صنعاء نيوز - لأسباب متعددة ، قد يكره الإنسان شخصا أو حيوانا أو حتى جمادا كمبنى او منشأة مثلا .  

منتزه زايد في جبل صبر الذي يحج اليه

الأربعاء, 26-يونيو-2024
صنعاءنيوز / عباس السيد -



لأسباب متعددة ، قد يكره الإنسان شخصا أو حيوانا أو حتى جمادا كمبنى او منشأة مثلا .

منتزه زايد في جبل صبر الذي يحج اليه زوار المدينة والجبل ، أنا لا أحبه ، ولم يسبق لي أن دخلته منذ افتتاحه في العام 2005 ، لأنه بُني على أنقاض المدرسة التي درست بها اربع سنوات ، من أول اعدادي إلى اول ثانوي . مدرسة الشهيد محمد علي عثمان ، أول مدرسة إعدادية ثانوية في جبل صبر .

لقد كانت المدرسة بمثابة الجسر الذي أتاح لنا الإستمرار في مشوار التعليم ، فعندما انهينا المرحلة الإبتدائية في قريتنا ، كنا أمام خيارات صعبة ، إما الإنقطاع عن التعليم ، والتفرغ لأعمال الزراعة والرعي ، أو اكتساب حرفة او مهنة ، أو الإغتراب لاحقا كما فعل معظم جيلنا .
القليلون منا شدوا الرحال من قريتنا في مديرية حدنان ، لمواصلة التعليم في قرية "دار النصر " مركز مديرية صبر الموادم ، وكنا مجموعة بعدد اصابع اليد .

مشوار يأخذ منا اكثر من ساعة ، ننزل نقيل ونطلع نقيل ، وعندما نتأخر ، يستقبلنا المدرس المصري بساحة المدرسة وهو يلوح بعصاه :
اهلا بتُوع حدنان . نفتح اكفنا ، وندخل الفصل ..
المقاعد فُل ، ونحن غرباء بين الطلاب من قرى مديرية الموادم ، ولا احد يمكن أن يتعاطف ويفسح لأي منا الى جواره ، وما فيش قدامنا غير ننبع نجلس في الطيقان .

قبل ايام من زيارة الرئيس الحمدي و الشيخ زايد لجبل صبر عام 1977 ، استعدت المدرسة لاستقبالهما .
تدربنا على عبارات الترحيب بشكل جماعي في مسيرات من المدرسة إلى قرية مراغة على الطريق الذي كان ترابيا حديث الشق .

بعد سنوات من الزيارة ، هُدمت مدرسة الشهيد محمد علي عثمان ، وهدم أيضا مبنى أثري من ثلاثة طوابق ، كان يستخدم كمدرسة ابتدائية " مدرسة الإصلاح" - لا علاقة لها بالإصلاح الحزب الذي نشأ متأخرا - .

هذا المبنى كان مقرا لأمير تعز في العهد الملكي ، وكان اسمه دار النصر ، وهو الإسم الذي حملته القرية ، وطغى على اسمها الحقيقي " صِهْلَه" .

صحيح ان منتزه زايد بات مشهورا ، لكنه في الحقيقة مجرد مبنى أو في قرية اسمها : دار النصر .

بانتقالنا من قريتنا النائية في حدنان إلى قرية دار النصر ، وجدنا " فجوة حضارية " هائلة بين القريتين ، فقُرب الأخيرة من مدينة تعز ، اكسبها بعض صفات المدينة .. حركة السيارات ، النشاط التجاري ، مطاعم صغيرة وكافتريات يعمل فيها رجال وبعضها نساء و فتيات ، ومن أيديهن عرفت المحلبية لأول مرة .

كانت تلك الأجواء تخفف عنا تعب السفر اليومي الشاق ، وكأننا في نزهة يومية ..

دار النصر ، كانت قرية تعج بالحركة النشطة ، يمارس الجميع نشاطهم بمودة وثقة تحت الشمس ، القرية كلها منتزه مفتوح من شمالها حيث تقع المدرستين ، إلى جنوبها حيث بركة الماء المحاطة بأشجار البلس والفرسك . قبل أن يستبدل كل شيء بمبني يحوي عشرات الغرف المغلقة يسمونها شاليهات ، وهو اقرب إلى استراحة لمسؤولي المحافظة ، ومسؤولي المنظمات والأثرياء .

ماذا لوكانت ادارة المدرسة وطلابها ، يعرفون أن زيارة الشيخ زايد ستؤدي الى تدمير المدرستين ، هل كان موكبه سيُرمى بالمشاقر .؟.

عباس السيد
تمت طباعة الخبر في: السبت, 16-نوفمبر-2024 الساعة: 08:02 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-97942.htm