صنعاء نيوز - انا شخصيا لا يزعجني كثرة الائتلافات ولا التنظيمات، ولا الاحزاب، ولا القيادات، فان كان البعض يتشائم من الكثرة  تحت دعاوي العصي المجتمعة، او تحت مبررات الامة الواحدة،

الإثنين, 04-يوليو-2011
صنعاء نيوز/فيصل علي -

انا شخصيا لا يزعجني كثرة الائتلافات ولا التنظيمات، ولا الاحزاب، ولا القيادات، فان كان البعض يتشائم من الكثرة تحت دعاوي العصي المجتمعة، او تحت مبررات الامة الواحدة، او تحت مسمى عنوان الوحدة الوطنية.. ياسادة دعوني اخبركم ان شباب اليمن اليوم يصنعون تغييرا حضاريا مهما بينما اقرانهم في المنطقة ينامون في العسل ولا يجرئون قول كلمة حق لابائهم او لمدرسيهم في الجامعات وكلما ستطيعون نطقه هو " طال عمرك واقول يا الشيخ .. ولا يقولون بعدها شيء" ، الا ان شبابنا يقولون للحاكم ارحل، ويواصلون صمودهم الى ان يحققون اهدافهم، انها الحقيقة ياسادة هنا شباب اليمن يتفجرون فكرا وحرية تمتلئ صفوفهم بالقيادات.. وهذا هو سر العظمة، وهذه هي الظاهرة الصحية التي انا بصدد رصدها وايضاح فكرتها اننا اليوم امام شباب يطاولون السماء بقوتهم وصمودهم وشموخهم . واود التاكيد على ان كثرة القيادات وقوة الاراء وتعددها يعني ان لا احد سيتحكم في اراداتهم لا اقليميا ولا دوليا.
في الاقليم المحيط بينما ياخذون عنا فكرة مغلوطة يعرفون الشاب اليمني انه فقير يعمل سائقا، او حارس عمارة ،او حمالا، او عامل في محل ، وهذا ما راوه في اسواقهم، ولم يحاولوا الاقتراب من اؤلائك الشباب او حتى محاورتهم ليجدوهم افكارا متنورة، وعقول متفتحة لكنها ظروف العيش التي اجبرتهم على تلك الاعمال، ولان قيادة بلدهم كانت غارقة في سرقة الثروة وتهريبها بنظر ورعاية قيادة دول الاقليم التي حرص بعضها على استمرار اليمن في دوامة الفساد فدعموا القيادة الفاشلة التي اوصرتنا للدولة الفاشلة. لكنهم حقيقة الى الان لم يتعرفوا على ماذا يجري عن قرب وكل معلوماتهم شبه مغلوطة.
يا اصحاب المبادرات الركيكية دعوني اخبركم شيئا لتتعلموا كيف تتعاملون مع الشعب اليمني من 2011 وما بعدها وان تنسوا من كان يتعامل معكم فقد انتهى زمنهم للابد .. وفكروا معي في هذه المسألة : بينما تفجر توكل كرمان ثورة في اليمن وتقود معارضة "على السلطة والمعارضة" بكل قوة لانجاز النصر للثورة اليمنية، نجد العنود الحجازية تحاول ان تطل براسها على الواقع الذي كبلها بقيود لا متناهية من الحرام والعيب واشياء ما انزل الله بها من سلطان، بل وتحاول ان تقود السيارة كما قادت جدتها البعير قبل سبعون عاما خلت، وفي نفس الوقت تطالب سلوى المطيري بشراء ازواج حلوين لتحسين النسل في الكويت، وشراء جواري للتخفيف عن المجتمع الكويتي مخاطر الزنا.. اليمن اليوم في حالة ثورية خلاقة تنتج قادة في كافة المجالات الساحات صنعت قادة جدد في صفوف الاحزاب والمنظمات والمستقلين انها اليمن فافسحوا المجال لشبابها القادمين لقيادة بلدهم بدون وصاية من احد.
اننا امام ظاهرة صحية بكل المقايسس وهذا هو حال اليمن التي ضلت خلال المائة عام المنصرمة في منأى عن العالم في ضل سياسات فاشلة ارهقت الناس واستهلكت طاقاتهم ،لكن المارد هاهو ينطلق من جديد بعد جهود بذلت سرا وعلانية لتربية هؤلاء القادة الجدد ليتحملوا مسئولية البناء الحضاري لبلدهم ويكونا القدوة لمن سواهم . يتجرع البعض الغصص من كثرة الاختلافات وتعدد الروئ في الساحات لكننا نقول لهم دعوا الساحات وشانها دعوا الخوف والقلق فالتعدد الفكري والتنوع القيادي والتمازج الثقافي هو من سيصنع مجتمعا خاليا من العقد والاوهام بحيث نستفيد من كل المكونات كشعب متطلع للتغير نحو الافضل .
ما يعاب هو التصرف بنزق والتصادم على ابسط الاشياء وتسفيه الاخرين وهذا ما نرفضه جملة وتفصيلا، كما نرفض الاقصاء ايا كان مصدره فردا او جماعة، كما ان الوسوسة الزائدة هي من تخلق حالة اختناق وامتعاض في هذا الوسط الثوري الهائج، ولطرد هذه الافكار المزعجة لدينا اشياء هامة علينا تذكرها ومنها: بقية الجيش مازالت بايدي الابناء ولا زالوا يسطيرون على وسائل حربية قاتلة ،وهاهم كل يوم يحاربون منطقة، لكن المواطنين الغُبر يبلون بلاءً حسنا في كل موقعه، وبعد اليوم لا اسف على من يسقط من الحرس الملكي(سابقا الحرس الجمهوري) او من اقرانهم في الامن المركزي او من استعانوا بهم من البلاطجة، فلا يحارب اليوم شعبه الا من باع نفسه للشيطان ونسي الدنيا والاخرة.. وعلينا تذكر ان الثورة مالزالت لم تتخلص ممن حاولوا و يحاولون تنصيب انفسهم اوصياء على اليمن، ولا زالوا يدافعون عن الشرعية الدستورية وينتظرون الامر الشريف القادم من نجد ليسلموا ما تبقى بايدهم من رصاصات الغدر.
قد يتمثل الخلاف في استدعاء الماضي وهذا مرفوض مرفوض، واما ماكان لاستشراف المستقبل الغامض فهذا محمود ومرحب به لذا نامل ان نرقى في اختلافتنا وفي معالجة قضايانا العالقة.. علينا التخلص من افكار الرئيس واسرته فليسوا اقدر على فهم الواقع اليمني منا فالثورة اكبر من الاحزاب واكبر التنظيمات، واكبر من السلطة والمعارضة مجتمعيتين، انها ثورة شعب لا غضبة حزب كما يحب ان يسميها المرجفون، فكل شيء يصورنه ان ورائه الاخوان المسلمين وهذا غير صحيح مطلقا لكنها امراض توطنت في نفوس الرئيس وحاشيته واله وبعض من سار يحمل المباخر بين ايديهم.
يا سادة الثورة نجحت وصالح رحل او رُحل، او خرج في نزهة ابدية ولن يعود، لكن فسادة مازال يملاء الوطن وهذا وحده يكفي لان نلتف حول ما خرجنا لاجله وهو اسقاط النظام وتغيير الوضع برمته.. مازالت دول الجوار تريد فرض اجندتها على الوضع وتتعامل معنا بمنطق الجار المريض الذي يجب التعامل معه بحذر الخوف من انتقال العدوى، ولذا تقوم بعمل حجر صحي للمريض حتى تامن من انتشار الوباء الى اراضيها ،وتحاول مع قوى "الاستحمار" مجتمعة ان تفرض صلحا لا تقوم لليمن قائمة بعده كما فعلت مع الجمهوريين والملكيين واتت بالرئيس صالح ليحكم باسمها واسم كل من لايريد خيرا لليمن وشعبه. ان وحدة صفنا هي من ستحيل بينهم وبين ما يشتهون.
ايها الرائعون جميعا يا من شهدتم الغدر ورصاصاته تهشم الرؤوس وتفقأ الاعين واخذت خيرة الشباب من الساحة، الا يحتاج الشهداء منا وقفة مع انفسنا فيما نحن بصدده من خلافات لا تخدم ثورتنا وتصور لنا الوقائع على غير هد؟، اليست دمائهم امانة في اعناقنا ؟اليس اطفالهم امانة في اعناقنا؟ اليست بلدهم امانة فوق كل ذمة؟ اليس من حقهم علينا الوفاء لهم؟ اننا اليوم فقط حين نقف جميعا اما الخطوط العريضة لمطالبنا واهدافنا ونثابر لتحيق النصر المقدس سنكون حينها عند حسن ظنهم بنا واننا لنعلم علم اليقين انهم اكرم على الله منا جميعا، لذلك اصطفاهم الله ورزقنا من انوارهم ما يضيء لنا الطريق حتى نصل على هدى وبلا ضلالة.
الحب يجمعنا في هذه الساحات حبا لوطننا حبا لشعبنا العظيم الذي ضحى كثيرا حتى وصلنا الى هذه اللحظة النوارنية التي ابصرنا فيها العالم، وعرف الناس من نحن، وسقطت الاقنعة المزيفة وشاهت الوجوه العابسة التي شوهت صورتنا امام العالم، فلم يكن يعرف عنا في الخليج الا كما يعرف المصريين عن السودانيين من خلال الاعمال الدرامية "عبده البواب وعثمان الطباخ" فاكانت صورتنا عندهم على هئية قاسم البنشري الذي يلبس فوطة وشورت رياضي وسماطة على الراس ويتلكم بجلافة البدوي القادم من مجاهل اليمن السعيد‼ وعرفنا العالم الاخر على هيئة الشاب الملتحي المتطرف الذي يريد ان يقتل الكفار لذا عليهم ضربنا في كل قرية.. والسبب كله ذلك النظام المسخ الذي فعل كل ذلك بنية "ادفع لي وخذ ما تشاء"، الثورة وحدها من اعادت لنا الكبرياء والعزة ، ولذلك يجب ان تنتصر.. ومهما تنازلنا لبعضنا وحمينا بعضنا من كل من تسول له نفسه المساس بوحدة صفنا: شباب وشيب رجال ونساء ،حزبين ومستقلين/ وقبائل ومدنيين وعسكريين.. فكلنا خرج لنفس الهدف ولنفس الغرض. ان ثورتنا بحاجة الى حماس الشباب وخبرة وتوازن قادةالمشترك وحنكة العسكريين وثبات القبائل، وكفاح المدنيين .. ان المكر لكبير كبير لاطاقة للشباب بمواجهته وحدهم وهذه حقيقة يجب ان نضعها نصب اعيننا جميعا.
كما اننا نحب ان نووضح ان نجاح ثورتنا السلمية لابد وان ينتهي بعملية سياسية محنكة تضمن لنا النصر المؤزر، ولهذا نحن بحاجة الى المزيد من الصبر في مواجهة الاخطار، علينا ان ندرك ان النهاية هي استلام وتسليم.. وليس تفجير وتدمير، فلسنا نواجه استعمار وليست ثورتنا عسكرية حتى نهدم المعبد على الي فيه، النهاية هي استلام وتسليم كما حدث في كل الثورات السلمية.
الثورة قدرنا و اكمال المسيرة مهمتنا ونبذ الخلاف واجبنا .. وعلينا ان نترفع عن النزق والمراهقة السياسية وان نضع نصب اعيننا الدولة المدنية ذات النظام البرلماني، في ظل الحكم الفيدرالي لكافة المحافظات، ومجلس امن قومي يحرس مكتسبات البلاد في ظل تنمية اقتصادية تعتمد على الكادر البشري وطبيعة البلد ومواردها الطبيعية.. اننا بحاجة للدولة المدنية وهذه لن تاتي الا بنواتها الاولى، ولبناتها الاساسية وهي الاحزاب والمنظمات ، ومن هنا ادعوكم للانخراط في العمل السياسي والانتماء للاحزاب التي تتوافق مع طموحاتكم، او انشاء احزاب جديدة حتى يكون لنا من يمثلنا ونضمن مشاركة بعد الثورة لاجل استكما البناء.. ولا معنى لبقائنا مستقلين فلسنا مرشحين لمجلس النواب، نحن شعب وجماهير علينا ان ننظم صفوفنا حتى نستطيع ان نخاطب الكبير والصغير بكل صراحة ،نحن هنا لنشارك في الحكم وفي ادارة شئون البلاد وكل مفاصل الدولة خرجنا لنثبت اننا بقدر المسئولية وليس طيش شباب وليست ثورة عابرة، انها مسيرة شعب وميلاد امة من جديد بعثت لتواصل مسيرة اسلافها.



تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 27-سبتمبر-2024 الساعة: 06:12 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-9542.htm