صنعاء نيوز - لماذا تغض وزارة الصحة بصنعاء الطرف عن انتشار مرض الحصبةبعد ان أعلنت ان عدد الحالات تجاوز 18 الف

السبت, 11-مارس-2023
صنعاءنيوز / نسيم الرضاء -
نسيم الرضاء

لماذا تغض وزارة الصحة بصنعاء الطرف عن انتشار مرض الحصبةبعد ان أعلنت ان عدد الحالات تجاوز 18 الف حالة العام المنصرم وتراقبها هذا العام بصمت وهي تتسلل إلى عزلة حجر وتلتهم اطفالها وتهدد بغزوة كبرى على أطفال اليمن ؟

في حين يواصل التاريخ ديناميكيته تحتفظ محافظة حجة بنصيبها منه وتوثقه حصونها وقلاعها ومساجدها التاريخية وتحتضن جبالها الشاهقة الواقعة شمال غربي صنعاء بمسافة123 كم عزلة “حجر” اكبر عزل مديرية المحابشة بالمحافظة والتي تشبه بقية ارياف اليمن هادئة و بيوتها متناثرة على اطراف الجبال لتعلن عن ترويض الانسان اليمني للطبيعة القاسية.

من سمسرة المربخة الأثرية العائد تاريخها الى ما قبل الاسلام كمحطة استراحة لقوافل التجارة القديمة الآتية من مكة في عهد الملك حجر بن الحارث تطل عزلة حجر التي تحتفظ بقصتها مع مرض الحصبة وقناعة سكانها بأن اللقاح خطر قادم من الغرب .

قصة اخرى ..

للحصبة قصة مختلفة في قرى العوارض والمرخام والمغرزة بعزلة حجر بدأت مطلع الشهر الماضي حين انتهكت الحصبة هدوء القرية التي يتجاوز عدد سكانها خمسة وعشرين الف نسمة بحسب تعداد اليمن 2004 م وسُجلت اول حالة إصابة في 5فبراير الماضي لترتفع الحالات بمعدل 10 حالات يوميا وتتجاوز 380حالة سجلتها فرق الترصد الوبائي حتى10 مارس الجاري.


احمد (اسم مستعار) واحد من عشرات الاطفال اللذين يصابون يوميا بمرض الحصبة في قرى وعزل حجر انه طفل العاشرة بدأت تغزوه الحمى الشديدة التي تبدأ في اليوم 10 أو اليوم 12 بعد التعرّض للفيروس وتدوم من 4 إلى 7 أيام ويرافقها زكام وسعال واحمرار في العينين وبقع صغيرة بيضاء داخل الخّدين.

وبعد أيام أصيب أحمد بطفح جلدي في الوجه وأعلى العنق انتشر الطفح إلى أسفل الجسم وطال اليدين والقدمين واستمر الطفل في تلقي الرعاية الصحية بالمركز الصحي بالمحابشة وبعد تحسن حالته غادر إلى المنزل ومعه مجموعة من العلاجات التي اكد الطبيب على ضرورة استخدامها للحد من مضاعفات الحصبة ليتفاجأ الكادر الطبي بالمركز بوفاة احمد .لماذا؟

عزف والديه عن إعطاءه العلاج لان حالته تحسنت واعتقاد منهم ان زيادة العلاجات ستضر بصحة الطفل الذي غادر الحياة باكراً .

وتسبب مضاعفات الحصبة الألمانية الإصابة بالعمى والتهاب الدماغ( تورم الدماغ) والإسهال الشديد وما يرتبط بذلك من حالات جفاف أو التهابات الأذن أو الجهاز التنفسي الحادة.

- ZMN20

خارج الجدران..؟

وعن جهود وزارة الصحة أوضح مدير مكتب الصحة بالمحافظة الدكتور احمد الكحلاني لمنصة “زمن 20 “ان الجهل بأهمية اللقاحات عقبة كبيرة تواجه فرق الترصد والتطعيم حيث ترفض اغلب الاسر تلقيح أطفالها .

مؤكدا ان الوحدات الصحية توفر اللقاحات في المراكز كما تنفذ أسبوعيا يوم يسمى “خارج الجدران“وهو الوصول إلى المناطق النائية التي لا تصل اليها الخدمات ،مبينا ان الأسر لا توافق على تلقيح أبنائها بسبب معتقدات خاطئة حول اللقاحات ومخاطرها .

لافتا إلى ان المرحلة الحالية لا يجب أن نحمل فيها المسئولية لأي جهة لأن الوضع بحاجة لحلول عاجلة لتلافي الوباء الذي يفتك بالأطفال .

مشيرا إلى ان مكتب الصحة يقوم بواجباته تجاه الإصابات من خلال الاستجابة السريعة عند الإبلاغ عن الحالات وتقديم الرعاية الصحية المطلوبة .

موضحا ان فرق الاستجابة تقوم بدورها في الترصد والفحص للحالات كما تم تطعيم المناطق المجاورة التي لم تنتشر فيها الحصبة فيما يتم إعطاء الأطفال المصابين فيتامين أ وفيتامينات داعمة إضافة إلى التعاون مع المستشفيات والمراكز في المحابشة لاستقبال الحالات وتقديم العلاج بشكل مجاني .

جهود ..

كما يفيد مدير مكتب الصحة في مديرية المحابشة بمحافظة حجة الدكتور علي عبدالله زيد إن هناك مركز عزل في عزلة حجر التي ظهر فيها الوباء تابع للإسهالات تم تجهيزه منذ الأيام الأولى لمواجهة الوباء لكن ينقصه بعض الأدوية والأجهزة حيث لا يوجد داخل المركز الأكسجين لمتابعة الحالات.

مضيفا انه تم استحداث وحدة صحية مؤقته في قرية العوارض، وهي مدرسة تم التنسيق مع مدير مكتب التربية بالمديرية لتجهيزها كوحدة صحية لمواجهة الوباء تم تأثيثها من قبل مكتب الصحة بالمحافظة، وتجهيزها لاستقبال ومعالجة الحالات.

-

رفض التطعيم

ويوضح مشرف التحصين بمديرية المحابشة الدكتور احمد الفصيري لـ “زمن 20” ان الجهود مستمرة رغم شحة الإمكانيات.

لافتا إلى اهم الصعوبات التي تواجه الفرق الطوعية هي عزوف السكان عن التطعيم..


يتناقل سكان القرى اخبار الأطفال اللذين يتساقطون يومياً من مضاعفات الحصبة الألمانية ويدعون الله ان يجنبهم الفجائع ويبلغهم رمضان لا فاقدين او مفقودين ويعودوا لأعمالهم اليومية .

وهكذا تتآكل الأيام وتواصل الحصبة الزحف في قرى حجر ويتغول الجهل بأهمية التطعيم بين السكان الذين يرفضون اللقاح بشدة ويعتبرونه تهديد ومؤامرة ويستندوا إلى الخطاب الديني حيث اكد خطيب الجمعة في احد مساجد بمديرية المحابشة 3مارس 2023م “ان العدو يستخدم ارذل واسوء الأساليب كالحرب الناعمة والحرب البيولوجية بنشر الأمراض والأوبئة بعدة وسائل ومنها عبر اللقاحات غير المأمونة.

وأضاف كلنا يعرف كيف تحاصرنا دول العدوان وتمنع دخول الدواء والغذاء إلا اللقاحات فهي تدعمها وتمولها ما يثير الشكوك والاستغراب ويوجب الحيطة والحذر وهذا ما حذرنا الله بقوله ”واذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد ”

ونبه من خطورة اللقاحات قائلا “وقد نادت كثير من الأبحاث والدراسات بأن اليهود يتآمرون على البشرية من خلال اللقاحات وهو ما ينبغي ان ننتبه له على أطفالنا ولو اننا التزمنا بالنظافة وحسن التغذية وتجنب السموم والطعام غير الصحي لكانت اكبر تحصين وقد عاش الناس طيلة القرون الماضية دون لقاحات”


خطبة الجمعة 3مارس 2023م

لماذا تصر وزارة الأوقاف والأرشاد على التأكيد على مخاطر اللقاحات خاصة وان مصادر مطلعة بوزارة الصحة بصنعاء أوضحت لزمن 20 ان الأوقاف تبنت الخطاب ضد اللقاحات بدون الرجوع للوزارة .
ليوضح مدير عام الخطباء بوزارة الإرشاد وشؤون الحج عبد الرحمن الموشكي لـ”زمن 20” ان الخطبة استندت إلى مخرجات ندوة خطورة اللقاحات على البشرية التي نظَّمتها مؤسسة بنيان التنموية بالتعاون مع مؤسسة صحتنا التنموية منتصف فبراير تحت شعار «اللقاحات ليست آمنة ولا فعَّالة» وبعد نشر توبة وكيل الوزارة السابق عبد العزيز الديلمي بحضور رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة تم التعامل مع التحذير من اللقاحات بناءً على ذلك .

وأضاف انه عندما تخاطب وزارة الصحة الأوقاف بالتوعية حول أهمية اللقاحات لن تتوانى الوزارة عن القيام بدورها التوعوي لافتا إلى ان وزارة الصحة العامة والسكان لم تقدم أي طلب للتوعية المجتمعية في هذا الصدد.

ومع غياب برامج التثقيف الصحي والتوعية يرفض أبناء حجر بالمحابشة تطعيم أبنائهم كون التطعيم “حرام ” ويؤكد مدير مكتب الصحة بالمحافظة الدكتور احمد الكحلاني لـ”زمن 20 ” ان الأهالي يرفضون تلقيح أبنائهم من منطلق الخطاب الديني المتشدد بأهمية رفض اللقاحات كضرورة دينية واحترازية من أي أمراض مستقبلية تقف وراءه قوى حسب قوله لا تنتمي لحركة انصار الله “الحوثيين” .

في حين يقول الدكتور الفصري لـ “زمن20” ان الأسر تقوم بتلقيح ابناءها ضد الحصبة فقط وترفض الالتزام بمواصلة بقية اللقاحات للقضاء على الأمراض الستة القاتلة والمهددة للأطفال .

لافتا أن فرق الترصد الوبائي بالمحافظة تسجل حالات الحصبة الألمانية يوميا والتي تصل إلى المراكز والمستشفيات بالمديرية والمحافظة لكنها لا تبشر بخير فكل يوم يتراوح عدد الحالات 10حالات لاطفال من مختلف الأعمار ”

وعلى نفس الصعيد أرجع رئيس منظمة “أطباء بلا حدود” الدولية كريستوس كريستو، الثلاثاء الماضي ، انتشار مرض الحصبة بين الأطفال بمحافظة حجة إلى الفجوة الكبيرة في اللقاحات الروتينية وانخفاض مستوى التطعيم ”
وأضاف رئيس المنظمة:” أتيحت لي الفرصة لمناقشة هذا الموضوع مع وزير الصحةفي صنعاء (طه المتوكل) وأكد أنهم سيبذلون الجهود لتوفير اللقاحات للجميع”.IMG 20230302 WA0029 - ZMN20

بدورها تركت الوزارة حرية اختيار اللقاح للقناعات المجتمعية لحماية الأطفال من الأمراض الستة القاتلة والمهددة للمواليد والأطفال او العزوف عن اللقاح خوفا من مخاطرة المستقبلية من منطلق ان المخاطر مجهولة ومهددة ولم تنفذ أي حملة تطعيم احترازية بمختلف المناطق التي تسيطر عليها سلطة صنعاء منذ عامين تقريبا.

وبعيدا عن تكريس الخطاب الصحي عن مخاطر اللقاحات على البشرية أشار تقرير لوزارة الصحة في 10 فبراير بشأن الأمراض والأوبئة خلال العام 2022م، رصد 18 ألفاً و 597 حالة لمرض الحصبة توفيت منها 131 حالة مقابل 226 حالة شلل أطفال .

ويكتفي وكيل الرعاية الأولية بوزارة الصحة الدكتور محمد المنصور بالتعليق لـ “زمن 20” ان الوزارة توفر اللقاحات والأمر اختياري التلقيح… من عدمه.
تزدحم مستشفيات المحابشة باطفال الحصبة ومازالت حملات التوعية المجتمعيةبأهمية اللقاحات” خارج جدران “التعاون بين الأوقاف والصحة وبين قبول ورفض اللقاح .. قفوهم إنهم مسئولون .


تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 22-نوفمبر-2024 الساعة: 03:09 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-89399.htm