صنعاء نيوز - 

تحمل المستشفيات اليمنية الخاصة والحكومية ألف حكاية والعيادات وغرف العمليات ألف رواية والصيدليات والمختبرات والكشافات ألف قصة غريبة في بلد تضربة الازمات السياسية

السبت, 09-ديسمبر-2023
صنعاءنيوز / احمد الشاوش -

بقلم/ احمد الشاوش

تحمل المستشفيات اليمنية الخاصة والحكومية ألف حكاية والعيادات وغرف العمليات ألف رواية والصيدليات والمختبرات والكشافات ألف قصة غريبة في بلد تضربة الازمات السياسية وصدمات الجشع وصواعق أصحاب المصالح بعد ان أنهارت فيه القيم الدينية و الانسانية واخلاقيات المهنة التي أنعشت ثقافة الطمع والاحتيال والاثراء غير المشروع في ظل غياب المسؤولية القانونية والرقابة وانعدام الضمير.

نسمع ونقرأ ونشاهد يومياً قصة مريض صادمة وحكاية مُسعف ضحية وأسرة مرعوبة مما يحدث في الكثير من المستشفيات اليمنية الخاصة والحكومية ، منذ إستقبال المريض والكشف عليه في دقائق والبدء في فنون الشيطنة بتحويله لا جراء الفحوصات عند فلان والكشف عند علان والاشعة عند زعطان وانتهاء بصيدلية بساط الريح الذي تبيع الدواء بأسعار مبالغ فيها عن غيرها من الصيدليات في عملية تشلح للمريض واسرته بطريقة فنية يعجز عنها ابليس.
والسؤال المثير للجدل في الاوساط الشعبية والدامي للقلب والموجع للضمير ، ماهي الاسباب الحقيقية التي أدت الى ارتفاع أمراض السرطان والقلب والفشل الكلوي وانتشار الامراض العصبية والنفسية وحالات الاكتئاب بين الشباب والفتيات وغيرها من الامراض الفتاكة.

والسؤال الذي يدرو في مخيلة كل مصاب أو عائل مريض، لماذا تتكدس مستشفياتنا بالاطفال والنساء والشباب وكبار السن المراجمين في طواريد الطوارئ العجيبة والغريبة بصورة صادمة ، ولماذا لاتقوم الدولة ببناء مدينة طبية متخصصة بالعاصمة صنعاء وفي كل محافظة ومدينة يمنية أو على الاقل بناء عدد من المستشفيات لمواكبة واستقبال ملايين المرضى وتقديم الرعاية الطبية لهم تجسيداً للمسؤولية القانونية والاخلاقية وحقوق المواطنة؟
والسؤال المنطقي والمشروع لماذا لاتقوم الحكومة ببناء أكثر من مستشفى في المدن اليمنية لتخفيف الضغط على على مستشفيات العاصمة.. وهل يُعقل أن عاصمة يسكنها اكثر من 7 ملايين مواطن لايوجد بها الا المستشفى الجمهوري والثورة والكويت والسبعين للولادة والعسكري ياتيها البعض من المحافظات الاخرى ، واين دور الدولة والحكومة ورجال الاعمال والمستثمرين!!

مستشفيات ومراكز صحية وأقسام للاسعاف ووحدات طوارئ مزدحمة جداً بالامراض وأماكن تفتقد الى الهواء النقي وازدحام ومداكمه يساعد على انتقال العدوى والامراض المختلفة..
عيادات خارجية تفتقد الى أبسط الشروط والمعايير المهنية من خدمات ونقالات وأسعافات أولية وعلاجات مجانية ومدعومة او بأسعار معقولة غير متاحة حتى تحولت مستشفياتنا من الازدحام الى غرف للانعاش والعناية المركزة والموت السريع ؟.

أسعفت قبل فترة احد الزملاء الى مستشفى حكومي بُني من اموال الشعب بالعاصمة صنعاء ودفعنا قيمة تذكرة الدخول للمعاينة الذي يفترض ان تكون مجانية ، وتحدث الطبيب خمس دقائق مع الحالة الطارئة وقرر له فحص السكري في المستشفى الذي لم يملك شريحة فحص الكترونية رغم ثمنها الزهيد وذهبت اشتريها من صيدلية خاصة بجوار المستشفى ، ثم قرر له الطبيب جرعة علاج واشتريناها من الصيدلية المذكورة وتم ضربها بالداخل مجاناً ثم احال المريض الى عمل كشافة واشعة وفحص داخل المستشفى الحكومي لنجد ان فارق السعر زهيد بين الحكومي وأصحاب الاشعة والمختبرات والكشافات الخاصة!!؟

والطريف في الامر والاكثر رهبة ان الناس تسمع ان بعض المسشتفيات الخاصة تحولت بعض غرفها الى اماكن للاحتجاز القسري والاقامة الجبرية لبعض المرضى المعسرين التي أضطرتهم الظروف الصحية الى ان يقعوا فريسة وضحايا عالم تحكمه شريعة الغاب ، ورغم حجزه التعسفي وتقييد حريته كل يوم يتم احتساب تكاليف الغرفة المحتجز فيها المريض الغلبان ، بينما نجد في دول الغرب المعاملة الانسانية في مثل هذه الحالات تتبناه جمعيات ومنظمات ورجال اعمال وأحياناً تعفي ادارة المستشفى تلك الحالات لدواعي انسانية بينما بعض مستشفيات أبويمن تتحول فجأة بالنسبة للمعسر الذي تم تشليحه الى سجون ولا اريد ان اسرد بعض القضايا التي تعرض لها بعض الامراض ومعاناة اسرهم والتي وصلت الى حد الصحافة ونقابة الاطباء والنيابات.

نسمع الكثير من القصص المؤلمة ونقرأ بعض الاخبار الصادمة ونشاهد الكثير من الضحايا ومئات الاخطاء الطبية القاتلة التي بعضها يتم التستر عليها والبعض تُحل بصورة ودية وثالثة تذهب الى القضاء ، ورابعة تُغلق بضغط مراكز النفوذ العابثة.

ومن المعيب أن يتحول الكثير من الاطباء الى محتالين وانتهازيين يتربصون بالفريسة منذ اللحظة الاولى التي دفعت بهم الاقدار الصحية لدى مصيدة هذا الطبيب أو ذلك البيطري والجلوس مع الدكتور نحو خمس أو عشر دقائق للفحص ومن ثم البدء بمسلسل الاحتيال والنصب وشفط وتمشيط وتعطيل جيوب الغلابة.

والمؤسف حقاً ان وصول المريض الى المستشفيات الخاصة يُعتبر بمثابة " صيد" لفاقدي الضمير الذين يشعرون المسعفين بان المريض قاب قوسين او ادنى من الخطر رغم ان السبب قد يكون تافه وقد يزول بحبه أو شراب ، وبعدين اسمع لك وقصدة الله والفجايع والفواتير الحنانة والطنانة.. اذهب الى كشافة فلان .. أعمل اشعة عن الدكتور فلان ..افحص عند المختبر الفلاني ..اشتري العلاج من الصيدلية الفلانية.. والحسابة بتحسب والنسبة بتتصاعد على حساب المريض والمستفيد الطبيب النصاب وزمرته من بياطرة العصر الحديث.

ومن المؤلم والموجع حقاً ان هناك من فقد ابنه البخير بسبب عملية الدودة الزائدة والبعض أنتهى بعملية اللوز .. وهناك من غادر الحياة بسبب التخدير .. وآخر صعد الى السماء بجرعة جلوكوز لمصاب بالسكري .. وآخر بترت رجله بالخطاء .. واطفال ذهبوا ضحية علاج اللوكيميا واحسب لك والمآسي.. وأما العمليات القيصرية فحدث ولاحرج!.

ومن المخجل ان يتحول بعض الاطباء في المستشفيات الحكومية الى قراصنة من خلال العرض على المريض بمراجعة الطبيب في عيادته الخاصة للاهتمام به واعطائه كرت العيادة والتلفون ، في دليل على فقدان الامانة والتجرد من اخلاقيات المهنة والانسانية ، في محاولة لامتصاص دماء واموال العيانيين.

والسؤال الذي يطرح نفسه من باب الاحتراز وعدم العبث بقطعة من جسمه هل على المريض قبل ان يتم اسعافه الى المستشفى ان يعمل عملية جرد وفحص واشعة على الرئتين والكلاوي وقلبه وكبده والبنكرياس واللوز والزائدة واعضاءه الداخلية من باب الحيطة والحذر من عبث الايادي الاثمة حفاظاً عليها من الاخطاء الطبية والعبث أوالتشليح ، لانه في غياب القيم والرقابة والضمير كل شيء جائز ؟.

نسمع يومياً عن عشرات القضايا الموجعة ومئات الاخطاء الطبية القاتلة وحالات الاهمال والتقصير وعدم الدقة في تشخيص المرض وأستخدام محاليل منتهية وادوية مقربة وعلاجات مغشوشة ومزورة ومخرجات أطباء جدد نص خمدة ورغم ذلك نرى غياب كبير للجهات الرقابية لاسيما وان تجارة الادوية أصبحت بيد الكثير من مافيا التهريب والتزوير والنفوذ وتجار البشر ، وما قضية الحديث عن تزوير قطرة العين بالماء وطباعة أغلفة واسماء الشركات العريقة وتزوير حشوات الاسنان التي سببت الكثير من السرطانات لبعض الحالات المثبته في صنعاء وتم التستر عليها بعد التوصل الى حل ودي بين شخصين .. واغلاق ملف القضية في القضاء فجأة على حساب الضحايا ، الا دليل على العبث والاستهتار بحياة المواطن وغياب وزاارة الصحة واجهزتها الرقابية في عملية المباغتة والتفتيش والتشديد على كل مخالف ومتجاوز وقاتل لارواح الضحايا وايقاف كل مجرم .

والحقيقة الناصعة ان السوق اليمني ممتلىء بإلاف الادوية المزورة والمقلدة والمنتهية والمهرب بصورة رسمية وغير رسمية ، الا دليل قاطع على الفساد والاثراء السريع على حساب صحة المجتمع وضرب الامن القومي.

أخيراً .. هناك عشرات الاطباء يعملون في المستشفيات الحكومية والخاصة ومراكز صحية من الكفاءات النادرة والمشهود لها بالاستقامة والمهنية وهؤلاء هم محل فخر الشعب اليمني ، بينما آخرين فقدوا ضمائرهم في ظل الجشع وغياب رقابة وزارة الصحة والجهات المختصة ، لذلك لابد من تفعيل الدور الرقابي وقيام الحكومة ببناء مدن طبية تحقق حاجات المواطن بدلاً من السفر الى الخارج واستنزاف أمواله وضياع العملة الاجنبية وتعرضه للنصب على مستوى الداخل والخارج .
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 07:55 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-94592.htm