صنعاءنيوز / -
قالت صحيفة "واشنطن بوست" إن شركة سعودية تقوم بـ"استغلال" المياه في ولاية أريزونا الأمريكية، التي تعاني حاليا من الجفاف، لزراعة البرسيم الذي يستخدم غذاء للماشية في المملكة.
وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أنه منذ ما يقرب من عقد، أجرت ولاية أريزونا منطقة ريفية تقع غربي فينيكس لشركة "فوندومونتي أريزونا" المملوكة للسعودية (الشركة الأم هي المراعي المملوكة من قبل رجل الأعمال الملكي السعودي محمد بن سعود الكبير، وشقيقان أيرلنديان)، ما سمح لها بضخ كل المياه التي تحتاجها لزراعة البرسيم، وهو محصول تصدره لتغذية المواشي في المملكة.
وأوضحت الصحيفة أنه على مدى سنوات لم تكن الحكومة الأمريكية تعرف كمية المياه التي كانت الشركة تستهلكها، مبينة أن الجفاف الشديد الذي أصاب أريزونا تسبب في إجهاد أنهارها وخزاناتها وتقليل المياه التي تصل إلى منازل عمال المزارع بالقرب من هذا الوادي الصحراوي، ومع ذلك تمتد الحقول الخضراء من البرسيم عبر آلاف الأفدنة من الأراضي الصحراوية وتسحب الآبار المياه من أعماق الأرض، وتحول الأرض القاحلة إلى أراض زراعية خضراء.
The Washington Post
وألقت الصحيفة بالمسؤولية على المسؤولين في الحكومة الأمريكية في ما وصفته بـ"التقاعس عن العمل" وترك المياه دون حماية وسط الجفاف الذي تفاقم في أريزونا بسبب تغير المناخ، وبالتالي تحول الأمر إلى نعمة للسعودية، حتى تم مؤخرا حظر زراعة محاصيل العلف مثل البرسيم للحفاظ على إمدادات المياه المحدودة.
وذكرت أنه بعد فترة وجيزة من وصول شركة "فوندومونتي أريزونا" إلى وادي باتلر في أريزونا عام 2015، اقترح مخططو الدولة مطالبة الشركة تركيب عدادات والإبلاغ عن استخدام المياه، حتى تتمكن الدولة من "الحصول على معلومات دقيقة على الأقل" عن المياه التي يتم استخدامها.
ونقلت الصحيفة عن أحد المخططين قوله إن الاقتراح "اصطدم بجدار حجري"، وهو أن المسؤولين في إدارة الحكومة آنذاك رفضوا ذلك، بحجة أن الاقتراح يتعارض مع وجهة نظر راسخة في الريف الغربي، مفادها أن المياه هي ملكية خاصة تأتي مع الوصول إلى الأرض، وليس موردا عاما.
ونقلت الصحيفة عن المدير العام لشركة "فوندومونتي" قوله إن الشركة تتبع نفس القواعد التي تحكم العمليات الزراعية في جميع أنحاء الولاية بينما تبذل قصارى جهدها لتوفير المياه وخدمة المجتمع.
وأضاف: "طورت فوندومونتي وادي باتلر ليكون واحدا من أكثر المزارع كفاءة وإنتاجية ليس فقط في ولاية أريزونا، لكن في الجنوب الغربي بأكمله. ونستخدم أفضل تكنولوجيا ومعدات الري في بإشراف واجتهاد فريق إداري متمرس"، مؤكدا أن "شركة فوندومونتي تعتبر رائدة في كفاءة استخدام المياه".
ووفقا للصحيفة، يعترف مسؤولو الولاية الآن بأن عقودا من الزراعة والنمو الهائل قد قلل بشكل خطير من احتياطيات المياه في ولاية أريزونا. وأدت الندرة المتزايدة إلى تعميق الانقسامات بين المجتمعات الحضرية والريفية وحولت شركة "فوندومونتي أريزونا" إلى نقطة اشتعال سياسية.
وأوضحت الصحيفة أن شركة "فوندومونتي أريزونا" تمتلك أيضا أربعة من حوالي 20 عقد إيجار زراعي للولاية عبر أحواض النقل الرئيسية الثلاثة في ولاية أريزونا، حيث يسمح قانون الولاية بنقل المياه إلى المدن، لكن كون أن هذه الشركة أجنبية وتواجه قيودا صارمة على استخدام المياه في بلدها الأم السعودية أثار الغضب في المجتمع المحلي.
وذكرت الصحيفة أنه في يونيو الماضي، كشفت الحاكمة الجديدة للولاية الديمقراطية كاتي هوبز، عن دراسة طال انتظارها تظهر أن المياه الجوفية في أجزاء من منطقة فينيكس لم تكن كافية لتلبية الطلب المتوقع خلال القرن المقبل. كما طلبت إدارتها مؤخرا الحصول على تفاصيل حول استخدام المياه في الأراضي المملوكة للدولة.
وأكدت الصحيفة أنه بعد أن هددت الدولة بإلغاء عقود إيجار "فوندومونتي أريزونا"، في يونيو الماضي، اضطرت الشركة للكشف عن مقدار ضخها سنويا في وادي باتلر. وقال الخبراء للصحيفة إن استهلاكها يعادل استهلاك مدينة يزيد عدد سكانها عن 50 ألف نسمة.
ووفقا للصحيفة، يُعد مساعدو الحاكمة الآن خططا لعدم تجديد عقود إيجار "فوندومونتي أريزونا" في وادي باتلر عندما تنتهي صلاحيتها العام المقبل، لكن القرار لم يتم الانتهاء منه بشكل كامل بعد.
وأوضحت الصحيفة أنه في حالة صدور هذا القرار، يمكن أن يتبع ذلك مواجهة مع الشركة، مع انعكاسات ليس فقط على الشركات الأجنبية المهتمة بالموارد الطبيعية الأمريكية لكن أيضا على مستقبل الزراعة حيث يشتد الجفاف في الجنوب الغربي وتزدحم المدن باحتياطيات المياه الريفية.
المصدر: The Washington Post
أخبار أمريكا
|