صنعاء نيوز/عبدالله حزام -
نراقب جميعنا تداعيات المشهد الداخلي بعين الشك.. وهذا بالطبع ليس بالفطرة.. لكنه أمر مكتسب تعلمناه عبر مسيرة اسمها غياب الثقة بين لاعبي السياسة في ملعبنا الداخلي.. لهذا لا تستغربوا أن تنتهي حفلة التوقيع على المبادرة الخليجية ناقصة – إلا - من وجبة عنف دسمة من قذائف الـ"آ ربي جي" وصواريخ (اللو) وتوابعهما..مع ذلك لا يطالب 25مليون مواطن صالح بأكثر من صرامة القانون وهيبة الدولة.
وللأسف هي ذاتها المسيرة غير المظفرة تذهب بالجميع بعيدا عن الوطن ومصلحته وتقربنا مليا من أتون حرب أهلية وكأن (مقلب) ذاك الخطيب من ابنه العاق حتى اليوم يلاحقنا بعبارته المشهورة: (الخطبة الخطبة والجمعة الجمعة...!) مع أن المثل اليمني المنتج حديثا ولا أعرف مصدره يقول: "مبادرة في اليد ولا حرب في البلد".
يمينا - شمالا.. إنها مسألة غياب الثقة بين أطراف العملية السياسية.. ومهارة البعض العزف على ثمانية أوتاركما يفعل نصيرشمة عازف العود الأسطوري وهذا الخطيرفي المعضلة اليمنية لأن نتيجة ذلك كما نشاهد لطم خدود وشق جيوب.. بينما الواقع لا يريد عزفا إلا على وتر واحد هو وتر الحل ولا سواه صاحب.
إن التهور.. دون الاعتدال والتفكير بروية من أجل اليمن الذي هو (أنا وأنت وهم وكل الناس) يجعلنا نسير في طريق جنائزية مهيبة على وقع العبارة المشهورة :"إلى حتفي مشت قدمي".
هل هذا كل ما يجيده أهل السياسة في البلد؟!! لماذا لا يحاولون الإجابة بطريقة (نـــابليـــــون) حين طُرح عليه السؤال التالي:
كيف استطعت أن تولد الثقة في نفوس أفراد جيشك.؟!
فأجاب: كنت أرد على ثلاث بثلاث.. من قال لا أقدر... قلت له... حاول. ومن قال لا أعرف... قلت له... تعلم. ومن قال مستحيل... قلت له... جرب. والإجابات الثلاث بلهجة أهلنا في تعز (ماهلهنش) في البلاد..!
إذا ما الفائدة من المبادرة وهناك من يتعامل معها كإمضاء ليس إلا؟ ولا يفكر بتطبيق محتواها نصا وحرفا لأنها بهذا المنحى ستتحول من صيغة للحل إلى صيغة للخلاف.. وهذا الوارد المؤكد خصوصا إذا كان قومنا في السياسة لا يريدون الجلوس مع بعض من اليوم الأول فكيف سيكون الحال عند تشكيل حكومة وحدة وطنية مثلا هل سيولون الدبر يوم يلتقي الجمعان.. وهكذا سنجد أنفسنا (عيال السبعة) ضحايا صفاط بألـ"آر بي جي وصواريخ (لو) التي اكتشفنا أن المشائخ يشترونها كما نشتري نحن أبو ولد من أطرف بقالة بعد أن كنا نظن الظن المؤكد أننا لن نجدها إلا في مخازن وزارة الدفاع حصريا.. وكما ترون نحن أمام أفعال أعادتنا إلى ما قبل الدولة.!!
سئمت الحديث في الموضوع وسأختم بالتخيل : تعالوا نغمض أعيننا ونتخيل على الأقل لتهدأ متلازمة القولون العصبي عندنا جميعا وينزل معدل السكر والضغط ولو قليلا " أن الرئيس وقع على المبادرة وداء عدم الثقة عالجناه عند الطرفين بخلطة (الحريو) والحبة السوداء والمعارضة طلّعوا الشباب الثائر بمن فيهم المستقلون من الساحات بالريموت كنترول و(خلوهم) يظهروا على قنوات الريادة الإعلامية؛ يلعنوا المثل الثوري الذي يقول: "إذا كان الزحف من فضة فالاعتصام من ذهب" وشكلنا حكومة خلطة وطنية (مش) تكنو قراط وما (حصلش) إن (إحنا) سمعنا أو (شفنا) صواريخ (لو- بتلوي) في الهواء ولا (شفنا) وكالة سبأ للأنباء أشبه بمنخل من وقع الرصاص والقذائف ولا شاهدنا صور الضحايا من الطرفين بتلك البشاعة".
هل هذا خيال مستحيل التحقق؟ بالتأكيد لا.. لكن المشكلة في عقلياتنا المتكلسة بغبار الشخصي والثأري وخطاب الفجور في الخصومة وانعدام الثقة الذي يجعل مياه مدريد لا تسر كما قدر لها منذ البداية..
إذا ما-علينا نحن معشر المواطنين الصالحين سوى رفع سلاح المؤمنين الذي هو الدعاء وفي وجه السماء نقول: قدر الله وما شاء فعل.
تهديد العراسي
وابل التهديد بكلمة الرحيل من منزله الذي تلقاه الأستاذ والزميل يحيى العراسي السكرتير الصحفي لنائب رئيس الجمهورية من ضابط في الفرقة الأولى مدرع.. يبشر باتساع رقعة مصطلح (الرحيل) ليشمل كل من ليس معي لأن البعض علّق المصطلح في فمه بسبب خلل فني في التفكير والتركيز.!!
لهذا نقول مليون مرة القانون وهيبة الدولة ..أما أهل الصحافة في البلد فعليهم أن يقولوا كلمتهم الفصل في ما تتعرض له الرسالة الإعلامية أشخاصا ومنشآت من قصف بكل وسائل العنف المحلية والمستوردة.. ويارب نسمع بيان من لجنة الحقوق والحريات في نقابة الصحفيين المؤقتة أصلا على إحداثيات أحزاب بعينها.. ولا تتحجج بمنعها من إصدار البيانات لأنها هذه المرة ستسلم على الضيف!