صنعاءنيوز / -
(بيان الحزب الشيوعي العمالي العراقي بمناسبة يوم المرأة العالمي)
أيام قليلة تفصلنا عن الثامن من اذار، يوم المرأة العالمي، يوم تجديد صدح كل القوى النسوية والإنسانية والتحررية والثورية في العالم وبصوت واحد ضد التمييز الجنسي للمرأة، ضد كل ما يلحق بالمرأة من اضطهاد وحيف وظلم اقتصادي وسياسي واجتماعي. انه يوم صرخة مدوية تصم الاذان في سائر المجتمعات، وبالأخص منها التي ترزح تحت نير الأنظمة الإسلامية والقومية الدكتاتورية والفاشية المعادية للنساء.
الثامن من اذار هو يوم سقوط جميع الرتوش التي تحاول البرجوازية، بجميع تياراتها القومية والاسلامية وحتى التي تصنف نفسها بالليبرالية، التي وضعتها لتجميل صورتها الخادعة والمعادية للمرأة ولتحررها بشكل كامل ومساواتها المطلقة في جميع المجالات اسوة بالرجل.
في عصرنا الحاضر، وفي وجودنا في الالفية الثالثة، ما زال الملايين من النساء يُعاملن كمواطنين من الدرجة الثانية، حيث انهن عديمات الحقوق، ويتعرضن الى اشكال مختلفة من التمييز الصارخ الذي تندى له جبين الإنسانية؛ ولا يتقاضن الأجور سواء التي تكفل معيشتهن وتأمين حياة اسرهن، او تضاهي ما يتقاضاه الرجل، وتتنصل الدولة عن القيام بمسؤوليتها اتجاه الأطفال من حيث توفير دور الحضانة ورياض الاطفال مما يثقل كاهل المرأة الى ابعد الحدود، وتفرض عبودية العمل المنزلي عليهن، ويتعرضن للاغتصاب جراء الحروب التي تجتاح عشرات البؤر في العالم، وتفشي تجارة الرقيق الابيض والعنف المنزلي والتحرش الجنسي، فضلاً على ذلك ، فرض القوانين التي تقوض من مكانتها وتسلبها حق الاختيار في نمط الحياة ونوع العمل والشريك وتمتعها بحرية التنقل والسكن وحضانة الأطفال.
يمر الثامن من اذار هذا العالم والعالم غارق في الحروب الرجعية، حيث تفرض تراجعا ماديا ومعنويا على حركة التحرر الثورية من اجل عالم أفضل اجمالاً، وخاصة حركة تحرر المرأة ومساواتها. وتدفع المرأة وحركتها ثمنا باهضا لتكالب القوى الامبريالية العالمية في صراعها من اجل إعادة تقسيم العالم لإنتاج نفوذها السياسي وهيمنتها الاقتصادية.
وفي العراق، تتعرض المرأة الى هجمة شرسة من القوى الإسلامية وميليشياتها وحكوماتها، وتزداد وتيرتها كل يوم وتحت عنوان "محاربة الجندر" مرة، وأخرى للحفاظ على تقاليد المجتمع المتخلفة مرة اخرى. وسُنت عشرات القوانين المناهضة للمرأة مثل تعدد الزوجات وسلب حضانة الأطفال من المرأة وشيوع زواج القاصرات التي تحولت الى ظاهرة اجتماعية مدمرة في المجتمع، كما تعاني النساء في العراق من انعدام فرص العمل، حيث تبلغ نسبة البطالة في صفوفهن اكثر من ٨٧٪ !
ان الفقر والعوز وانعدام الحقوق وسن القوانيين الرجعية هي عناوين بارزة ورئيسية في المجتمع لسياسة التمييز التي تمارس ضد المرأة في العراق، وهناك مساعي حثيثة لفرض التراجع على مكانة المرأة وسلب انسانيتها بشكل اكبر من قبل القوى القومية والإسلامية ليس على صعيد العراق وكردستان حيث تنتشر فيهما حالات القتل على أساس "الشرف" والانتحار بنسب كبيرة.
بيد ان هذا جانب من الواقع، فالجانب الاخر يتمثل بالنضال الدؤوب للمراة وسائر التحررين من أجل الدفاع عن حقوق المرأة، ومعها سائر التحررين والمساواتيين، ورفع مطاليبها بالمساواة والحرية واللاتمييز وصيانة مدنية المجتمع. ان ابعاد هذا النضال وضغط المرأة واصرارها تجده في كل زوايا المجتمع.
ان ظلم المرأة باق لان ثمة طبقة بامس الحاجة اليه، طبقة البراسمال والبرجوازية. طبقة تنتفع من بقاء ظلم المرأة واجور المراة القليلة مقارنة بالرجل وذلك لاستغلاله للضغط من اجل خفض اجور العمال الرجال ومن أجل شق صفوف الطبقة العاملة، وبناء اقتدراها على من أمثال هذا التمييز.
في اليوم العالمي للمرأة، يعلن الحزب الشيوعي العمالي تلك الحقيقة الساطعة المتمثلة بان لا حرية للمجتمع دون تحرر المرأة، ولا معنى لاية معايير إنسانية ومتمدنة ومتحضرة دون تحقيق المساواة التامة للمرأة وتمتعها بجميع الحقوق الاقتصادية والسياسية والاجتماعية المساوية، وانهاء كل القوانين التي تمس مكانة المرأة وماهيتها وكرامتها الإنسانية.
وجزء من هويته وأهدافه السياسية والتحررية، يقف الحزب الشيوعي العمالي العراقي جنباً لجنب مع الحركة التحررية النسوية في العراق والمنطقة نحو المساواة، ويعتبر حركة تحرر المرأة من صلب أولوياته النضالية.
عاش الثامن من اذار يوم المرأة العالمي!
عاشت المساواة التامة للمرأة والرجل!
عاشت الحرية والمساواة!
الحزب الشيوعي العمالي العراقي
بداية اذار ٢٠٢٤
|