صنعاءنيوز / -
عدن / متابعات
لم يكن المشهد في العاصمة عدن، في 4 مايو من العام الجاري 2024، كما كان عليه في السنوات الماضية. فقد تراجعت شعبية المجلس الانتقالي في ذكرى تأسيسه السابعة، وبات المشهد شبه خالٍ من النشاطات والفعاليات الشعبية التي ظل الانتقالي ينظمها منذ تشكيله مطلع مايو/ أيار من العام 2017.
من شعبية جارفة إلى عزلة تامة:
انقلبت الآية في عدن، فلم يعد المجلس الانتقالي الذي حظي بشعبية جارفة في بداياته، قادراً على حشد الجماهير في ذكرى تأسيسه. فقد خلت الساحات من المؤيدين، ولم تشهد المدينة أي مظاهر احتفالية تذكر.
فشل ذريع أم خيانة عظمى؟
يرى المراقبون أن نشاطات المجلس الانتقالي الأخيرة انحصرت في تقاسم الحقائب الحكومية وبناء أرصدتهم في حسابات بنكية خاصة، وترتيبات للبيت الداخلي للمجلس إضافة لإنشاء هيئات ودوائر ولجان، وهي خطوات لم تلقَ أي أصداءٍ لدى الشارع الجنوبي، فضلاً عن كونها غير مؤثرة فعلياً على أرض الواقع.
ويؤكد المراقبون أن المجلس الانتقالي الجنوبي يتآكل شعبياً نتيجة كون قراراته رهينة للأحزاب اليمنية، وفي مقدمتها الاشتراكي والرابطة وحزب المؤتمر، ومؤخراً أعلن شراكته مع حزب الإصلاح (جماعة الإخوان فرع اليمن) في تأسيس تكتل وطني موحد تحت إشراف الحكومة الشرعية، تنفيذاً لقرارات خارجية وليس لقرارات شعب الجنوب الذي فرضه في 4 مايو 2017.
استطلاع الرأي يكشف الحقيقة المرة
أجرى الصحفي والكاتب الجنوبي صلاح السقلدي استطلاع رأي الجنوبيين على صفحته الرسمية بالفيسبوك وكانت نتيجتها سلبية للانتقالي. كما أجرى الصحفي فتحي بن لزرق رئيس تحرير صحيفة عدن الغد استطلاع الرأي على صفحته بالفيسبوك حول الذكرى السابعة لتأسيس المجلس الانتقالي وهل كان كيان سياسي ناجح أم فاشل؟ فكانت النتيجة جميعها 80% من الأصوات بأنه كيان فاشل.
وعلق الكاتب والصحفي صلاح السقلدي على نتائج التصويت بصفحته الرسمية حول فشل المجلس الانتقالي الجنوبي قائلاً: "يبدو من نظرة شاملة من هذا الاستطلاع أن الأكثرية من الجنوبيين أصبحوا يتبرمون من الأوضاع التي وصلت إليها البلاد في الجنوب، ومن بعض سياسات المجلس الانتقالي بشأن وضع القضية الجنوبية وموضوع توفير الخدمات وتردي الحالة المعيشية والاقتصادية برمتها، ومن التجاوزات والعشوائية والمحسوبية التي يرتكبها بعض نشطاء وقيادات المجلس، والتي للأسف تقيد بالتالي على المجلس كله."
حضرموت ترفض السيطرة وتعلن التمرد
من جهتها، امتنعت محافظة حضرموت عن تزويد محطات كهرباء عدن بالوقود وفقاً لتوجيهات اللواء فرج البحسني نائب رئيس المجلس الانتقالي الذي طلب من محافظ حضرموت وقف تزويد محطات عدن بالوقود.
وبحسب وسائل إعلام تابعة للمجلس الانتقالي، فقد اشترطت سلطة حضرموت دفع الانتقالي قيمة الوقود الذي سيتم إرساله إلى عدن، التي تشهد احتجاجات شعبية منددة بانهيار الخدمات، وعلى رأسها الكهرباء التي تعاني نفاد الوقود.
ويرى مراقبون أن قيام سلطة حضرموت بقطع الوقود على عدن يدل على فقدان المجلس الانتقالي الجنوبي السيطرة على حضرموت، بعد مقاطعة نواب الانتقالي المنتمين إليها حضورهم فعالية الذكرى السابعة لتأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي، وفي مقدمتهم اللواء فرج البحسني المحسوب نائباً لرئيس المجلس الانتقالي والمتواجد حالياً في المكلا.
شبوة والمهرة وأبين تخرج عن السيطرة
أما محافظة شبوة والمهرة وأبين فقد سلمها الانتقالي إلى أنصار حزبي المؤتمر والإصلاح، وهو ما ينذر باقتراب موعد تفكيك المجلس الانتقالي وانضمام قواته إلى وزارتي الدفاع والداخلية.
ختاماً
يشير تراجع شعبية المجلس الانتقالي الجنوبي إلى فشله في تحقيق تطلعات الشعب الجنوبي وتوفير الخدمات الأساسية. كما أن قراراته المرتبطة بالأحزاب اليمنية وتسليم بعض المحافظات إلى خصومه السياسيين تزيد من تعقيد المشهد السياسي في جنوب اليمن. يبقى السؤال الأهم: هل ستتمكن القوى الجنوبية الأخرى من ملء الفراغ الذي سيتركه المجلس الانتقالي؟
|