عبدالخالق البحري -
فريق طبي اسباني يجري عمليات نوعية نادرة في مجال جراحة المناظير بهيئة مستشفى الثورة العام بصنعاء
40-60 عملية جراحية نادرة تجرى مجاناً في قسم الجراحة بالهيئة
د. العنسي: الهدف من استقطاب البعثات والوفود الطبية العربية والعالمية هو تدريب الكادر الطبي اليمني
البروفيسور الاسباني: عمليات سرطان ألمري والمعدة لا تجرى إلا في 20% من المستشفيات الأوروبية والأمريكية المتقدمة

يزور الجمهورية اليمنية حاليا وللمرة الثانية فريق طبي وفني اسباني برئاسة البروفيسور/ كارلوس بايستا لويز رئيس مركز برشلونة لجراحة المناظير في اسبانيا عضو الجمعية العالمية لجراحة المناظير، والذي تستضيفه على مدى أسبوعين هيئة مستشفى الثورة العام بصنعاء.
وسيجري الفريق الطبي الاسباني عدد من العمليات الجراحية النوعية والمعقدة والنادرة للجهاز الهضمي بالمناظير والتي تجرى لأول مرة في اليمن ولا تجرى إلا في المستشفيات الأوروبية والأمريكية المتقدمة، كما يقوم الفريق الطبي بتدريب وتأهيل الكادر الطبي والفني اليمني بهدف اجراء عمليات مماثلة في المستقبل القريب.
لمعرفة المزيد عن نوعية العمليات التي سيجريها الفريق الطبي الاسباني في اليمن مجاناً من خلال لقاءاتنا بعدد من المختصين في هيئة مستشفى الثورة العام بصنعاء فإلى التفاصيل:
لقاءات وتصوير/ عبدالخالق البحري

عمليات نوعية
الدكتور/ احمد قاسم العنسي مدير عام هيئة مستشفى الثورة العام بصنعاء يقول بأن الفريق الطبي الاسباني يزور اليمن وتحديداً قسم الجراحة بهيئة مستشفى العام بصنعاء للمرة الثانية، والتي يهدف من خلالها إجراء وتنفيذ عمليات جراحية نوعية ومجانية عن طريق المناظير.
وأشار الدكتور العنسي إلى أن الفريق سيجري ما يقرب من 40-60 عملية جراحية نوعية نادرة تجرى لأول مرة في اليمن بالإضافة إلى تدريب الكادر الطبي اليمني في هذا المجال، حيث سيجريها البروفيسور/ كارلوس بايستا لويز رئيس مركز برشلونة لجراحة المناظير اكبر استشاري عالمي في مجال جراحة مناظير الجهاز الهضمي.
وأفاد الأخ مدير عام هيئة مستشفى الثورة العام بصنعاء بأن الهدف الأساسي من استقطاب البعثات والوفود الطبية العالمية هو تعليم وتدريب وتأهيل الكادر الطبي اليمني للقيام بمثل هذه العمليات الجراحية النوعية ونحن بدورنا وبحسب إمكانياتنا نقوم بتوفير المستلزمات والتجهيزات المطلوبة، من خلال إمكانيات الهيئة أو من خلال علاقاتنا الخارجية مع الدول الصديقة والشقيقة.. فنحن نسعى حاليا إلى استقطاب العديد من الوفود والبعثات العربية والعالمية إلى اليمن لإجراء عمليات نوعية في بلادنا وكذا توفير عدد من الأجهزة والمعدات الطبية الحديثة لمواكبة التطورات العالمية في مجال الطب وتكنولوجيا الصحة.
تجرى لأول مرة
من جانبه يشير الدكتور/ أسامة احمد السنيدار – نائب رئيس قسم الجراحة بهيئة مستشفى الثورة العام بصنعاء إلى أن هناك خطة من قبل إدارة المستشفى لتطوير قسم الجراحة وخاصة في مجال جراحة المناظير وتعتبر هذه العملية الأولى من نوعها تجرى في الجمهورية اليمنية، أيضا تم إزالة عملية (الذمل) أو التهاب وصديد البنكرياس بالمنظار، وتعتبر أول عملية تجرى في اليمن، وعملية أخرى إزالة حصوات القنوات المرارية وذلك بإزالة قنوات المرارة وإزالة الحصوات في نفس الوقت. أيضا تم إجراء أكثر من 21 عملية جراحية ونوعية ونادرة في اليمن على مدى ثلاثة أيام حيث تستمر العملية مابين 4-5 ساعات وتعتبر من أطول العمليات لأنها بحاجة إلى دقة متناهية بل وتعتبر من أصعب العمليات في العالم بالإضافة إلى إجراء عمليات أخرى والمتمثلة بعمليات فتق الحجاب الحاجر والتي تجري بشكل عادي وعمليات الفتق المقدبني بالمنظار توصيل المعدة مع الأمعاء إزالة أورام المعدة بالمنظار أيضا إزالة سرطان المستقيم بالمنظار.
تدريب الكادر اليمني
وأشار الدكتور السنيدار بأن البروفيسور الاسباني وفريقه الطبي سيقوم بإجراء العمليات مع تدريب الكادر الطبي اليمني أثناء تنفيذ العمليات لكي ينقل خبراته ومهاراته وإمكانياته العلمية والطبية للكادر الطبي اليمني في قسم الجراحة بهيئة مستشفى الثورة العام بصنعاء، كما ان هناك بوادر اتفاق لإرسال كادر طبي يمني للتدريب والتأهيل في مركز برشلونة الطبي لجراحة المناظير، وهذا المقترح وفق خطة مدروسة من قبل إدارة المستشفى ليتم تفعيلها خلال المرحلة المقبلة لكي تعم وتشمل الاستفادة اكبر، لأن الطبيب بحاجة ماسة للتدريب والتأهيل التخصصي لا يقل عن ثلاثة اشهر حتى يتم الاستيعاب وتلقي المهارات بشكل صحيح ومتكامل، والتدريب.
وتابع الدكتور أسامه قوله بان الأمور ماشية وفق خطة لتوزيع جراحة المنظار حيث تم شراء جهاز جديد للجراحة ويتم إجراء من 3-4 عمليات يومياً كجراحات أساسية للمناظبر لكن الحالات المتقدمة يتم التحضير لها والتنسيق والترتيب ووقت أيضا لإجراء العملية لان هناك غرفة واحدة لإجراء العمليات الجراحية، وخطة الهيئة المستقبلية تسعى إلى إنشاء وتجهيز ثلاث غرف عمليات مزودة بالمناظير، وهذا سيتيح فرصة أمام الأطباء لإجراء عدد اكبر من العمليات بشكل نوعي ودقيق ومتمكن وهناك أجهزة حديثة ومتطورة لإجراء عمليات المناظير في الهيئة أحدث ألأجهزة على مستوى الجمهورية اليمنية حيث تجرى العمليات بمبالغ زهيدة وشبه مجانية.
خطة مستقبلية
وعن الخطة المستقبلية يفيد الأخ نائب رئيس قسم الجراحة بهيئة مستشفى الثورة العام بأن هناك خطة مستقبلية تعتمد على حاجتين الأولى أولا تدريب الكادر البشري، بهدف تنويع وتطوير العمل الجراحي، وان يكون متوفر للجميع، وقد تم تنفيذ ورشة عمل وطنية لتدريب الكادر الطبي الوطني في مجال إجراء العمليات الجراحية بالمناظير ونفذت لأول مرة وان شاء الله نعمل حاليا على تنفيذ ورشتي عمل تدريبية في السنة لتأهيل الكادر الطبي اليمني لتدريب الكادر الطبي والفني حول كيفية صيانة العهدة وكيفية التعامل معها واستخدامها الاستخدام الأمثل بالإضافة إلى اعتماد دورات خارجية.
المستشفيات الأوروبية والأمريكية المتقدمة
البروفيسور/ كارلوس بايستا لويز رئيس مركز برشلونة لجراحة المناظير في اسبانيا يفيد بأنه لاحظ خلال زيارته الثانية لليمن تغير نوعي كيفي للكادر الطبي اليمني في مجال الجراحات الدقيقة، حيث تم أمس إجراء عملية نادرة ونوعية في هيئة مستشفى الثورة العام بصنعاء وهي إزالة سرطان المعدة كاملاً بالمنظار وتوصيل المريء بالأمعاء بعد إزالة السرطان بالمنظار ويرى أن هناك تحسن ملحوظ ومتميز في قسم الجراحة بالهيئة سواء من حيث الإمكانيات والتجهيزات والمستوى المتمكن للكادر الطبي والفني اليمني، مشيداً بإدارة المستشفى الثورة في تعزيز وتوسيع التنسيق والتعاون الطبي والصحي القائمة بين البلدين منذ الأزل بين اليمن واسبانيا وخاصة في المجالات الطبية والصحية، وتأتي زيارته لليمن بهدف إجراء عمليات معقدة ونادرة للجهاز الهضمي عن طريق المناظير بالإضافة إلى تدريب وتأهيل الكادر الطبي والفني اليمني لإجراء عمليات نوعية ونادرة في هذا المجال.
وقال البروفيسور الاسباني أن الحالات التي تم التحدث عنها سابقاً والمتمثلة بعمليات سرطان ألمري والمعدة لا تجرى إلا في 20% من المستشفيات الأوروبية والأمريكية المتقدمة نظراً لنوعيتها وتقعيداتها الدقيقة.
ويعتقد البروفيسور انه كل ما كان الجراحين والممرضين متعاونين أكثر ومستواهم العلمي متقدم يمكنهم في المستقبل إجراء مثل هذه العمليات النوعية والمعقدة في اليمن. والدليل على ذلك عمليات الحجاب الحاجز ففي العام الماضي تم تدريب الكادر الطبي اليمني على كيفية إجراء مثل هذه العمليات عند الزيارة الأولى لليمن وبالتطبيق العملي أصبح هذا العام الكادر الطبي اليمني في مستشفى الثورة العام يجري هذه العمليات بكفاءة، أن شاء الله السنة القادمة سيتم إجراء عمليات نوعية أفضل ومستوى أعلى وجراحين يمنيين أكثر.
حب الإطلاع
وأكد البروفيسور الاسباني أن الكادر الطبي اليمني عنده الطموح وحب الإطلاع والتعليم المستمر للحصول عل كل جديد ومفيد واكتساب مهارات طبية جديدة، فهناك تقبل وتلهف وطلب للمعلومة برغبة وبشكل ملفت وملحوظ سواء الكادر الطبي أو الفني في كيفية التعامل مع الأجهزة والمستلزمات والمريض بالشكل المطلوب، وزيارته هذا تهدف إلى رفع المستوى الطبي والفني في اليمن لكي يماثل نظرائه في المستشفيات الأمريكية والأوروبية.
مفيداً بأن هناك إمكانيات في المستشفى لإجراء عمليات جراحية متقدمة ونوعية فهناك أسس وقواعد ممتازة للإمكانيات المتاحة، وقريباً سيصبح الجراح اليمني يجري عمليات معقدة في مستشفى الثورة العام بصنعاء، منها عمليات القنوات المرارية بالمنظار، هناك تطور ملحوظ مابين العام الماضي وهذا العام في عملية التدريب للكادر الفني والطبي اليمني، ودعا البروفيسور الاسباني الكادر الطبي اليمني ومواصلة التأهيل والتدريب المستمر بالإضافة إلى توفير الإمكانيات المطلوبة لإجراء العمليات المعقدة والنوعية، مفيداً بأنه بزيارة المحويت (الطويلة)، وبني مطر، وبيت بوس وزار جزيرة سقطرى ومحافظة عدن، كوكبان، جبلة ومختلف المناطق السياحية في اليمن، الذي أعجب واندهش بسحر الطبيعة والمناخ في اليمن/ مفيداً بأن اليمن تزخر بمقومات سياحية عظيمة جداً لا توجد في أي مكان في العالم، ولا تحتاج إلى تعزيز المستوى الأمني في المؤسسات العامة.
من جانبها أشارت الممرضة جيما يو المتخصصة في مجال التمريض باسبانيا إلى أهمية تأهيل الكادر الفني والطبي اليمني وتوفير الإمكانيات المطلوبة لكي يقوم بعمله على أكمل وجه، مفيدة بأن اليمن لا تزال تحتفظ برونقها وخصوصياتها السياحية وكنوزها السياحية الساحرة، من حيث القدم والأصالة والحضارة العريقة في القدم والتي حافظت على وضعها السياحي، كما لاحظت التزام المرأة اليمنية بأصالتها وعاداتها وتقاليدها التي تميزت بها عن النساء الأخريات في الدول العربية وجعلتها تتميز عن أخرياتها في مختلف دول العالم، ولاحظت هذه المميزات من خلال حضورها بعض الأعراس اليمنية ومشاركتها في مختلف التجمعات النسوية في بلادنا، وإشكاليات اللغة هي الحاجز للتعرف أكثر عن بعض أسرار المرأة اليمنية.
عمليات تضاهي الدول المتقدمة
أ.د ناجي الفهد استشاري جراحة مناظير أستاذ بجامعة صنعاء: اهتمامات المستشفى على أساس ان هي حالات اسعافية، ونحن مهتمين بالحالات التشخيصية والعلاجية، والجراحية، حيث تم عمل بحث علمي للمقارنة ما بين اليمن وجمهورية موسكو، واتضح أن نسبة العمليات التي أجريت في مجال جراحة المناظير في اليمن بالنسبة للعمليات الجراحية التي أجريت في الخارج، والتي تفيد ان نتائج العمليات التي جريت في اليمن تقارب نتائج العمليات التي أجريت في الخارج من حيث الكم والكيف رغم محدودية الإمكانيات باعتبار ان موسكو من الدول المتقدمة. وجراحات المناظير في اليمن تعتبر قفزة نوعية في عالم الطب المتقدم، والفريق الزائر هذا أضاف إلى خبرتنا معلومات وخبرات جديدة ومدارس متعددة في مجال جراحة المناظير وكانت الفكرة مكتملة، إلا إننا نعاني من شحة الإمكانيات والمستلزمات الطبية فقط. مع ان البروفيسور الاسباني جاء بأدواته وتجهيزاته الخاصة بإجراء العمليات التي لا نملك مثل هذه التجهيزات والأدوات نتمنى من الجهات المعنية توفيرها حتى يتم بالعفل إجراء مثل هذه العمليات النوعية والدقيقة التي تضاهي في مستواها الدول الأوروبية والأمريكية المتقدمة.
البروفيسور/ كارلوس بايستا لويز في سطور
رئيس مركز برشلونة لجراحة المناظير في اسبانيا - عضو الجمعية العالمية لجراحة المناظير
يعتبر من اشهر الجراحين في اسبانيا، واكبر جراح في مجال عمليات جراحة السمنة، وفي الجراحات المتعددة - عضو الجمعية العالمية لجراحة السمنة - عضو الجمعية الأوروبية لجراحة المناظير-عضو الجمعية العالمية لجراحة القنوات الصفراوية -يعتبر أول جراح في العالم استطاع إزالة سرطان المعدة بالمنظار في العام 1993م.
وانه خلال زيارتهم لليمن تم الالتقاء بالاخ/ عبدالرحمن الاكوع امين العاصمة لبحث امكانية الوصول الى ابرام اتفاقية توئمة بين مدينة غرناطة الاسبانية التي هي مليئة وغنية بالتراث الاسلامي المشهور طبعاً وبين مدينة صنعاء يتم التوقيع عليها مستقبلاً . وسيتم تنسيق زيارة وعقد لقاءات بين عمدة غرناطة وامين العاصمة وتبادل الزيارات والتوقيع على الاتفاقية بحضور ومشاركة واشراف السفارة الاسبانية في صنعاء.