صنعاء نيوز -    السؤال الصعب الذي تركه رأفت الهجان  العميل والجاسوس المزدوج لجمهورية مصر والكيان الإسرائيل والذي ظل يعمل جسوسا لفترة من الزمن

السبت, 10-فبراير-2024
صنعاء نيوز/محمد العزيزي -
السؤال الصعب الذي تركه رأفت الهجان العميل والجاسوس المزدوج لجمهورية مصر والكيان الإسرائيل والذي ظل يعمل جسوسا لفترة من الزمن، وبعد اكتشاف حقيقته لجأ إلى ألمانيا برفقة زوجته الألمانية الجنسية، ظل هناك في ألماني وأجراء عمليات التجميل التنكرية لنفسه خوفا من قتله أو اعتقاله حتى توفي هناك، قبل وفاته وخلال فترة تواجده بألمانيا ظل يكتب مذكراته ومغامراته الاستخباراتية التجسسية وختم كتاب مذكراته بهذا السؤال الصعب جدا والذي ظل مفتوحا ولم يجيب عليه وليس له إجابة حتى الآن.

السؤال المثير الذي ختم به ذكرياته مع العمل التجسسي والذي طرحه قائلا .. هل يجوز خيانة الوطن لأجل الوطن ؟!!
سؤال كبير جدا ومحير خاصة عند الذين يشتغلون ويختانون ويخنون أوطانهم وشعوبهم في مثل هذه المهن وإن كان القصد منها لأجل المال. . وما أكثر الخونة في هذا الزمن مقابل المال..

ولكن السؤال كبير ومنطقي الذي طرحه الرجل، فهل هناك خائن لوطنه يكون الهدف من وراء خيانته خدمة وطنه ولأجل الوطن والشعب وتحقيق مصالحه .

بصراحة سؤاله التبريري لخيانته لوطنه كان إلى حدا ما منطقي فهو خان وطنه ليتمكن من الوصول إلى معلومات تخص وطنه ولم يكن المال وحده السبيل الوحيد للخيانة خاصة ومصر كانت تعيش حالة الحرب وتوجس و حالة الاستنفار مع الكيان الاسرائيل رغم أن الخيانة كلمة كبيرة في ميزان الوطن والشعوب التي تتأثر بسببها، ولكنها تحدث أحيانا وبعلم الدولة وتحت نظرها وتصلها منه المعلومات كما تصل المعلومات الطرف الآخر.

خونة اليوم إذا افترضنا أن حالة الخيانة للعميل المصري رأفت الهجان كانت منطقية فهل خيانة خونة الحاضر منطقية خاصة وهم يتسكعون أمام سفارات العالم وأمام قصور الأمراء والملوك ورؤساء الدول الغنية بقصد الحصول على المال على حساب وطن وأنين الجوعى والفقراء ودماء أبناء جلدتهم الذين سقطوا نتيجة صراع على السلطة وتراكم أحقاد حزبية وأخرى قبلية ونفوذ وجاه ومال ، أم أن خيانتهم هذه بهذا الأسلوب والطريقة هي فعلا تندرج في خانة لأجل تحقيق مكاسب لوطنهم وشعبهم وانقاذهم من الجوع والفقر وأيضا سلامة أراضيه وحمايته من التفكك والانقسام والتجزيء، وهل فعلا خيانة هؤلاء تختلف تماما وكليا عن خيانة وجاسوسية العميل الشهير رأفت الهجان..
وهل معقول أن يكون كل هؤلاء هم عملاء لأجل الوطن والشعب وكل هذه الأحزاب والجماعات التي جميعها لها إرتباطات خارجية مع عدة دول وكل هذه الدول لديها صراعات وتنفذها على الأرض في بلادنا اليمن؟ !!.

بصراحة أنا في حيرة من أمري كما احتار الهجان في إيجاد جواب شافي وكافي للسؤال الذي طرحه في نهاية كتاب ذكرياته لأنه لا يوجد حتى الآن تصنيف للخيانات ،مثلا هل هناك خيانة وطنية وخيانة غير وطنية، أم أن كل أنواع الخيانات مهما كانت هي خيانة وعار ترسم على جبين من قام بها ويظل منبوذا وغير مقبول به على تراب الوطن وبين أبناء الوطن كما كان حال ومصير العميل الهجان الذي نفى نفسه وغير ملامحه حتى لا يتعرف عليه أحد وهو في ألمانيا ..

قد يقول قائل خيانة الهجان لوطنه مصر كانت بقصد خدمة بلاده مصر ولم تكن لغرض الحصول على المال في تقديم المعلومات الاستخبارية لإسرائيل ،وأن خيانته كانت بالتنسيق مع قيادة بلده مصر بعد أن أكتشفت خيانته لوطنه فتم تجنيده، فأراد أن يكفر عن ذنبه.
فهل هذا القول صائبا ،أم هو الذكاء الفطري الذي يتمتع به الخونة في قلب أحداث الخيانة لصالحهم ومكاسبهم ليعودوا إلى أوطانهم أبطالا فاتحين.
ربما كانت خيانة الهجان الذي استندت في نهاية المطاف جمهورية مصر وجيشها لخيانته ووضعت الخطط المناسبة وانتصرت مصر بحربها على العدو الإسرائيل وحققت غايتها من وراء خيانة العميل المزدوج الهجان.

وكيفما كانت نوايا الخيانة والخونة وأنواعها وأساليبها لن يسجل التاريخ أوسخ وألعن خيانة عرفها التاريخ كخيانة المسؤولين اليمنيين من كلا الطرفين لوطنهم وشعبهم والذين عملوا على تدمير وتهديد سلامة وطنهم وعذبوا أبناء شعبهم جوعا وفقرا وتشريدا وسجنا وقهرا وعدوانا وحاصروهم ومنعوا عنهم حتى زيارة أقاربهم وأرحامهم .. ليس هذا وحسب بل قطعوا عن أبناء جلدتهم وشعبهم الرواتب والماء والكهرباء وحرموهم من التعليم والأمن والأمان والصحة والعلاج وفرص العمل وأثخنوهم ضربا وقتلا وجبايات وسلبا للحقوق ...... الخ .
فهل هناك أعظم وأبشع من هذه الخيانة للوطن وللشعب اليمني في التاريخ ؟!!! .. وهل من مقارنة بين خيانة الهجان وخونة اليمن ونحن طبعا لا نفرق بين أحدا منهم كونهم خانوا الأمانة والمسؤولية ورعاية حقوق هذا الشعب كأقل جرم أرتكبوه بحقه ؟.. وإلا مارأيكم يا شعب اليمن؟ !!!!!.
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 26-ديسمبر-2024 الساعة: 09:20 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-95833.htm