صنعاء نيوز - أغنية "أرحل يا بشار" التي غناها ملايين السوريين في الشوارع  "يا بشار ومانّك منّا.. خود ماهر وأرحل عنّا..

السبت, 16-يوليو-2011
صنعاء نيوز ناجي حسين -
أغنية "أرحل يا بشار" التي غناها ملايين السوريين في الشوارع "يا بشار ومانّك منّا.. خود ماهر وأرحل عنّا.. شرعيتك سقطت عنا ويلا أرحل يا بشار.. يا بشار ويا كذاب.. وتضرب أنت وهالخطاب.. الحريّة صارت عالباب.. ويلا أرحل يا بشار"، أغنية رددتها حناجر آلاف المتظاهرين في مدينة حماة السورية التي شهدت أكبر تظاهرة مليونية تطالب بإسقاط نظام (الأسد) لقبه الحقيقي الوحش في "جمعة أرحل"، وكتب كلماتها الشاب السوري إبراهيم قاشوش الذي صار رمزاً للثورة وصدح بصوته في ليالي مدينة حماة مطالباً بالحرية والكرامة.
الشهيد قاشوش لم يحمل السلاح ولم ينضم إلى "العصابات المسلحة" لكن صوته أزعج النظام السوري فقرر كتمه إلى الأبد، ليعثر على جثته ملقاة مساء 6 تموز الجاري في نهر العاصي وقد قطع نصف رقبته وإستئصلت حنجرته من الوريد إلى الوريد.
وأكد أصدقاء "بلبل الثورة السورية"، كما يحلو لمحبيه تسميته، أنه قاد "عراضة حموية" في جمعة أرحل الشهيرة وصدح بأهازيج ثورية ألهبت حماسة الملايين من المتظاهرين وفي صبيحة يوم الأحد 3 تموز الجاري خرج متوجهاً لعمله لكنه تعرض لعملية أختطاف من قبل قوات الأمن ليعثر عليه بعد ذلك مرمياً في نهر العاصي بعد قطع رقبته بسكين. تبين أنها عائدة لـ"بلبل الثورة السورية" إبرهيم قاشوش صاحب أغنية "أرحل يا بشار" التي غناها ملايين السوريين في الشوارع ليل نهار، ولا سيما في "جمعة أرحل". اللافت أن قاشوش ذبح من حنجرته وأقتعلت الحنجرة من مكانها ثم رميت الجثة في العاصي. وكان في طريقة ذبح قاشوش ما يذكرنا بما جرى لسليم اللوزي أيام الوحش (الأسد) الأب، أي قبل 31 عاما. في الرابع من آذار 1980، حينما عثر عليها راعي في منطقة عرمون يتسلق مرتفعات المنطقة أذا به يعثر على جثة ... كان لافتا أنها كانت لرجل في منتصف العمر، وأوضح الراعي أن أحدى يدي الضحية كانت متحللة. كان هذا سليم اللوزي أحد عمالقة الصحافة العربية لثلاثة عقود. كان قد خطف قبل ذلك بثمانية أيام على طريق المطار وهو يهم بمغادرة لبنان بعدما حضر لتقبل التعازي بوفاة والدته و(كان مقيما في لندن). كان اللوزي يصدر مجلة الحوادث من لندن بسبب الحرب في لبنان. وحاول الرئيس الراحل ياسر عرفات العثور عليه لأنه كما نقل عنه "في ما بعد" كان يعرف أن قرار تصفية سليم اللوزي أتخذ، ولن يقدر على أنقاذه. أسرّ الرئيس عرفات لعدد من أصدقائه الصحافيين اللبنانيين بعد ذلك، أن قرار أغتيال سليم اللوزي أتخذ في دمشق على أعلى مستوى، ونفذته منظمة "الصاعقة" بقيادة زهير محسن. كان سليم اللوزي تميز بمقالاته المعارضة للنظام السوري، وقد أغتيل شقيقه مصطفى لهذا السبب في طرابلس. وبدل أن يتراجع ويستكين قرر اللوزي المواجهة، فكتب أحدى أجمل المقالات في رثاء شقيقه مصطفى وكأنها تتضمن إستشرافا لأغتياله ووصية سياسية لما بعد أغتياله. وختم المقالة بهذه الكلمات: "وغداً إذا نجحت المخابرات العسكرية في تنفيذ الحكم الذي أصدرته بأغتيالي، وهي قادرة على ذلك بوسائلها المختلفة، فإني أكون قد أستحققت هذا المصير، وعزاء زوجتي وبناتي وأولاد مصطفى التسعة أنني أحببت بلدي وأخلصت لمهنتي".
وتأخذني باللافتات التي رفعت في حماه قبل أيام حاملة شعار "حافظ قتل جدي سنة 1982، وبشار قتل والدي سنة 2011 " ما يعكس صورة حقيقية لمأساة شعب عاش أكثر من أربعة عقود في ظل ستالينية دموية. وها هو يثور اليوم ويقينه أن لا عودة إلى الوراء. وأن الفرصة التاريخية أما أن تفضي إلى الحرية والكرامة أو يستمر هذا النهج الذي أحرق يد سليم اللوزي قبل ثلاثة عقود، وأقتلع حنجرة إبرهيم قاشوش... إلى ما لا نهاية.
عرف اللوزي أنه وضع على لائحة الأغتيالات ولم يغير قيد أنملة في مواقفه. ولما عُثر على جثته كانت يده التي يكتب بها محروقة متحللة من أسفلها بفعل مادة الأسيد التي وضعت فيها فترة لتذويبها. كانت رسالة القتلة بتذويب يد سليم اللوزي "الجانية "بالأسيد، معاقبة كل الأقلام المعارضة!
لم تكن هناك محاكم دولية كمحكمة رفيق الحريري، تماما مثلما لم تكن من محاكم يوم قتل كمال جنبلاط برصاصات عملاء فرع "المخابرات الجوية السورية" قبل ذلك بثلاث سنوات.
ولم تقل الصور التي بثها ناشطون سوريون على موقع "يوتيوب" لإبراهيم قاشوش فظاعة عن الجرائم التي أرتكبها "الشبيحة" في حق كل سوري خرج مطالباً بالحرية، وقد أتهم أصدقاء له ومحبوه عبر شبكات التواصل الأجتماعي قوات الأمن والشبيحة الأسد بقتله والتنكيل بجثته.
وأكد محبو قاشوش الذين سارعوا لإنشاء أكثر من 12 صفحة عبر "فيسبوك" تخليداً لذكراه، عزمهم على مواصلة ما بدأه رفيقهم والغناء للحرية في ساحات المدن السورية حتى ولو كان ثمن الكلمة الذبح من الوريد إلى الوريد.
ولم تقل الصور التي بثها ناشطون سوريون على موقع "يوتيوب" للطفل حمزة الخطيب والتمثيل بجثته قطعوا ذكر الشهيد حمزة الخطيب .. أما الشهيد إبراهيم قاشوش فقد نشر أهازيجه في الثورة وردد خلفه العالم كله بصوته الثوري. بسوريا في 22 مليون إبراهيم . الفكرة والأغنيه لا تموت بموت صاحبها لا يقوم بهذه الأفعال سوى الذي له عرق قذر من الدولة الفارسية إيران وأذنابها في منطقة الخضراء وحقدهما على الأمة العربية والإسلامية فقد فعلو بأبناء العراق أكثر وأكثر ما لا يتصوره العقل .
متى ستصحون يا أمة العرب والمسلمين وسنقول للمؤيدين قبل المعارضين أننا ثوار الكرامة لن نتراجع حتى ننتزع حريتنا منكم ولو لم يبقى منا أحد سيأتي من بعدنا أطفالنا ومن بعدهم أحفادنا وسيرددون أهازيج إبراهيم قاشوش لكي ينالوا حريتهم المسلوبة ويبنوا دولتهم المدنية الديمقراطية . ثورتنا مستمر حتى ننال حريتنا عاشت سوريا حرة أبية. الثورات العربية بدأت بالبوعزيزي ولن تنتهي بإبراهيم قاشوش .
يُذكر أن مدينة حماة السورية التي شهدت خروج أضخم المظاهرات المناهضة للأسد منذ بدء الأحتجاجات لا تزال محاصرة من قبل قوات الأمن والشبيحة والجيش ، وقد نزح المئات من سكانها نحو الجنوب خوفاً من شن الجيش عمليات عسكرية أنتقامية على غرار ما وقع في مدينة جسر الشغور ودرعا.
وهكذا ما يحدث في العراق على أيدي عملاء للأمريكان وللنظام الإيراني الصفوي الذي يقطع الحناجر حتى لا يسمع صوت معارض؟ هل يرضى الحسين وعلي وفاطمة الزهراء بقطع الحناجر ؟ أنتموا إلى وطنكم وكونوا مع الثوار ضد الظلم ...النظم القمعية من واقع تركيبتها لا تتعلم وتظل ترتكب الجرائم دون وجود آلية للتعلم. الشهداء هم وقود الثورة وكلما زاد البطش والقتل والتنكيل كلما دفع الشعب للخروج والثورة ثأرا لدم الشهداء ودفعا للمظالم. النظام السوري وقع ضحية تاريخه الدموي وغير قادر للفكاك منه حتي بمطية المجرم بشار ورث جينات الأب. النظم القمعية تخشي الكلمة أكثر من الرصاص. فالكلمة تخاطب العقول وتنتقل دون حواجز . الجديد أنهم لم يكتفوا بالقتل وأمعنوا في التنكيل بإستأصل الحنجرة. أنهم يعادون الصوت الحر حتي منبعه.
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 01:32 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-9753.htm