صنعاء نيوز - وعد بلفور نفذ كل المخططات (الاستعمارية) الغربية ضد الأمة والوطن بدءً من وثيقة لويس التاسع أيام الحروب الصليبية، التي وضعها بعد خروجه

الجمعة, 10-مايو-2024
صنعاءنيوز / مصطفى إنشاصي -



وعد بلفور وعلاقته بحرب الإبادة الجماعية لغزة (2)

وعد بلفور نفذ كل المخططات (الاستعمارية) الغربية ضد الأمة والوطن بدءً من وثيقة لويس التاسع أيام الحروب الصليبية، التي وضعها بعد خروجه من أسره في دار ابن لقمان في المنصورة، التي قضاها في تقييم تجارب الحروب الصليبية ليجيب على سؤال:
لماذا انهزمنا على الرغم من أننا أكثر عدداً وعدة من المسلمين؟
وبعد خروجه من الأسر وضع خلاصة استنتاجاته في وصية حملت اسمه محفوظة في متحف باريس للمخطوطات، أعلن فيها صرخته التي أسست لعلم الاستشراق والتنصير:
"لنبدأ حرب الكلمة فهي وحدها القادرة على تمكيننا من هزيمة المسلمين .. أنه لا يمكن الانتصار على المسلمين من خلال حرب، وإنما يمكن الانتصار عليهم بواسطة السياسة، وبإتباع ما يلي:
* إشاعة الفرقة بين قادة المسلمين وإذا حدثت فليعمل على توسيع شقتها ما أمكن حتى يكون هذا الخلاف عاملاً في إضعاف المسلمين.
* عدم تمكين البلاد الإسلامية والعربية أن يقوم فيها حكم صالح.
* إفساد أنظمة الحكم في البلاد الإسلامية بالرشوة والفساد والنساء حتى تنفصل القاعدة عن القمة
. * الحيلولة دون قيام جيش مؤمن بحق وطنه عليه يضحي في سبيل مبادئه.
* العمل على الحيلولة دون قيام وحدة عربية في المنطقة.
* العمل على قيام دولة غربية في المنطقة العربية في المنطقة العربية تمتد حتى تصل إلى الغرب.
مؤتمر لندن وتقرير كامبل بنرمان
استدعاء مضامين وصية لويس التاسع في العصر الحديث كان أهم مقدماتها التي أدت إلى صدور وعد بلفور والأسباب التي جعلت الدول الغربية تُجمع عليه، أنه في نهاية القرن التاسع عشر أطلق الفيلسوف الألماني (أوزوالد شبنجلر) الذي كان متأثراً كثيراً بنظرية العالم المسلم عبد الرحمن بن خلدون؛ عن كون الحضارات تمر بدورات متعاقبة تنمو وتزدهر، ثم تشيخ وتذبل وتندثر، وتنبأ تنبؤاً قاطعاً بانهيار الحضارة الأوروبية الحالية. تلك النظرية التي أقلقت بال زعماء الدول الأوروبية التي كانت تحتل معظم أراضي العالم القديم والجديد. فسارع حزب المحافظين البريطاني بدعوة الدول الأوروبية إلى عقد مؤتمر لندن عام 1905م لتكوين جبهة من الدول الأوروبية ذات المصالح المتوافقة في العالم آنذاك تعمل على عدم انهيار الحضارة الغربية وسيادتها على العالم.
بعد سنتان أنهى المؤتمرون دراساتهم حول الوسائل التي تمنع زوال الحضارة الغربية، وقدم نتائج ما توصل إليه عام 1907 في تقرير سري خاص إلى وزارة الخارجية البريطانية عرف بتقرير (كامبل بنرمان) نسبة إلى رئيس وزراء بريطانيا عن حزب العمال، وقد حدد التقرير أن موطن الخطر الذي يهدد الحضارة الأوروبية:
يكمن في الشعب الواحد الذي يعيش على الشواطئ الجنوبية والشرقية للبحر المتوسط. لذلك كانت توصياته العاجلة:
أن يتم فصل الجزء الغربي الإفريقي عن جزئه الآسيوي، وأن يتم زرع قومية غريبة (إسفين) على الجسر الذي يربط أوروبا بوطننا ويربطهما معاً بالبحر المتوسط، على أن تكون تلك القومية عدوة لشعب المنطقة، وصديقة للدول الأوروبية ومصالحها، وأن ذلك أسرع الوسائل والسبل المقترحة.
كما أوصى التقرير على العمل على تفكيك وتجزئة وطننا إلى دويلات تكون تابعة للدول الغربية المحتلة لوطننا ويكون دور القومية التي سيزرعونها في فلسطين أن تمنع أي محاولة لقيام وحدة عربية أو إسلامية في وطننا. وقد تركت الدول الأوروبية لبريطانيا مهمة تنفيذ التوصيات العاجلة في التقرير.
فكان (وعد بلفور) الذي جمع مضامين الموقف الغربي فيه باحث ومفكر صهيوني ووصفه وصفاً بالغ الدقة، يجمل كل الاختراقات اليهودية التي حدثت طوال القرون الخمسة الأخيرة للعقيدة النصرانية والمجتمعات الغربية، فقال: "لقد كان (وعد بلفور)، بمعنى بالغ العمق، وثيقة (مسيحية) أو لنقل قول العابر المتعجل. وثيقة بروتستانتية"!
ذلك الوسف من ذاك الصهيوني يوضح لنا كيف جمع (وعد بلفور) المعتقدات الدينية (المسيحية) كلها فيه؟
فهو وثيقة (مسيحية)! هو إجماع بين جميع الطوائف والمذاهب الدينية والسياسية النصرانية على الرغم عمق خلافاتها وصراعاتها، لقد كانت الدول الكبرى في مؤتمر الصلح هي: بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، وهي تمثل كل المذاهب (المسيحية)، فرنسا تمثل الكاثوليكية، وروسيا تمثل الأرثوذكسية، وبريطانيا والولايات المتحدة تمثل البروتستانتية، لذلك في قول العابر المتعجل قال: وثيقة بروتستانتية!
وثيقة بروتستانتية! المذهب البروتستانتي هو الذي أضاع فلسطيننا؛ لأن عقيدة الاسترجاع (رجعة المسيح عليه السلام) في المذهب البروتستانتي هي نفس عقيدة الاسترجاع في القبالاه اليهودية، لذلك الطوائف البروتستانتية البيوريتانية وعصمة الكتاب المقدس الحرفية وغيرهما، مهووسين بالخرافات التوراتية عن (شعب الله المختار) و(أرض الميعاد) (إعادة بناء الهيكل) و(نهاية العالم) و(السيادة اليهودية العالمية)... وغيرها، لدرجة أن وصفهم مؤرخ غربي واعٍ مدرك لمدى يهودية تلك المذاهب:
"كانت البيوريتانية نوعاً من يهودية جديدة، يهودية محولة إلى مصطلحات أنجلو - سكسونية. ركز هؤلاء البروتستانت، في رجوعهم إلى نص الكتاب المقدس، على العهد القديم، وحاول بعضهم تقبلها حرفياً كأي يهودي أرثوذكسي". والبروتستانت بؤمنون "أن هناك علاقة قومية بين أرض فلسطين والشعب اليهودي باعتبارها السلالة المباشرة لقبائل إسرائيل العبرانية القديمة. وكان الفقه البروتستانتي (المسيحي) هو الذي رسخ التواصل المستمر بين الأرض والشعب".
ذلك هو سبب توقف المفاوضات بين العدو الصهيوني والسلطة الفلسطينية منذ عام 2010، لأن نتنياهو اشترط للعودة لطاولة المفاوضات: أن تعترف السلطة ب(العلاقة التاريخية) بين (الشعب اليهودي) و(أرضه التاريخية) فلسطين! (وعد بلفور) أسس لصدور ما أسموه (قانون القومية) في كيان العدو الصهيوني بتاريخ 19/7/2018!
لذلك تم تصفية كل الاحتلالات الغربية في العالم إلا فلسطين!
طبعاً لن يفقه الحزبيين المتعصبين لأحزابهم الجاهلة بالتاريخ والواقع ولا تفقه شيء عن القضية إلا مصالحها ومكاسبها، وتعيد تكرار التجارب التي فشلت إلى أن بلغنا هذا الدرك، نسأل الله أن يتولى قضية الدين والأمة ويقيض لها مَن هم أهلً لها، ويعجل بالاستبدال وبعث جيل عباداً لنا ...

تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 09:12 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-97323.htm