الإثنين, 11-يوليو-2011
صنعاء نيوز - تبقى وسائل الإعلام اليوم مسيطرة على اهتمامات الكثير من الناس بل أصبحت تشكل جزءا هاما من حياتهم لما تقوم به من دور كبير في التأثير على مجرى حياتهم اليومية وتشكيل الرأي العام لديهم أضف إلى قيامه بعمليات التربية والتعليم والتثقيف والتوجيه والإعلام في نفس الوقت. صنعاء نيوز/ بقلم/ عبدالقادر بن شهاب * -


تبقى وسائل الإعلام اليوم مسيطرة على اهتمامات الكثير من الناس بل أصبحت تشكل جزءا هاما من حياتهم لما تقوم به من دور كبير في التأثير على مجرى حياتهم اليومية وتشكيل الرأي العام لديهم أضف إلى قيامه بعمليات التربية والتعليم والتثقيف والتوجيه والإعلام في نفس الوقت.

ويظل العمل الإعلامي اليوم من أرقى أعمال النشر في علم المعلومات والاتصالات بما ينطوي عليه توصيل المعلومة وتدفقها من المرسل إلى المستقبل بأحدث الوسائل وأسرعها مما يحقق في الأخير تحقيق الهدف من الرسالة الإعلامية سواء من ناحية تحقيق فكرة من الأفكار أو إيصال معلومة من المعلومات فيما يسمى بعصر السرعة أو عصر تكنولوجيا الإعلام والاتصال والذي فتح بدوره للإنسان أفاقا رحبة في حرية النشر الالكتروني والتدفق المعلوماتي.

وتبقى الشعوب في تطورها رهانا بمدى تطور الآلية الإعلامية والتكنولوجيا الاتصالية فهو الذي يقوم عليه تنفيذ سياسات الدولة وقرار الحكومات ويلعب الدور الرئيسي في توجيه الرأي العام وتنويره وتثقيفه أيضا..

لذا تسابقت الدول وتنافست في تطوير مؤسساتها الإعلامية من الإعلام المطبوع والمسموع والمرئي ، فقامت بإصدار المطبوعات من صحف ومجلات ونشرات ومطويات وتنوعت إصدارات هذه الصحف من الرسمية والأهلية والحزبية ، كما قامت بتطوير إذاعاتها المحلية وقنواتها المحلية والفضائية حيث اجتمعت لها مزايا جعلتها أكثر انتشارا في حياة المجتمعات فتعلق بها الناس بما تنشره في رسالتها الإعلامية بمختلف فئاتهم العمرية ومستوياتهم المعرفية ..

ثم جاءت الوسيلة الاتصالية والإعلامية التي تجاوزت الحدود والقيود ليضيف إلى علم الاتصال والإعلام بعدا جديدا من السرعة والحداثة والتطوير المعرفي هذه الوسيلة التي نعنيها هي (الانترنت) صرخة عصر المعلومات والاتصالات ليجعل العالم كله في بوتقة واحدة فلم يعد هناك قيود أو حدود أمام المعلومات ونشرها فأصبح بإمكان الشخص أن يقرا ما يريد في أي مكان ويحصل على بغيته منه ، وباستطاعته أن يتصفح مجموعة من الصحف والمجلات والصادرة في أماكنها المتباعدة عن بعضها البعض في لحظة معينة وجلسة واحدة ويأخذ منه ما يريده ويحفظه مباشرة..

واثر هذه التطورات الهائلة سارعت الصحف والمجلات والإذاعات والقنوات الفضائية إلى حجز مقاعد لها فيه لتحافظ على كيانها وجمهورها ولتبقى على سطح الوجود في غمار هذا التسابق الإعلامي والاتصالي السريع .. حتى رأينا الصحافة الالكترونية متوفرة يوميا وعلى الصفحة العنكبوتية فقرانا منها ما نطلبه دون حدود أو قيود ، وما تبثه القنوات الفضائية وجدناه على صفحة الانترنت العالمية..

وهناك أقوال كثيرة لرجال السلطة في العصور الماضية عن أهمية الإعلام فهذا نابليون بونابرت قائد الثورة الفرنسية يقول : (انه ليرهبني صرير الأقلام ولقلم واحد اخطر علي من ألف مدافع) ويقول صموئيل الصهيوني عند افتتاحه للمؤتمر الصهيوني الأول في بريطانيا عام 1917م مانصه (إذا كان الذهب القوة الأولى في العالم فان الإعلام القوة الثانية في العالم) وقد استخدم الصهاينة الإعلام استخداما صحيحا حتى مكنهم من الوصول إلى أحلامهم ..ويقول رئيس الكونجرس الأمريكي عن الإعلام ( إن وكالة الأنباء الأمريكية هي العضو رقم ( 6 ) في الكونجرس الأمريكي . وهناك أقوال كثيرة للحكام والقادة عن أهمية الإعلام..

ولذلك نجد أن الدول والحكومات قد سارعت بافتتاح كليات وتخصصات الإعلام في جامعاتها الأكاديمية من اجل إعداد وتأهيل وتدريب الكوادر البشرية القادرة على إتقان العمل الإعلامي وإرسال الرسالة الاتصالية وتسليمها إلى الجمهور المستهدف لتحقيق أهدافها التي رسمت لها بأكمل وجه وأفضل صورة ممكنة وباستخدام كافة الوسائل الاتصالية والتكنولوجية الحديثة من صحف ومجلات ومطبوعات وإذاعة وتلفزيون وانترنت وغيرها من الوسائل الاتصالية الموجودة أمامنا وهي في كل هذا تبحث عن الجديد والمفيد في علم الإعلام والاتصال الحديث...

وبالنظر بعين المتأمل إلى الكادر الإعلامي العامل اليوم بالمؤسسات الإعلامية في يمننا السعيد بأذن الله تعالى نجد انه كادر غير مؤهل تأهيلا علميا كاملا بل هو ربما متخصص في علوم أخرى كالتربية والإدارة إلا انه احترف العمل الإعلامي احترافا شخصيا وقام بتغطية الفراغ الإعلامي الموجود بالمؤسسات الإعلامية وهذا جهد محمود في حد ذاته. لكنه وفوق كل هذا فهو غير متفرغ لعمله الإعلامي تفريغا كاملا إلا انه يكلف نفسه شيئا فوق طاقته مما يوثر في عملية إبداعه الإعلامي ثم ما المانع لدينا من إعداد وتأهيل وتخريج كادر إعلامي مؤهل مؤمن بالقضية الإعلامية إيمانا كاملا متفرغا لها مبدعا فيها ويعطينا نتائج طيبة وتؤتي ثمارها يانعة طرية عن طريق (إعداد الرجل المناسب في المكان المناسب) ..

فالكادر.. كلمة طنانة.. رنانة بحجم قوتها وتأثيرها في محيط عملها وفي الآخرين لكن ؟؟ من هذا الكادر وخصوصا في نطاق حديثنا (الكادر الإعلامي) ؟؟ من هو هذا الكادر الذي ندعيه .. هل كل من مارس العمل في وسائل الإعلام يسمى كادرا ؟وهل كل من حلا لنفسه أن يلعب بقلمه على بلاط صاحبة الجلالة يسمي نفسه كادرا إعلاميا صحفيا وهل كل من داعب سماعة الميكروفون في استوديوهات الإذاعة والتلفزيون ملونا منوعا صوته يسمى في ساحتنا الثقافية بالكادر الإعلامي ؟؟؟ وفوق ذلك بدون تخصص أكاديمي في علم الصحافة والإعلام .. يا للمأساة التي يندى لها الجبين ..

من هو هذا الكادر الذي يستحق أن تطلق عليه هذه اللفظة ؟؟ هل هو الباحث عن قضية أم الباحث عن وظيفة ؟؟

لماذا أصبحت هذه الكلمة تطلق على كل من كتب كلمة أو جمع كلمتين ؟؟ هل أصبحت اليوم منابرنا الإعلامية قبلة لكل من هب ودب ؟؟ وهل صارت مهنة الصحافة والى جانبها مهنة الإذاعة مهنة من لا مهنة له ؟؟

أين ذهبت قداسة وأخلاقيات مهنة الصحافة والإعلام ؟؟ أم أن الكل صار يملك جواز الدخول إلى المدينة الإعلامية الفاضلة وبدون فحص أو تفتيش ؟؟ متى صار العمل الإعلامي مطية لكل من أراد الركوب؟؟ هل هناك معيار للجودة والاختيار في الكادر المطلوب للمؤسسات الإعلامية ؟؟ أليست هناك معايير وأسس لمن يمارس العملية الإعلامي بكافة نماذجها من صحافة وإذاعة وتلفزيون؟؟ أم إن الأسس والمعايير هي أن تكتب كذا ولا تكتب كذا وتقول هنا ولا تقول هناك؟؟؟

ماذا حصل اليوم للسلطة الرابعة؟ ما الذي أصاب اليوم "صاحبة الجلالة" هل أصبحت سلعة يتبادلها الكل في سوق العرض والطلب ؟؟ ماهي مقومات الكادر والعامل في العمل الإعلامي؟

أم أن كل من يمارس هواية المراسلات وتلوين المقالات قد أصبح في عرف المؤسسات الإعلامية (كادرا إعلاميا)؟...

•الجدير بالذكر أن هذا النشر للمقالات العلمية والأبحاث والملخصات العلمية يأتي في إطار عملية الإشهار الإعلامي لأبحاث ودراسات ومقالات أساتذة جامعة عدن وطلابها، التي تتولى الإدارة العامة للإعلام بجامعة عدن تنفيذها، واستلام الملخصات المطولة للأبحاث على البريد الالكتروني التالي: [email protected] - على أن يتم إرسال المقالات العلمية أو ملخص موسع يتضمن نتائج وتوصيات الدراسات والأبحاث بطريق مستند نص وورد 2003م، مع صورة شخصية للباحث بنظام jpg والصور ذات العلاقة بالبحث.





* معيد بقسم الإعلام بكلية الآداب بجامعة عدن – طالب دراسات عليا في القاهرة


تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 04-ديسمبر-2024 الساعة: 06:57 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-9676.htm