومحاكمة رموزه.
سادسا: مطلوب منه أخذ زمام المبادرة في هذه المرحلة التاريخية والمنحنى الخطر الذي تمر به سوريا، وألا يكون أقل من الجيش في مصر وتونس واليمن الذي التزم بحماية الثورة وحماية شبابها، وتلبية مطالبها.
اعلم أن هناك أحرارا في الجيش السوري، وما أكثرهم، ولكن لا نريد منهم أن تذهب مواقفهم ودماؤهم هكذا دون جدوى، فمن وقت لآخر نسمع عن تصفية ضباط وأفراد رفضوا إطلاق النار على المتظاهرين.
لذلك ولكي لا تضيع دماؤكم هدرا يا حماة الديار ننتظر منكم تحركا جماعيا مدويا يزلزل الأرض تحت أقدام الطغاة، وينتصر للشعب والثورة، فهذه جمعتكم، وهذا شعبكم، وهذا املنا فيكم، ونرجو ألا يخيب
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 22-نوفمبر-2024 الساعة: 01:14 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-8797.htm