صنعاء نيوز - العشق هو الافراط في الحب او المحبة الشديدة، وهو مرتبة عالية من الحب، والحب نقيض البغض، العشق يدفع بنا الى التعلق بالمعشوق او المحبوب

الأحد, 31-مارس-2024
صنعاءنيوز / احمد ال عبد الواحد -



العشق هو الافراط في الحب او المحبة الشديدة، وهو مرتبة عالية من الحب، والحب نقيض البغض، العشق يدفع بنا الى التعلق بالمعشوق او المحبوب، وهو بطبيعته بنوعين؛ عشق مذموم، وعشق مستحب، المذموم هو الذي يؤدي بنا الى التهلكة والسقوط في حبال الشيطان، وهذا النوع الذي حذرنا الله ورسوله والائمة المعصومين منه، ولكن العشق الجميل المستحب، الذي يحبه الله ورسوله والائمة المعصومين من ولده، هو عشق المؤمن للحجة عج، فهو غاية كل معشوق، وامل كل من لا امل له، أن التعلق الشديد بالحجة عج، هو التدين بذاته، لأن الحب يرتكز على الاتباع (قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله)"١"

قطعاً أن اتباع الحجة (عج) هو التدين ذاته فهو تجلي لجلال الله على الارض ومحبته واتباعه بصورة مطلقة والعمل على ارضائه، هو محبة الله تعالى واتباع اوامره، المؤمن عندما يصل تلك المرحلة من الاتباع، فهذا هو العرفان بذاته، بيد ان اغضاب الإمام (عج) ونحن ندعي حبه وعشقه، ونكون سبب لغضب الله تعالى وسخطه علينا(من احبكم فقد احب الله، ومن ابغضكم فقد أبغض الله)"٢" فلا نريد أن نكون كما قال به الشاعر:-

تعصي الإله وان تظهر حبه
هذا محال في القياس بديعُ
لو كان حبك صادقا لأطعته
إن المحب لمن يحب مطيعُ.

العاشق عندما يكون هائما بمعشوقه، سيكون حاضرا بكل حركاته وسكانته المقدسة، وهذا ما علمتنا اياه زيارة ال يس بذكر هذا الحركات المقدسة للإمام عج (السلام عليك حين تقوم، حين تقعد، حين تقرأ وتبين، حين تقوم وتقعد، حين تصبح وتمسي، حين تحمد وتستغفر، حين تركع وتسجد، وحين تهلل وتكبر) ما هي الا اقصى مرحلة في العشق وهي مرحلة الهيام بالعاشق، هذه الكلمات في هذه الزيارة ليست مجرد دعاء بل هي وصف حالة حركية مثلى لمعشوقنا (عج) كأننا نقول ما أجملك حين تمشي، ما اجملك حين تصلي، ما اجملك حين تدعو، وكم انت جميل حين تحمد وتستغفر، ايها الجميل في كل وقت صباحا ومساءاً

العشق للإمام (عج) مرتبط بما يقدمه هذا الحبيب لحبيبه لحد القتال من أجله ، فانت اذا لم تقاتل من اجل من تحب وتعشق فهذا ليس عشقا، العشق هو الاستعداد الدائم لخدمة المحبوب حتى لو تطلب الامر التضحية في سبيل المعشوق، من جمال العشق هو الاستعداد الدائم لانتظار هذا المعشوق حتى انتهى عمره في سبيل الانتظار، أن عشقنا للحجة (عج) هو الكمال بذاته لان محبوبنا كامل، فهل من كمال في الكون غيره.

ولكن؛اين نحن من هذا المعشوق، وهل ارتقينا بانفسنا لنكون على قدر عظمة هذا المعشوق؟

هل نعلم ماذا يريد من محبيه، والهائمين بعشقه هذا المعشوق العظيم؟

عندما وضعنا انفسنا محبين لهذا المعشوق الجميل، هل نحن مستحقون لهذه المرتبة؟
هل قدمنا

ان عشقنا للإمام المهدي المنتظر (عج)، يضعنا امام مواثيق وعهود يجب ان نفي بها، منها ان نكون لائقين لحب هذا الإمام الجميل في كل شي، هذا يترتب علينا تهذيب هذه النفس الامارة بالسوء وتربيتها تربية حسنة، ثم ان نحاول كسب رضاه عليه السلام، بأن نكون عاملين في خدمته، وخدمة مريديه ومحبيه، وان نكون من الصابرين على كل ما من شأنه ان يلحق بنا شدائد ومصدات في سبيل خدمته،كحال كل معشوق هناك طريق للوصول لهذا المعشوق، فهو بحق طريق العاشقين الوالهين، اذن خدمة هذا الحبيب تعني بتعليم من اراد الوصول بكيفية الوصول، وهذا قطعاً يعني تتبع دلالات (علامات الوصول) الى الحبيب.

فمن لم يكن مُهيّئا روحيًّا وجهاديًّا وعقائديَّا لاستقبال هذا الحبيب، فإنّه لا يملك المقوّمات الذاتية التي تؤهّله للإلتحاق برايته والعيش في ظل دولته ورعايته، كما جاء ذلك صريحا في رسالته التي بعثها للشيخ المفيد (قدس الله روحه الطاهرة) حيث قال عليه السلام :

(فليعمل كلّ امرئ منكم بما يقرّبه من محبّتنا، ويتجنب ما يدنيه من كراهتنا وسخطنا، فإنّ أمرنا بغتة فجأة، حين لا تنفعه توبة، ولا ينجّيه من عقابه، ندم على حوبة)

يرونه بعيدا ونراه قريبا...
اللهم عجل لوليك الفرج.

١_سورة آل عمران
٢_الزيارة الجامعة
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 04-ديسمبر-2024 الساعة: 07:05 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-96684.htm