صنعاء نيوز - تعدّ مهنة الطب من أهم وأشرف المهن التي ترتكز على البعد الإنساني، وتمنح منتسبها مكانة خاصّة في قلوب الناس، ملؤها التقدير والتعظيم والاحترام، باعتباره الملاذ الوحيد

الإثنين, 20-نوفمبر-2023
صنعاءنيوز / -


تعدّ مهنة الطب من أهم وأشرف المهن التي ترتكز على البعد الإنساني، وتمنح منتسبها مكانة خاصّة في قلوب الناس، ملؤها التقدير والتعظيم والاحترام، باعتباره الملاذ الوحيد، والصديق الأقرب.
فهي مهنة انسانية محاطة بهالة من القداسة، كون الطبيب قبلة الناس وملجأهم على الدوام، ولهذا لا يتخرج الطالب من كلية الطب أو الكليات الصحية المساعدة، إلا بعد أن يؤدي القسم الطبي، بأن يصون حياة الإنسان في كل الظروف والأحوال وأن يحفظ كرامة الناس ويستر عوارتهم ويكتم سرهم وأن يكون وسيلة من وسائل الرحمة... وو إلى آخر القسم الذي يؤكد أهمية البعد الإنساني في ممارسة المهنة.
ولذا، من المؤسف أن تجد من يمتهن الطب عبثًا؟ أو طبيبًا ذكيًا في تخصص ما يفتقر للشعور الإنساني الذي يشكل الجانب الأهم في المهنة.

بالتالي، يؤسفنا فعلًا أن نستذكر هنا، إحدى النماذج الطبية في العاصمة صنعاء، فهو من أهم استشاريي أمراض وجراحة العمود الفقري ليس في اليمن فحسب بل وعلى المستوى العربي أيضًا، إلا أنه _مع الأسف_ يمارس مهنته بعيدًا عن البعد الإنساني المتعلق بصحتنا وحاضرنا ومستقبلنا.


سنحاول أن نرمز إليه فقط، لننبهه إلى ما آل إليه، بعد إن كثر شاكوه وقل شاكروه، وأمعن في التعامل اللانساني بممارسة مهنته، التي أثرى منها ثراءًا فاحشا، على حساب آلاف المرضى الذين يلجؤون إليه وعمولات روشتاتهم..
فعلى الرغم من أنه عاش وتعلم وسط اجتماعي بسيط، حيث ينحدر من ريف تعز الجنوبي، اضافة إلى كفاحه الطويل خلال مسيرة حياته التعليمية الأولى المدرسية والجامعية أيضًا.. حتى حصوله على منحة تعليمية من قبل الدولة كأحد أوائل الجمهورية، لقد تناسى اليوم معاناته تلك، وكفاحه الطويل في الوصول إلى ما وصل إليه، حيث كان يقطع كل يوم مئات الكيلومترات من قريته إلى المدرسة ذهابًا وإيابًا، وتنكّر لتكوينه الاجتماعي البسيط.. المتواضع، والذي كان يجدر به أن يجعله أكثر بساطة مع الناس ومع مرضاه..

دكتورنا الزريقي، لا يوجد مريض واحد مر عليه إلا ويشكو من تكبره وحديّة تعامله، ناهيك عن غلاء أسعاره في العلاج أو العمليات.. فكل من ألتقيناهم يشكونه بحرقة لأنهم وجدوا أنفسهم عالقين بين يديه بحكم تخصصه وذكاءه المشهود.

نعم، فزريقي "وطني اسكان" رغم ذكاءه المشهود وتمكنه من تخصصه الطبي يفتقد للحس الإنساني في تعامله وتواصله مع مرضاه، كطبيب، يجب أن يكون مهمومًا بهمهم، قلقًا بقلقهم، يمنحهم من روحه _قبل طبّه_ ما يزيل أوجاعهم وخوفهم.

دكتورنا الزريقي، كعادته، يأتي إلى عيادته بعد أن يقضي معظم المساء في مضغ القات، ليُقبل على مرضاه في وقت متأخر، بوجه عابس ومتجهم، وروح مفرغة تمامًا من أي شعور أو حس إنساني تجاههم، وهكذ.. كتاجر لا كطبيب، إن طلب أحدهم مراجعته في سعر العملية أو طلب التعاون معه في تكلفة العلاج، يرفض وبكل قسوة.
وكثيرًا ما يفشل المريض أو أهله، في محاولة استنطاقه أو لفت انتباهه إليهم واستعطافه، فلا يحظون منه إلا بنظرات حادة متعجرفة خالية من أي تعاطف أو ود أو مسؤولية مهنية وأخلاقية.



*الخلاصة:*

*يمكن القول أن الطبيب إنسان بالطبع، لا يختلف عن الآخرين من حيث التكوين النفسي، فهو كغيره يطمح لبناء حياة أفضل له ولعائلته من حيث الجانب المادي، وهذا هدف مقبول ومشروع حقيقة..*
*ولكن ما لا يمكن قبوله، هو أن يتجاهل الطبيب ذلك البعد الإنساني في طبيعة مهنته، والذي يفرض عليه تعاملًا مختلفًا عن بقية المهن الأخرى، فهو يتعامل مع مرضى حياتهم مرهونة بمهنيته، نصف العلاج يكمن في طريقة تعامله معهم ولهذا يطلق على الأطباء عمومًا (ملائكة رحمة).*

*بالتالي، لا يسعنا هنا إلى أن نوجه لدكتورنا الزريقي تحية خاصة، كنموذج مشهود له بالذكاء، ويشار إليه بالبنان، راجيين منه أن يتقبل اشارتنا العابرة هذه، برحابة صدر، والعمل على استدعاء كل نوازع الخير فيه كإنسان، ليكتمل كطبيب نفخر به.. يضمن صحة العمود الفقري لهذا البلد.*
*مع كل الود والتقدير والشكر الجزيل، لأولئك الأطباء الذين يعملون باعتداد مهني وإنساني كبير، ويعرفهم الجميع على طول هذا الوجع الممتد.*
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 22-ديسمبر-2024 الساعة: 06:11 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-94158.htm