صنعاءنيوز / بقلم مجدى حسين -
اترك تعليقاً / مقالات / بواسطة Magdy Hussein
تقدير موقف – 11
الأحد 22 أكتوبر الساعة 1 ظهرا بتوقيت القاهرة 2023
اليوم 15 لطوفان الأقصى
أحداث اليوم الأخير تؤكد ما ورد فى تقدير الموقف رقم 10 . الاسرائيليون مايزالوا متخوفين من الاجتياح البرى ، بل وتضغط عليهم أمريكا كى لا يقوموا به. وآخر تصريح اسرائيلى عسكرى يقول نحن نحدد الغزو البرى متى نشاء وسنواصل القصف الجوى .
الحالة الانسانية فى غزة وصلت إلى الحافة ولكنها ما تزال تحتمل : عدد الشهداء تجاوز 4 آلاف ويتجه سريعا إلى 5 آلاف . ولم يظهر رقم جديد فى اسرائيل عن قتلاهم بعد رقم 1500 ولا شك أن الرقم أكبر الآن . ولكنهم يصرحون بعدد الجرحى فى المستشفيات الذى وصل أمس إلى 5132 جريحا وهذا الرقم فى تصاعد مستمر وكذلك عدد القتلى فى الجيش الاسرائيلى . فهناك سقوط متواصل للجرحى والقتلى كل ساعة على الجبهتين الجنوبية والشمالية . وتشير تقارير المقاومة إلى أن حماس نجحت حتى الآن فى تدمير 10 % من أسطول الدبابات الاسرائيلية .
كما ذكرنا فإن مشكلة غزة الكبرى ليست فى الشهداء المدنيين حتى الآن ‘ فهذا الشعب قدم نصف مليون شهيد منذ بداية استيطان اليهود لفلسطين حتى الآن . وهو يتحمل ويقدم المزيد ، ولكنه يقدم الشهداء اليوم وهو يتقدم . ولكن إذا بدأ الرقم يقترب من 10 آلاف فإن هذا يبدو سببا كافيا لدخول حزب الله بكل قوته واشتعال باقى الجبهات . والوفيات قد تتزايد بسرعة بسبب نقص العلاج والأدوية وخدمات المستشفيات وتلوث المياه وانقطاع الكهرباء والوقود . وتفاعل هذه العوامل معا يقرب من ساعة الصفر بالنسبة للجبهة الشمالية التى تتصاعد أساسا يوما بعد يوم . وتتصاعد معها تهديدات حزب الله على لسان نعيم القاسم نائب رئيس الحزب .
القصف الاسرائيلى للمدنيين أقرب لإحداث هذه الكارثة الانسانية من إمكانية ضرب البنى التحتية العسكرية لحماس وغيرها من الفصائل ، وهذا هو السبب الثانى لإشتعال الحرب الاقليمية ، بل كل التقارير الأمريكية والاسرائيلية تؤكد أن هذا الأمر مستحيل ، بل يتطلب 10 سنوات كما قال ديفيد بتريوس رئيس المخابرات الأمريكية السابق وقائد القوات الأمريكية فى العراق وأفغانستان سابقا . وحذر اسرائيل من خسائر فادحة . وأوضح أن أمريكا هزمت فى العراق وأفغانستان فى حرب المدن . بل قال توماس فريدمان وهو واحد من أهم كتاب أمريكا وهو يهودى إن بايدن يحاول إقناع نتنياهو بعدم الإقدام على الغزو البرى ، ولكن أمريكا تدرك حاجة اسرائيل لاستعادة بعض ماء الوجه . ولذلك تقترح القيام بعمليات نوعية صغيرة على مكامن المقاومة المفترضة ، مع استمرار القصف الجوى ، ولكن مع تقليل قتل المدنيين حيث تحول الأمر إلى فضيحة عالمية وانفجرت المظاهرات فى كل بلاد وقارات العالم ، وبدأ الاعلام الدولى والرأى العام الغربى ينقلب على اسرائيل وأمريكا . و تقترح أمريكا أن تبدأ اسرائيل بشكل مواز عمليات تفاوض . ولكن أمريكا التى أصبحت تسيطر على القرار فى اسرائيل أصبحت أشبه بالأب الذى يعانى من تمرد وانفلات ابنه ، فلا يستطيع التخلى عنه ، ويحاول أن يمنعه من أن يضر بنفسه وبالعائلة كلها . ولكن الإدارة الأمريكية تعانى من تمرد داخلى أيضا فالمعبد يتشقق من داخله ، وهناك حالة غير مسبوقة من التمرد وعرائض المعارضة والاستقالات المتوالية فى وزارة الخارجية
يذكر أن المحلل السياسي الأمريكي والصحفي السابق في قناة “فوكس نيوز”، تاكر كارلسون، حذر من خسارة الولايات المتحدة الأمريكية، لأي حرب في الشرق الأوسط، إذا شاركت فيها روسيا والصين وتركيا.
وقال كارلسون إن “المخاطر تفوق بكثير ما يدركه العديد من الأمريكيين، حيث أنه من السهل أن نتخيل عدة دول أخرى تنجذب إلى الصراع بين إسرائيل وحماس”.
ولفت إلى أن “الجيش الأمريكي أضعف من ما كان عليه، في الخمسين سنة الماضية، بسبب صراعين لا معنى لهما في العراق وأفغانستان”، مشيرًا إلى أن “هناك انقسام داخلي بسبب سياسات البنتاغون الهزلية”.
وقال كارلسون: “هذا ليس الوقت المناسب لحرب عالمية، فسوف نخسرها، لكن قائدنا الأعلى لا يدرك ذلك (في إشارة إلى بايدن)”.
وبشكل متواز هناك تمرد مشابه بين موظفى الكونجرس وجمع توقيعات 400 موظف على عريض معارضة لسياسة واشنطن فى غزة والشرق الأوسط . وهذه التمردات فى المؤسسات الرسمية تعود أساسا لرؤية ترى أن هذا الاتباع الأعمى لنتنياهو يضر أبلغ الضرر بالمصالح الأمريكية ، كما اوضح كارلسون ومن قبله توماس فريدمان على سبيل المثال ، فهذا الرأى أصبح متزايدا فى الاعلام الأمريكى ووصل إلى السى إن إن الذى ظهر فى تكرار عرضها فيديوهات عن المجازر فى غزة .
الجبهة الداخلية الاسرائيلية تقترب من حالة الانهيار ومساء أمس اندلعت مظاهرات كبرى فى تل أبيب تطالب بإنهاء الحرب والدخول فى مفاوضات مع المقاومة لتحرير الأسرى والرهائن ، وهذه ظاهرة غير مسبوقة أثناء اشتعال الحرب فعلا ، بل وصلت المظاهرات إلى بيت نتنياهو وحاصرته وحاولت اقتحامه ، و تقول استطلاعات الرأى بضرورة استقالة نتنياهو بنسبة تصل إلى 90 % .
يقول موقع ذى ماركر الاقتصادى الاسرائيلى : نحن فى حرب وجودية ، الأسبوع الثانى من الحرب على وشك الانتهاء وهو الأسبوع الذى لا توجد فيه تجارة تقريبا فى اسرائيل . والكثيرون يحاولون إبقاء رؤوسهم فوق الماء ، يخشون من المستقبل وما زالوا لا يعرفون من سيعوضهم ؟ ومتى ؟
وتشير وسائل الاعلام الاسرائيلى إلى أن ميناء حيفا وهو الميناء الرئيسى لا توجد فيه حاليا أى سفينة أجنبية ، وهو ما يعكس حالة التوقف التام للتصدير والاستيراد . وتتحدث عن انهيار شركات العقارات وتسريح آلاف العمال ، والتوسع فى طباعة الشيكل ، والسياحة بطبيعة الحال وصلت إلى الصفر وهى تمثل 20 % من إجمالى الدخل وتم إلغاء الحجوزات حتى نهاية العام على الأقل ، بالاضافة لتوقف معظم شركات الطيران عن التعامل مع مطار بن جوريون . وتحدثت من قبل عن الشلل الذى أصاب شركات التكنولوجية الفائقة وهى تمثل نصف صادرات اسرائيل التى تبلغ 165 مليار دولار . وهى لن تعود أبدا هى وكل القطاعات الاقتصادية إلى ما كانت عليه قبل 7 أكتوبر 2023 . لأن الأحوال العامة للكيان لن تعود إلى ما كانت عليه حتى وإن تم وقف إطلاق النار اليوم .
ورغم أن حزب الله لم يدخل الحرب بعد بثقله المعروف ، فإن الاشتباكات الحدودية أدت إلى إخلاء 43 بلدة من الجليل على الحدود أهمها كريات شمونة ، وهناك شلل فى الشمال كما فى الجنوب . والمقاومة العراقية تضرب لليوم الثالث على التوالى قواعد أمريكا فى العراق وهذه انذارات مبكرة لأمريكا .
وأبلغت روسيا إيران استعدادها لتقديم كل ما تحتاجه فى حالة توسع المواجهة ، بل صرح لافروف وزير خارجية روسيا إن إيران محقة إذا شاركت فى هذه الحرب . وتقوم الصين بتقديم عروض اقتصادية لمصر لحل مشكلة ديونها كى تتيح لها الابتعاد عن الضغوط الغربية والأمريكية . ويبدو أن هناك تنسيقا روسيا صينيا للايغال أكثر فى الصراع الاقليمى فى جانب فلسطين والعرب ، طالما أن أمريكا تنحاز عسكريا لصالح اسرائيل .
إن واجب الوقت المباشر على مصر هو العمل بقوة على استمرار فتح المعبر بشكل دائم وطبيعى لإدخال كل احتياجات القطاع الانسانية والصحية والغذائية . وهذا هو موقف الحكومة ولكنها تطلب موافقة أمريكا واسرائيل . الآن أمريكا والغرب يصرحون بضرورة فتح المعبر ، وأرى إن على مصر أن تفتح المعبر بدون إذن من اسرائيل وأن تنذرها بالرد المحسوب على أى تعد على المعبر حتى لو قيل أنه من الجانب الفلسطينى . ماذا إذا قالت لنا أى جهة خارجية أغلقوا المعبر مع السودان أو ليبيا وإلا قصفناكم أو قصفنا المعبر من الجانب الآخر أليس فى ذلك تعدى صريح على السيادة وإهانة أبسط مفاهيم ومعانى الأمن القومى . لا معنى للأمن القومى بدون هيبة . هل لازلتم تضعون فى الاعتبار قوة الجيش الاسرائيلى بعد كل ما حدث له . أتصور أن هذه المشكلة ستحل ولكن كل تأخر فى الفتح المستمر للمعمر = موت المزيد من الفلسطينيين . وكذلك ضرورة نقل الحالات الحرجة للمستشفيات المصرية وهذا كثيرا ما حدث فى معارك غزة السابقة .
اللهم إنا نسألك الصبر والثبات لنا وللمجاهدين والمرابطين
|