صنعاء نيوز - لعل كلمات الشاعر المصري/احمد سعدالدين أبو رحاب عبرت عن بعض خوالج النفس في مصابها برحيل فقيد جامعة عدن والوطن الدكتور/مختار حسن أبوبكر بم لصفوح الأمين العام المساعد لجامعة عدن حين قال:

الإثنين, 04-يوليو-2011
صنعاء نيوز/عدن/نصر باغريب -

لعل كلمات الشاعر المصري/احمد سعدالدين أبو رحاب عبرت عن بعض خوالج النفس في مصابها برحيل فقيد جامعة عدن والوطن الدكتور/مختار حسن أبوبكر بم لصفوح الأمين العام المساعد لجامعة عدن حين قال:

رحل الصباح
وتفجرت شمس الجراح
والحب راح
فارحل هنيئا, ضاحكا مستبشرا
واذهب سعيدا, ولتدع لقلوبنا نحن النواح
....................
نعم..، دعوا لقلوبنا البكاء والنواح، فمن لنا غير (المختار) صباح، فالحب راح، فقد جفت دموع الحزن والبكاء وبقيت ذكرى مختاراً بالقلب عزاء.
تلك كانت مشاعري ومشاعر أحبة، وأصدقاء وأهل، وزملاء، وطلاب الدكتور/مختار بن لصفوح الذين تقاطروا إلى مجلس العزاء في قاعة المؤتمر الشعبي فرع جامعة عدن بخورمكسر مساء اليوم، وكأن الطير يتخطفهم.
في مجلس العزاء خيم الوجوم على الجميع فالصدمة بفقدان (المختار) لم يستوعبها أحدا بعد، رغم القبول والرضى بقدر وقضاء الله، وحالهم عبر عنه الشاعر/أبي الحسين التهامي بقوله:

حكم المنية في البرية جاري ### ما هذه الدنيا بدار قرار
بينا يُرى الإنسان فيها مخبراً ### حتى يرى خبراً من الأخبار
طُبعت على كدر وأنت تريدها ### صفواً من الأقذاء والأكدار!!
ومكلف الأيام ضد طباعها ### متطلب في الماء جذوة نار
وإذا رجوت المستحيل فإنما ### تبني الرجاء على شفير هار
فالعيش نوم والمنية يقظة ### والمرء بينهما خيال سار
فاقضوا مآربكم عجالاً إنما ### أعماركم سفر من الأسفار
وتراكضوا خيل الشباب وبادروا ### أن تسترد فإنهن عوار
.................
ويتوافق قول الشاعر/أبي الحسين التهامي (القرن الخامس الهجري)، مع مايجول في قلب كل من عرف الدكتور/مختار حسن بن لصفوح أو تعامل معه، فالرجل لقي ربه وهو في ربيع عمره وعقده الأربعين، وفي قمة عطاءه الفكري والعملي، ويصف الشاعر تلكم المشاعر بأبيات – تقطع القلب – فيقول:

يا كوكباً ما كان أقصر عمره ### وكذاك عمر كواكب الأسحار
وهلال أيام مضى لم يُـستدر ### بدراً ولم يمهل إلى الأسحار
عجل الخسوف إليه قبل أوانه ### فمحاه قبل مظنة الإبدار
واستُـل من أترابه (أحبته) ### كالمقلة اسـتُلت من الأشفار
فكأن قلبي قبره وكأنه ### في طيّـه سر من ألأسرار
إن الكواكب في علو مكانها ### لترى صغاراً وهي غير صغار
(صديق) المعزى بعضه فإذا مضى ### بعض (الصديق) فالكل في الآثار
أبكيه ثم أقول معتذراً له ### وُفّـقتَ حين تركتَ (الأحبة) دار
جاورتُ (غربائي) وجاور ربه ### شتان بين جواره وجواري
..............
ولكن هيهات أن ننسى (مختاراً) فحنايا القلب موئله، حتى وان أنفض مجلس العزاء اليوم فثمة مجلساً لاينفض أبداً في الروح، هو قابعا فيه، متربعا لايتزحزح ولاينفض، من قبل أن يبارح دنيانا الفانية مساء يوم الخميس 30 يونيو2011م، أثر أزمة قلبية مفاجئة ألمت به وهو يؤدي واجب تقديم التهاني بمناسبة زواج أبن أحد أصدقاءه.
آيا (مختارا) نم قرير العين فهاهم محبيك وأصدقائك أوفياء لك ولذكراك العطرة، وهاهو صديقك العزيز الدكتور/عبدالعزيز صالح بن حبتور رئيس جامعة عدن، متماسكا صلبا كما عهدك به دائماً سيظل ذاكراً لك، ومواصلاً لمشوار بداناه معاً في العمل والتطوير في جامعتك (جامعة عدن) التي طالما عشقتها حتى أنستك الاهتمام بصحتك وحياتك الخاصة.
وأني أرى اليوم الكثير والكثير من الوجوه التي أحبتك واحترمتك تأتي لتقديم واجب العزاء وتتراحم عليك وتتعهد بالوفاء لك، ولم يتوقف أبناءك وصديقك العزيز عبدالعزيز بن حبتور عن استقبال المعزين وتقبل العزاء أو تلقي المكالمات الهاتفية المعبرة عن الأسى والحزن لفراقك من داخل وخارج البلاد، وهم جميعاً محتسبين لله قضاءه وقدره، وصابرين في هذا المصاب الجلل.
ومن الأسماء التي تمكنت من مشاهدتها في مجلس العزاء: اللواء/ناصر منصور هادي وكيل أمن محافظات عدن ولحج وأبين، واللواء الركن/سالم علي قطن نائب رئيس هيئة الأركان العامة بوزارة الدفاع، والسفير/محمد هادي عوض نائب وزير الخارجية الأسبق، والدكتور/مهدي عبدالسلام عضو مجلس النواب، والأخ/أنصاف علي مايو عضو مجلس النواب، والشيخ/محسن محمد بن فريد الأمين العام لحزب رابطة أبناء اليمن، والدكتور/صالح الصوفي وكيل وزارة التربية والتعليم، والدكتور/الخضر ناصر لصور مدير عام مكتب الصحة في عدن، والأخ/عوض صالح امشبح الأمين العام للمجلس المحلي بمديرية خور مكسر، والدكتور/فضل الربيعي مأمور مديرية دار سعد، والدكتور/خالد عبدالكريم مدير عام قناة عدن الفضائية، والكابتن طيار/ الشيخ حسين علي ذيبان الشخصية الاجتماعية، والأستاذ/عبدالله منصور بن سفاع مدير عام التعليم الفني والمهني مستشار محافظة عدن، والأستاذ/إبراهيم علي هيثم مدير عام الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة، والدكتور/محمد رجب أبو رجب ممثل منظمة التحرير الفلسطينية، والأستاذ/أبوعلي مصطفى نائب مسئول مكتب الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في اليمن، والأستاذ/عثمان كاكو رئيس نقابات عمال الجمهورية فرع عدن، والعميد/محمد علي سمنتر قائد أمن منطقة دار سعد، والدكتور/مصعب الصوفي نائب مدير عام شعبة مكافحة المخدرات بوزارة الداخلية، والعميد/علي سالم العري مستشار محافظ عدن، والأستاذ/محسن سالم مكيش الحيدري مدير عام مكتب الإعلام بعدن، والأخ/عوض أحمد عمر الهيج مدير عام فرع المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية بعدن، والأخ/أوس عبدالله مسعود مدير عام دائرة تسويق النفط الخام، والأخ/أوسان عبدالله العود مدير إدارة حقوق الإنسان في وزارة الخارجية.
ومن الأسماء التي حضرت مراسم تقبل العزاء الدكتور/سليمان فرج بن عزون نائب رئيس الجامعة للشئون الأكاديمية، والدكتور/محمد أحمد العبادي نائب رئيس الجامعة لشئون الطلاب، والدكتور/خليل إبراهيم محمد الأمين العام للجامعة، والدكتور/فضل ناصر مكوع رئيس نقابة أعضاء هيئة التدريس بجامعة عدن، والدكتور/محمد غرامة الراعي الحميقاني مدير مركز الإدارة الصحية بالجامعة، والأخ/وهيب مهدي عزيبان نائب مدير عام مطبعة الجامعة، وعدد من عمداء الكليات ومدراء عموم المراكز العلمية، ومدراء عموم الإدارات العامة بالجامعة، وحشد من أساتذة الجامعة وموظفيها وطلابها. وعدد من أعضاء المجالس المحلية بمحافظة عدن، والشخصيات الاجتماعية والمسئولين بالمحافظة.
تلك الأسماء وغيرها الكثير ممن شاركوا أسرة الفقيد وجامعة عدن في مصابها الجلل دلالة أكيدة وشاهدة على مدى حب وتقدير الناس لـ (المختار) الذي اختاره الله، ولله ماشاء فعل وقدر، وهي حكمة الله، ليس لنا فيها علم، وبين الحياة والموت تكون حكمة الخالق في المخلوقات كلها، وفي الأمكنة، لاتفيد معها زيادة في سنين العمر أو نقصانها، إذا أدى الإنسان رسالته في الدنيا ورحل، وترك كل شيء وراءه إلا من عمله وذكراه الطيبة، وتراثه النير الذي يستفاد منه الآخرين من بعده، وبذلك يقول الشاعر الأندلسي/أبو البقاء الرندي:

لِكُل شَيءٍ إذا مَا تَم نُقْصَانُ
فَلا يُغَر بِطيْبِ العَيْشِ إنْسَانُ
هيِ الأمُوْرُ كَمَا شَاهَدْتُهَا دُوَلٌ
مَنْ سَرهُ زَمَنٌ سَاءَتْهُ أزْمَانُ
وهَذِهِ الدارُ لا تُبْقِي عَلِى أحَدٍ
وَلاَ يَدُوْمُ عَلى حَالٍ لَهاَ شَانُ
يَا غَافِلاً وَلَهُ فِي الدّهْر مَوْعِظَةٌ
إنْ كُنْتَ فِي سِنَةٍ فالدّهْرُ يَقْظَانُ
............................

أن الموت حق ولا راد لقضاء الله، تبدأ الحياة وتينع أغصانها في عمر الإنسان تم تنتهي بالموت، وهذه حكمة الله، وبدأها الفقيد (المختار) في مدينة عدن بميلاده في 28/3/1965م، وانتهت مساء يوم الخميس 30 يونيو2011م في مقبرة أبو حربة بمديرة الشعب م/عدن، وكانت بحق حياة مفيدة للناس وأدى رسالة حياته لصالح الآخرين، شغل خلالها منصب الأمين العام المساعد لجامعة عدن، وأستاذاً محاضراً في قسم إدارة الأعمال بكلية العلوم الإدارية بجامعة عدن، إضافة إلى أنه تولى عدة وظائف قيادية خلال مسيرته المهنية وترك بصمات إيجابية واضحة فيها.
الفقيد الدكتور/مختار بن لصفوح، درس مرحلة الثانوية العامة بعدن (ثانوية بلقيس) 1983م مديرية الشيخ عثمان، والمرحلة الجامعية: بكالوريوس إدارة أعمال (كلية الاقتصاد و الإدارة 1989م)، في حين أنهى دراسة الماجستير تخصص إدارة الأعمال (كلية العلوم الإدارية)2001م، وحصل على درجة الدكتوراه عام 2009م من جامعة الهند.
وللفقيد العديد من المساهمات في تطوير الإدارة الجامعية، وله مشاركات كثيرة في مؤتمرات وندوات علمية وحلقات نقاش وقدم فيها العديد من الأوراق العلمية والمداخلات الفكرية.
نسال الله عز وجل أن يتقبل الدكتور/مختار حسن أبوبكر بن لصفوح برحمته مع الشهداء والصديقين، ويسكنه فسيح جناته، ويلهم أهله وذويه وأصدقاءه وطلابه ومحبيه الصبر والسلوان، انا لله وانا إليه راجعون.
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 03:03 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-9533.htm