صنعاءنيوز / إيمان عبد الرحمن الدشتي -
الفن هو الأسلوب المشوق الذي يستهوي المتابع في إيصال رسالة ما، فيؤسِر منه عاملين الأول وقته، والثاني وهو الأهم فكره وعقله الباطن!
لكننا اعتدنا منذ عقود من الزمن، أن نرى الوجه السلبي "حصراً" للفن إلا ما ندر، وكأنّه وسيلة للعداوة وأداة للتقويض، في حين أن فضاءه واسع والتعويل على خيره حاضر، فهو قادر على أن يكون بنّاءً، مصلحاً، ومقوّماً للمجتمع.
إن أردنا تعميم الخطاب من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومن باب إلقاء الحجة، فكل المجالات الإعلامية مقصودة! وإن أردنا التخصيص "للفضاءات الرسالية الإسلامية والانسانية" فخطابنا من أجل "وذكّر فإن الذكرى تنفع المؤمنين" ومن باب اللّوم والعتاب!
فالفن وكذلك الإعلام كلاهما يصبان في ساقية واحدة اسمها الرسالة التبليغية، ويوماً بعد آخر وبحكم التطور التقني والتكنولوجي تتسع فرص الإبداع، وإمكانية إيصال محتواهما للمجتمع وللأمة بأبسط الطرق واثراها، لكن ما نراه وللأسف! لا يُستثمَر كل ذلك إلا سلبا، ولا يُصَبُّ في تلك الساقية إلا المياه الآسنة، فلا تكون الغاية إلا لهدم البناء الإنساني السوي، ووأد الفطرة السليمة التي جُبلت عليها النفوس.
فواحدة من أضرِّ ما يُستهدف بها المجتمع، هي الهجمة الشرسة التي تتسابق لها الفضائيات قبل شهر الرحمة والمغفرة، لإنتاج حزمة من المسلسلات والبرامج "الرمضانية!" والتي لا تمتُّ بأي صلة للشهر الفضيل، بل هي انتهاك واضح وصريح لقداسته، وعليه يتوجب على كل مسلم فضلا عن عامة المجتمع، صد كل محاولة لانتهاك حرمة الشهر الفضيل، وكل ما يسيء إلى الدين والعقيدة والمنظومة الأخلاقية.
لو ساءلنا هؤلاء المنتجين ماذا تبغون من أعمالكم؟ فإن كان الربح المادي هو غايتكم فالكسب الحلال بما ينفع الناس هو الأطيب، وإن اردتم تذكير المجتمع وتقويمه بتسليط الضوء على قضاياه الجوهرية، فبالإنصاف تتحقق الغايات، أما ان تنتجون أعمالا تنتهك حرمة أيام الله! وتسيء إلى مقدساتنا! وتتعدى الخطوط الحمراء! لا سيما إساءتكم الواضحة والمفضوحة، إلى سلطان العصر ومهدي الزمان ومصلح الأمة (عجل الله فرجه الشريف) فلا تتوقعوا إلا الهجمة المرتدة عليكم! فأشراف الأمة يقظون ولا تنطلي عليهم المآرب الشيطانية، وليسوا بغافلين عن الدوافع العدوانية، ولا عن توجه انفاس قنواتكم الطائفية، وقد نذروا أنفسهم لرفض كل ما ينتهك الحُرَم، ويتعدى على المنظومة العقائدية والقيمية للمجتمع والأمة.
احذروا صولة أباة الضَّيم يا صنّاع الفن وابواق الإعلام!
|