الإثنين, 18-يوليو-2011
صنعاء نيوز - الأحداث في اليمن عموماً تتجه للأسوأ..، وفي ظل ما تشهده الساحة الوطنية من عراك بالكلمات، ويصل في أحايين إلى عراك بالأسلحة وإسالة الدماء، وزيادة البكاء والنحيب والعويل صنعاء نيوز/راسل عمر القرشي -
-
الأحداث في اليمن عموماً تتجه للأسوأ..، وفي ظل ما تشهده الساحة الوطنية من عراك بالكلمات، ويصل في أحايين إلى عراك بالأسلحة وإسالة الدماء، وزيادة البكاء والنحيب والعويل ـ يبدو القادم مجهولاً رغم أن تباشيره واضحة وتؤكد أن لا خير في قليل من نجواهم أو حتى كثير!..
أصبحنا نترقب الأسوأ في ظل هذا التهور وهذا الجنون، أما الأنفع والأفضل والأصلح فرحم الله الأمس الذي مضى ولن يعود إن أصررنا على الاستمرار في هذا الطريق الموجع والمفجع الذي نسير عليه، ورحم الله الحكمة اليمانية التي سُرقت منا ولا سامح الله من سرقها وأخفاها وأبعدها عنا!..
جميعاً نمضي نحو الهاوية التي لم نخترها نحن، وإنما اختارها لنا رجالات اليمن «العقلاء» المتصارعون على السلطة، الذين سيطر العناد على عقولهم، وبدا الواحد منهم يُظهر نفسه وكأنه الأقوى والأجدر عن غيره..، فذهب لاستعراض عضلاته وإبراز مقومات قوته وكل ذلك على حساب الوطن، وعلى حساب أبناء الشعب!..
فإلى أين تقودون اليمن واليمنيين يا هؤلاء..؟ ألا يكفي ما وصلنا إليه اليوم من شقاق..، ألا يكفي هذا العبث الذي سيطر على مكونات الحياة بكل تفاصيلها؟، ألم يعد هناك من عاقل ورشيد يوقف هذا الوجع ويضع حداً لهذا الأنين المتصاعد؟!..
< كيف يمكن أن نصل إلى حلول حقيقية تنهي هذه الأزمات المتلاحقة التي تكاد تقضي على ما تبقى من أمل وما تبقى من حياة في يمن ضاع منه الإيمان وغُيّبت الحكمة أو أريد لهما ذلك؟!..
كيف يمكن أن ننقذ أنفسنا ونقيها من المخاطر التي ننجرف إليها بكل أسف، ونوقف هذا النزيف المستمر؟..
كيف يمكن لنا ذلك ونحن نرفض الحوار.. نرفض السلام..، ونرفض كل لغات الحياة الآمنة والمستقرة؟!..
كيف سيكون الغد في ظل استمرار هذا القبح الذي زُرع ولا يزال في النفوس والقلوب، وفي ظل هذا الحقد الذي يتصاعد ونجد هناك من يغذيه أكثر وأكثر..
أقولها بكل الصدق والمسؤولية: لن نفلح أبداً ما دامت النفوس ضيقة، والقلوب متحجرة..، والعقول يملأها العناد والمكابرة..، ومادام البعض ينظر لنفسه ويتجاهل غيره من أبناء هذا الشعب الفقير والكادح!..
لن نفلح أبداً في ظل سيطرة الخداع..، والتحالف مع الكذب والزيف، وفي ظل هذا البؤس الذي يكشف عنه البعض ويعتبره شجاعة وقوة..
< أي إصلاح نرتجي بعد هذا الألم الذي تسيَّد في النفوس، وبعد هذا الخداع المشاهد والمسموع، الذي أدمى العيون والقلوب، وسرق الابتسامة من وجوه الأطفال والأمهات؟!..
أي تغيير يمكن أن يتحقق بعيداً عن لغة العقل..، وبعيداً عن الحوار، وبعيداً عن الصدق مع النفوس..، وبعيداً أيضاً عن الشراكة الوطنية الحقيقية التي يكون همها الأول الوطن وأبناء الشعب، وهمها الآخر الوطن وأبناء الشعب؟!..
أي تغيير يمكن أن يقودنا إلى الأفضل وهناك من يدعو إلى الإلغاء والاجتثاث، وإلى الكفاح المسلح، وإلى هدم المعبد على من فيه؟!..
والذي خلقنا يمنيين إننا نقود أنفسنا إلى الضياع والهاوية.. إلى سيطرة الحقد وتغذية الكراهية في النفوس..
نقود أنفسنا إلى الفوضى والخراب والعنف المتواصل والمستمر!
< يا هؤلاء.. لا سبيل لتجاوز هذا الألم وإيقاف هذا النزيف الذي نعيشه إلا بالحوار.. شئنا أم أبينا..، ومن أراد أن يلعن نفسه أو يكذب فليقل غير ذلك !.. وكفى بالله حسيباً ونصيرا..
[email protected]
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 04-ديسمبر-2024 الساعة: 07:11 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-9782.htm