الجمعة, 27-مايو-2011
صنعاء نيوز - * لم تعد القلوب قادرة على النزيف .. الأيام استهلكتها إحساساً واستنزفتها بكاء صامتاً .
دولتي التي أحلم بها قوية عادلة يتداعى حلمها أمام ناظري .. صنعاء نيوز/نبيل حيدر -



* لم تعد القلوب قادرة على النزيف .. الأيام استهلكتها إحساساً واستنزفتها بكاء صامتاً .
دولتي التي أحلم بها قوية عادلة يتداعى حلمها أمام ناظري .. وطيلة عمر مضى والحلم يتناوب على السطوع لكنه اليوم لم يعد يملك أي كمية وقود تعينه على إنتاج طاقة تصدر السطوع .. حتى وقود الأحلام يعملون على استلابه منا بعد أن أوصلوا الوضع إلى أزمة خانقة في وسائل الطاقة المادية الأخرى .. ديزل وبنزين وكهرباء .. وهي جزء من الصورة الكئيبة التي تلازمنا هذه الفترة.
* ماذا ينتظرون لا أدري .. !! عقولهم تحجرت أمام التفكير وذرات الإنسانية وهي البقية الباقية من أحاسيسهم تبخرت ،، وآليات الحكمة التي تغنوا كثيراً بأنها تحفهم نهاراً وليلاً أثبتت أنها لا تختلف في الإنتاج عن أدوات الطبل والمزمار .. لا يهمهم الآن إلا قتال الساموراي حتى آخر عرق نابض في آخر رجل .. وليتهم ساموراي .. حتى هذا أمر غير مؤكد .. وكل شيء في وجودهم غير مؤكد باستثناء أمر واحد .. أن قيام دولة بمعنى الدولة آخر ما كانوا يفكرون فيه .. فتفكيرهم المنعزل اكتفى باحتياجاتهم ورغباتهم الفردية.
* رغم ذلك ورغم ضبابية السماء والتي نتقن معايشتها منذ أمد بعيد .. سيظل الأمل بالدولة القوية القادرة العادلة قائماً .. فقط نحتاج إلى زيادة معدلات إخصاب الأمل وإن كان يمر حالياً بلحظات ( الوقت الميت) وهو الوقت الذي يمضي وأنت في حالة انتظار شيء ما .. وعسى أن نكره شيئاً وهو خيرٌ لنا.
إننا مجبرون أخلاقياً وإنسانياً وحياتياً على إخراج الأمل من الزوايا المنحشر فيها .. مجبرون على استمرار الحلم فبدونه سنهلك.
* وأي حدث مزلزل يجب أن يزيد من إيماننا وقناعاتنا بأن السياسات والتصرفات الهوجاء لا تعبر عن قناعة وقبلها عن رغبة حقيقية في إخراج الوطن من المنطقة الزلزالية إلى بر الأمان ,لا بشكل مؤقت ولا بشكل دائم , وعلينا أن نتعظ من الأحداث وألا نعترف بوصاية أحد على البلاد إلا وصاية الشعب .. والشعب ليس أحداً وليس كأحدٍ.
* الشعب وحده هو من يجب أن يكون صاحب القوة ومركز القوة الوحيد .. وإذا كان زمن الوصايات لم ينته بعد فعلينا أن نعمل على إنهائه ، وهو عمل شاق يحتاج همماً عالية وجهوداً لا تنضب .. هو عمل مستمر يبدأ من المدرسة ويأتي من انفتاح العقل على المجموع وابتعاده عن الحصر.
* لا رئيس باقٍ .. ولا شيخ .. ولا حزب سياسي .. البقاء فقط للوطن ولشعب تتعاقب أجياله على أن الوطن ليس كما يعتبره اليوم كثيرون أنه مجرد شيء ، وبالتالي فالدولة مجرد شيء غير مهم ، وإذا لم تنتج الظروف الراهنة إرادة وعزيمة قوية باتجاه بناء دولة بمعنى كلمة الدولة وبخلو تام من كل أشكال الوصايات الفردية والمجاميعية فمن الأفضل أن نتخلى عن حريق الأعصاب ونترك ما لقيصر لقيصر, وما أكثر القياصرة بين ظهرانينا.

تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 01:37 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-8835.htm