صنعاء نيوز - أحب وطني اليمن دائماً وابدا، حبا ليس بالأقوال والشعارات، بل باﻷفعال التي تدل على انتمائي الحقيقي لتربته الطاهرة، أحبه وأنا بعيدا عنه، وأحبه وأنا فوق ترابه، أحبه

الإثنين, 04-ديسمبر-2023
صنعاءنيوز / م/يحيى محمد القحطاني -




أحب وطني اليمن دائماً وابدا، حبا ليس بالأقوال والشعارات، بل باﻷفعال التي تدل على انتمائي الحقيقي لتربته الطاهرة، أحبه وأنا بعيدا عنه، وأحبه وأنا فوق ترابه، أحبه شعورا فطري، نما وكبر منذ الطفولة وحتى اﻷن، إيماناً مني بأن الوطن، هو السند لي عند الوقوع، وهو الملجأ عند فقدان اﻷمل، وهو الدفء عند الشعور بالبرد، وكلما كبرت في العمر، زاد إحساسي بأن ﻻ شيء، يضاهي دفء هذا الوطن، الذي خلقت من ترابه وترعرعت في روابيه، وشكل جزءاً من شخصيتي المتوارثة، وتوغل جيناته فينا وتناقلناه من أجدادنا وأبأنا، فأستقر في قلوبنا وﻻ زال يكبر، وسوف ننقله إلى أبنائنا وأحفادنا من بعدنا .

ليس ﻷنه مجرد مكان محدد، بل هو ثقافة ورمز للهوية والتاريخ الحضاري القديم، منذ حضارة سبأ ومعين وقتبان وحضرموت وأوسان وحمير، و هوا فخر وكرامة لجميع اليمنيين، بإرثه الحضاري المتنوع، كمدينة صنعاء القديمة ومدينة شبام حضرموت ومدينة زبيد، وعرش بلقيس في مأرب، وبجباله الشاهقة، ومزارعه الخصبة، وبدون هذا الشعور والتعبير، يعيش اﻹنسان في إغتراب موحش في أرض أخرى، مهما أدعى غير ذلك، لذلك لم ولن نبتعد عنه، مهما كانت الظروف الحياتية والمعيشية غالية وصعبة، ومهما طال أمد قطع المرتبات، وغابت المساواة والعدالة اﻹجتماعية، ومهما كان التهميش واﻹقصاء من الوظائف، ومهما أفزعونا أصحاب اﻷعراس من منامنا بأصوات الرصاص والمفرقعات، وظلت الطرقات والشوارع كلها حفر ومطبات .

والمواطن الصالح والمكافح، هو نتاج كل ما يدور في وطنه، من عﻻقات بين الناس، وأحداث وظواهر طبيعية، حتى ولو كان هذا اﻹنسان، مسئول نهب أموال الدولة وهرب، أو مغترب هاجر للعمل وكسب اﻷموال، ويعيش حياة رغدة ومستقرة، وفي أمن وإستقرار، ويسكن في مباني وأبراج عالية، ويتنقل في طرقات وشوارع مزفلتة ونظيفة، وأسعار رخيصة في السكن والغذاء والفواكه والتنقﻻت، والخدمات الممتازة والمجانية في مجال الصحة والمياه والتعليم، إﻵ أن ذلك ﻻ يؤمن له التناغم الحقيقي بين ذاته وارض اﻹغتراب، وإنه سوف يعود إلى وطنه طال الزمن أو قصر، تحت وطأة حنين جارف مغناطيسي خفي، يجذبه إلى أرضه وجذوره اﻷولى، كشعور عصي عن التزييف، لشيء متوارث فيه منذ مئات السنين، بإعتبار الوطن هو أجمل قصيدة شعر كتبت عبر العصور .

وفي الختام أقول، أيها الوطن اليمني الغالي على قلوب كل اليمنيين، نَعدك بأن نحافظ على حبّك نقيًا، وأن ننقله إلى أبنائنا وأحفادنا، ليستمر هذا الحب حيًا في القلوب جيلا بعد جيل، ولتبقى أيها الوطن اليمني، ذخرًا لنا نُباهي به بين الأمم، وأن نقف معًا وقفة رجل واحد للدفاع عنه، والحفاظ عليه من كل متآمر، ومن كل متربص به، وطامع في أراضيه، وأن نحارب الفساد والفاسدين، فحب الوطن من اﻹيمان، ويتطلب التضحية في سبيله وبذل الغالي والنفيس، حتى نراه في المعالي، وهذا ما يتطلب منا جميعاً كيمنيين، الله اكبر النصر ﻷبطال طوفان اﻷقصى في غزة، الذين ينتزعون حقوقهم وحريتهم بأيديهم، والرحمة لشهدائهم والشفاء لجرحاهم، الخذﻻن والهزيمة للصهاينة المحتلين ﻷرض فلسطين، الرحمة والغفران للدكتور عبد العزيز المقالح، في الذكرى السنوية اﻷولى لوفاته، والله من وراء القصد ..!!

م/ يحيى محمد القحطاني
صنعاء 28-11-2023
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 09-مايو-2025 الساعة: 08:42 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: https://sanaanews.net/news-94488.htm