صنعاء نيوز - 
هناك مسؤولية تُلزم الأبناء من تلقاء أنفسهم أن يعتنوا بآبائهم ويقدموا لهم الرعاية والاهتمام لهم وهذه بعض من الواجبات التي يجب أن لا يهملها الأبناء في تعاملاتهم مع آبائهم

الإثنين, 11-ديسمبر-2023
صنعاءنيوز / عمر دغوغي -



بقلم: عمر دغوغي الإدريسي مدير مكتب صنعاء نيوز بالمملكة المغربية[email protected] https://web.facebook.com/omar.dghoughi.idrissi

هناك مسؤولية تُلزم الأبناء من تلقاء أنفسهم أن يعتنوا بآبائهم ويقدموا لهم الرعاية والاهتمام لهم وهذه بعض من الواجبات التي يجب أن لا يهملها الأبناء في تعاملاتهم مع آبائهم:
رعاية الوالدين عند الكبر أي في مراحل العمر المتقدمة تعني الاهتمام بهم عاطفيًا وعقليًا وجسديًا؛ لأنّ الوالدين في هذه المرحلة تغلب عليهم الحساسية المفرطة فيُصبحون أقرب إلى الطفل؛ لذا يجب مداراتهم ومراعاة مشاعرهم جيدًا، ومن الأمور التي يجب على الأبناء التركيز عليها لتوفير الرعاية السليمة لهم ما يأتي:
تأمين الغذاء الصحي المناسب لأعمارهم ووضعهم الصحي خاصة إذا كانوا يعانون من أمراض مزمنة نتيجة التقدم في العمر.
النظافة الشخصية من خلال تمشيط وحلاقة الشعر وتنظيم الدخول والخروج من الحمام من قبل أحد الأبناء.
قد يعاني الآباء والأمهات في سن الشيخوخة من فقدان الذاكرة وعدم القدرة على الحركة والبقاء لفترات طويلة في الفراش أو الجلوس على الكرسي المتحرك، والحاجة إلى تناول الأدوية في مواعيد محددة باستمرار والذهاب إلى الطبيب من وقت لآخر لذا على الأبناء أن يكونوا أكثر صبرًا مع والديهم.
ولا بد أن يتذكر الأبناء أيضًا أن الوالدين كانوا شبابًا ويخدمون أنفسهم دون الحاجة إلى غيرهم بالإضافة إلى خدمة أبنائهم صغارًا والصبر على أمراضهم ونوبات غضبهم؛ لذلك فإنهم يستحقون أن يُرد الجميل لهم بأفضل صورة، وأن نبرهم بكل أشكال البر.
تقديم الاحتياجات الصحية للوالدين من كبار السن يحتاج صبر وحكمة بالغة في التعامل معهم، وذلك من خلال إدراك ما يحتاجونه تمامًا واتخاذ القرارات المباشرة فيما يتعلق بصحتهم وأمانهم داخل المنزل وخارجه، وفيما يأتي بعض الأمور التي يجب مراعاتها:
المحافظة على الرعاية الصحية الجيدة داخل المنزل إذا كان الوالدان بحاجة لها بالفعل من قِبل شخص مختص بذلك؛ كممرض أو طبيب مختص أو من قبل أحد الأبناء القادرين على ذلك.
الحرص على الرعاية النفسية، حيث إن الرعاية النفسية مهمة جدًا كما الرعاية الجسدية لذا يجب على الأبناء تشجيع والديهم على الحركة باستمرار والقيام بالأنشطة البسيطة بأنفسهم.
خلق بيئة آمنة وصحية لكبار السن لأنهم في معرّضون للإصابة بالفيروسات أكثر من غيرهم؛ لذا يجب الاهتمام بنظافة البيئة المحيطة بهم والتهوية الجيدة لغرفة معيشتهم وفراشهم الخاص.
في بداية الأمر يجب أن يُدرك الأبناء أنّ تقديم الرعاية واحترام والديهم ليست خدمةً تجاههم وإنّما هي واجبٌ عليهم وردٌ لمعروف الوالدين اللذين أفنيا طوال عمرهم في رعاية أبنائهم وتأمين كافة متطلباتهم.
فاحترام الوالدين وتكريمهما يتطلب قيمًا وأسسًا أخلاقية يتم تنشئة الأبناء عليها منذ الصغر بغض النظر عن الديانة والمجتمع والبيئة المحيطة، إذ يشار إلى أنه يجب التعامل مع الوالدين دون جرح مشاعرهم بألفاظ سيئة أو إشعارهم بالعجز والضعف، بالإضافة إلى تقديم الرعاية دون أن يطلب الوالدان ذلك، إلى جانب إكرامهما بأفضل ما يمكن والابتعاد عن إهانتهم حتى لو اختلف الأبناء مع والديهم في الرأي.
الاستماع إلى الوالدين في سن الشيخوخة والتعامل معهم ليس أمرًا سهلًا بالتأكيد، حيث يحتاج ذلك إلى وقت وجهد كبيرين وخاصة أن الوالدين في هذه المرحلة يميلون أكثر إلى العناد والنسيان والتشكيك في محبة أولادهم في بعض الأحيان؛ لذا يجب التحلي بالصبر، والحرص على الاستماع الجيد لهم وإظهار الانتباه لهم دائمًا، وتقديم الدعم المعنوي لهم، ومحاولة الحديث معهم والاستماع لهم بلطف وحب، وقضاء وقت ممتع معهم.
يحتاج الوالدان في سن الشيخوخة إلى رفيق يسمع لهم ويجلس بجوارهم أكثر من أي وقت مضى؛ لذا يجب أن يحرص الأبناء على مشاركتهم الأنشطة اليومية خارج المنزل أو داخله، وهذه بعض النصائح فيما يتعلق بذلك:
ممارسة الرياضة المناسبة لوضعهم الصحي؛ كالمشي والاعتناء بحديقة المنزل.
المساعدة في إعداد وجبات الطعام وأعمال المنزل السهلة وترتيب وتنظيم غرفهم وأدويتهم. قراءة القصص والحكايات القديمة على الأطفال في المنزل أو الأبناء والحديث عن طفولتهم وشبابهم.
في حقيقة الأمر تتعدد الآراء حول وضع الآباء في دار المسنين تبعًا للثقافات والأديان والمجتمعات والظروف المحيطة بالوالدين، ولكن يجب الاتفاق أنّ وضع الوالدين في دور الرعاية لا يعني إهمالهم من قبل أبنائهم والتخلي عنهم، حيث إن هناك حالات معينة يكون فيها بقاؤهم في دار المسنين أفضل لهم، مثلاً عندما يعجز الأبناء عن تأمين المتطلبات الأساسية للرعاية الصحية والاهتمام بطعامهم وشرابهم وذلك في حالات الفقر والعجز المادي.
يمكن وضع الآباء في دور الرعاية أيضًا عند حاجة الوالدين إلى رعاية صحية وطبية أفضل وعدم تمكّن الأبناء من توفير ذلك في المنزل، فدور الرعاية أصبحت تُقدم هذه المتطلبات بحرفية ومهنية عالية في الوقت الحالي.
وكذلك عند عدم الوفاء من الأبناء والتخلي عن والديهم بكل قسوة فيلجأ الآباء بأنفسهم إلى دار المسنين لاهتمام بهم ومشاركتهم الأنشطة اليومية، أو عند عدم ترحيب الأولاد بوالديهم في حياتهم، حتى يغدو الوالدين حمل وثقل على الأبناء.
وجود الوالدين من كبار السن نعمة عظيمة وبركة تحل على المنزل، فليس أجمل من مشاركتهم الحديث والاستماع لقصصهم الجميلة وذكرياتهم العظيمة ومن واجبنا نحو الوالدين في مرحلة الشيخوخة تجاههم الحفاظ عليهم وتوفير سبل العيش الكريم لهم، ويجب أن يتذكر الأبناء أن الجزاء من جنس العمل لذا سيمرون حتمًا في هذه المرحلة وسيحتاجون للمساعدة من أبنائهم، فإذا كان باستطاعة الأبناء الاعتناء بوالديهم ماديًا ومعنويًا في هذه المرحلة لا يوجد مبرر لهم لتركهم، على العكس يجب تكريس جُلّ وقتهم لوالديهم وتلبية طلباتهم بكل و
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 09:09 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-94622.htm