صنعاءنيوز / م/ يحيى محمد القحطاني -
ﻷهمية السﻻم واﻷمن بين الشعوب والأمم، قامت الجمعية العامة للأمم المتحدة، بتحديد يوم 21 من سبتمبر من كل عام، كيوم عالمي للسلام واﻷمن، وهذا اليوم يعني الكثير للدول والشعوب، الذين طحنتهم الحروب والنزاعات واﻷطماع، وحب السيطرة وإستهداف الثروات، وإحتﻻل أراضي واجزر وموانئ الدول الضعيفة والفقيرة، من قبل الدول الغنية والقوية، اﻷمرالذي حفز القوى الخيرة المحبة للسﻻم، من التذكير بأهمية التعايش والسﻻم والأمن العالمي، في كل وقت وأينما أمكن، بإعتبار السﻻم هو من فطرة البشر وغريزتهم، وكل سكان المعمورة طامحين وداعمين، للوصول إلى السﻻم والعيش بأمان واطمئنان .
لكننا في اليمن المدبر والتعييس، ومنذ 2006 وما قبله وما بعده، نعيش في حروب داخلية وأزمات سياسية من وقت إلى آخر، ومنذ عام 2015 ونحن نعيش تحت وطأة حرب وحشية بربرية، وحصار إقتصادي محكم، من البر والبحر والجو، ونعاني من أسوأ أزمة إنسانية على وجه الأرض، هذه الحرب القذرة والتي مر عليها أكثر من ثمان سنوات، أسفرت عن مقتل أكثر من 440 ألف شخص، النصف منهم ماتوا بسبب الجوع والمرض، وبسبب سموم القات، واللحوم المحقونه بالهرمونات المضرة بالصحة، وغازات المولدات الكهربائية، المنتشرة في اﻷزقة والحارات، ونزح حوالي 6 مليون شخص، من منطقة إلى منطقة، وأكثر من 75% من اليمنيين أصبحوا تحت خط الفقر .
ومنذ أشهر عديدة توصلت وساطة الأمم المتحدة وسلطنة عمان، إلى إبرام هدنة دخلت حيز التنفيذ في أبريل من العام 2022، وإلى اﻷن لم تنجح الأطراف المتحاربة أو الوسطاء، في تنفيذ كل شروطها أوالاتفاق على تمديدها، حيث تنص الهدنة على وجوب إيقاف العمليات العسكرية الهجومية، برًّا وجوًّا وبحراً، داخل اليمن وعبر حدوده، وفتح الطرق في جميع المحافظات، لتيسير حركة المدنيين، وفتح مطار صنعاء لتسيير رحﻻت جوية تجارية، غير أن الرحﻻت الجوية ولعدد 12رحلة شهرياً، حددة فقط لخط (صنعاء عمان صنعاء) ليس إﻵ، والسماح لعدد معين من ناقلات الوقود، بالرسو في ميناء الحديدة، ولم نلمس أي بادرة على الواقع، سواءً في موضوع فتح الطرقات، أو موضوع المرتبات والتعوضات .
رغم أن الهدنه التي بدأت في عام 2022، ﻻ زالت قائمة وبدون إعﻻن تجديدها من جديد، وﻹنعدام الثقة بين طرفي الحرب أحدهما في الآخر، يمكن في أي لحظة أن يتجدد الحرب والاقتتال مرة ثانية، ونحن نقول ياحُكَّام اليمن والخليج، اليمنيون لا يريدون إستراحة مؤقتة من الحرب واﻹقتتال، بل يريدون إتفاق أمن وسﻻم دائم، يعالج الوضع الإنساني المرير، الذي يعيشه الشعب اليمني منذ ثمان سنوات، ويتجاهله المجتمع الدولي، وإلى عملية سياسية شاملة، تلبي كل متطلبات الشعب اليمني، من تبادل سلمي للسلطة، وديموقراطية حقيقية، مساواة وعدالة إجتماعية، وتعليم ورعاية صحية، حرية التعبير عن الرأي، والتحرر من الفقر والخوف، صرف المرتبات المقطوعة، والتعويضات الكاملة من دول العدوان عن أضرار الحرب .
وختاماً أقول لأمراء الحروب واﻷزمات السياسية، اليمن يتسع للجميع، وعلى جميع القوى اليمنية المختلفة، أن يتعالوا على الجراح ويتساموا فوق اﻷﻻم، وأن يتنازلوا عن الكبر والعناد، فلن يخرج احد مهما طال الزمن أو قصر، منتصراً في هذه الحرب القذره، فإما أن يسلك اليمنيون طريق السﻻم والحواروالقبول باﻷخر، وإما أن يستمروا في طريق الحرب والدمار، فكل أبناء الشعب اليمني يريدون السﻻم واﻷمن، ﻷنه هوا الحاله اﻷمثل للرخاء والسعادة للجميع، وديننا اﻹسﻻمي الحنيف يحثنا، على الحفاظ على السﻻم واﻷمن والمحبة، فﻻ يجوز أن نترك اﻹمور للدول الخارجية، لكي يرسموا لنا مستقبل، ﻻ يعلم إﻵ الله مﻻمحه وبدايته ونهايته، والله من وراء القصد ..!! |