الثلاثاء, 05-يوليو-2011
صنعاء نيوز - كثيرون ممن يجيدون فن استغلال الفرص والاستحواذ عليها، والاستئثار بمقايضاتها وخراجاتها، يعيشون هذه الأيام واحدة من أهم مراحل انتعاشهم وفترات رواجهم في عالم الاستغلال والاستئساد والمقايضة والابتزاز الرخيص، صنعاء نيوز/جميل مفرح -
كثيرون ممن يجيدون فن استغلال الفرص والاستحواذ عليها، والاستئثار بمقايضاتها وخراجاتها، يعيشون هذه الأيام واحدة من أهم مراحل انتعاشهم وفترات رواجهم في عالم الاستغلال والاستئساد والمقايضة والابتزاز الرخيص، خصوصاً تجاه النظام الحاكم الذي يناصبونه الإخاء والعداء في آن واحد، ويتعاملون معه على أساس مؤشر المصالح الشخصية والحزبية، بعيداً جداً عن أية حسابات أو اعتبارات أخرى يستفيد منها سواهم وإن يكن الوطن الذي لا يحضر إطلاقاً إلا اسماً، يُستدعى متى ما ألحت الحجة أو تطلب نص المزايدة.
> ويبدو جلياً ومؤكداً أن هؤلاء وسواهم من محترفي فن التلاعب بالعواطف ومجيدي بالتالي استمالة وصناعة الجمهور، من خلال إجادتهم بدءاً فن التمثيل والتظاهر والاستعطاف، يبدو أنهم لا يتركون فرصة أياً كانت إلا وحاولوا أن يجعلوا منها كوَّة يتسللون من خلالها، إلى تحقيق مآربهم ومصالحهم، حتى وإن كانت هذه الفرصة قد تحولت من مكرمة جاد بها خصم شريف متفهم إلى محاولة التفاف والتواء وعض لليد التي امتدت أو تمتد بهذه المكرمة.
> والذي يتابع ملياً ما يحدث الآن في الساحة الوطنية من قبل قوى المعارضة ورجالاتها وشخصياتها وفقهائها المتقلبين حسب المزاج وحسب طقوس المصلحة، تنعقف أمام يقينه الكثير من علامات التعجب والاندهاش، وتلوي حيرته الأكثر من التساؤلات والمفارقات والتناقضات، إذ يجد هذا المتأمل أو المتابع أن من كان يُعتقد أنه عالم معتدل وفقيه عصري وحجة يؤخذ برأيها، لم يعد كذلك أو لم يعد يريد أن يكون كذلك، ومثله من كان سياسياً نزيهاً وحزبياً عصامياً ووطنياً شريفاً في الظاهر، لم يستطع أن يبقى في ذلك الزي، عندما لاحت فرص الالتواء والضغط واستغلال الظروف.. ليتحول في رمشة عين هذا وذاك إلى شطار، يُنكرون ما لا يُنكر ويحللون ما لا يحل، يبيعون ويشرون ما لا يُباع ويُشرى، طامعين في انتصارات وغنائم ليست من حقهم ولن تكون، ما داموا على تلك الصفات التي تشي بضعفهم قبل قوتهم وهزائمهم قبل انتصاراتهم حتى أمام أنفسهم.
> كثيراً وكثيراً جداً ما لعب هؤلاء المتظاهرون التي كشفت الأحداث كوامنهم واختبرت معادنهم وتلاعبوا فيما أتيح لهم من مساحة سياسية واجتماعية واسعة ومن قدر عالٍ من التفهم وإتاحة الفرص الثمينة والثمينة جداً ليقدموا أنفسهم كما يجب كشركاء جادين وكبيادق لها مكانها في رقعة السياسة بإمكانها أن تجتاز مربعاتها بشكلها الطبيعي، لتصل إلى تحقيق الانتصارات الحقة التي تسمو بهم، ولكنهم وبطبيعة أخلاقهم السياسية، لا يرغبون في الانتصارات الأبية السامية، بل يسعون جاهدين لتحويل تلك الفرص إلى غير صالحهم، لم يشاؤوا أن يصلوا إلى مآربهم عبر بوابات الشرعية الفسيحة والمشرعة لهم ولغيرهم، بل حاولوا ويحاولون أن يكون وصولهم عبر خرائب الانقلاب والاغتصاب والانتزاع والتنكّر وما سوى ذلك مما يعتبرونه قوة، فيما يتم في حقيقته عن ضعف متناهٍ للغاية.
> وبالتالي فإن هؤلاء وأمثالهم لا يمكن أن يكونوا شركاء أسوياء ولا خصوما شرفاء، ومن ملخص ما شهدناه في ساحتنا السياسية من قبل هؤلاء من افتعال للأزمات والأحداث ومن طريقة تعاملهم مع شركائهم من جانب ومع عقلياتنا وانفعالاتنا لشعب من جانب آخر .. يتضح لنا جليا أنه لا بد الآن من التعامل مع هؤلاء بحذر شديد وبصرامة أشد.. ومن هنا فإننا نوجه الدعوة الملحة إلى الدولة للتعامل معهم عبر قانون ودستور الوطن دون تساهل أو مراعاة، دون تمرير أو تبرير، ما لم فإنهم لن يتورعوا عن فعل ما لم يكن في المتوقع .. فماذا بعد مصادرة حريات الآخرين بدعوى الحرية، وماذا بعد إراقة الدماء وإزهاق الأنفس وتعطيل حياة الناس وقطع الخدمات وماذا بعد الاعتداء على بيوت الله تعالى وقتل المصلين في هذه الأماكن المقدسة؟ وماذا بعد؟ وماذا بعد؟ ولا أشك إطلاقاً في أن ما خفي ويخفى هو أعظم وأكثر إجراماً.
في الأخير .. إن ما نريده الآن ونطمح في أن يتجسد على أرض الواقع هو فرض هيمنة وهيبة الدولة وتطبيق القانون والدستور بحرفية جادة تقطع الطريق على كل من أراد بهذا الوطن سوءاً.
لا نريد من الدولة أن تضرب بيد من حديد كما يقال ويتردد، ولكن بيد من قانون، بيد من نظام، تُربِّت متى ما لزم التربيت، وتضرب متى ما لزم الضرب، وبما يتوافق مع إشاعة الأمن والأمان وتجنيب المواطن تبعات ما أفسده ويفسده السياسيون الشطار، الذين حولوا ما قدم ويقدم لهم من مساحات وما جرى ويجري تجاههم من تنازلات وتجاوزات في نظر الشعب إلى دعاوى فساد وإخلال بالنظام والقانون .. وبدورنا علينا أن نشكرهم لأنهم فتحوا أعيننا لنكرر مطالبنا للدولة بأن تكرس حضورها الطبيعي المثالي وأن تتعامل مع هؤلاء بكل حزم وصرامة، ولنعلن أنه إذ كان لدى الدولة والسياسيين الاستعداد للتنازل عن أية حقوق والتغاضي عن أية مخالفات، فذلك عائد عليهم، أما الشعب فقد آن الأوان لأن يقول كفى ويطالب بحقه في تطبيق النظام والقانون بعد أن ضاق ذرعا ومل ضررا وتجمد صبرا.. والله من وراء القصد والمبتغى.
[email protected]
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 04-ديسمبر-2024 الساعة: 06:58 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-9562.htm