صنعاء نيوز - تشيرُ كَلمةِ التدريب دائِماً إلى اكتسابِ المَعرِفَة والكفاءَةِ والخبرات، والدوراتِ التَدريبيّة عِبارَة عَن مَهاراتٍ عَمَليّة والمُعرِفَة التي تتّصل مَع بَعضِها البعض

الأربعاء, 31-يوليو-2024
صنعاءنيوز / عمر دغوغي -


بقلم: عمر دغوغي الإدريسي مدير مكتب صنعاء نيوز بالمملكة المغربية المغربية[email protected] https://web.facebook.com/dghoughiomar1

تشيرُ كَلمةِ التدريب دائِماً إلى اكتسابِ المَعرِفَة والكفاءَةِ والخبرات، والدوراتِ التَدريبيّة عِبارَة عَن مَهاراتٍ عَمَليّة والمُعرِفَة التي تتّصل مَع بَعضِها البعض لتفيدَ الشّخصِ المُتَدرّب، وَتُعقدُ هذِهِ الدورات التدريبيّة فِي معاهِدٍ فنيّة أو كليّات تقنيّة تَقومُ على توفير بيئة مُناسِبَة لاكتسابِ المهارات والخبراتِ على يد مُدرّبين مختصّين فَقَط فِي مَجالٍ مُعيّن، وهذِهِ البيئة التي تقوم بتوفِيرها المَعاهِد غَير مَوجُودَةٍ فِي الجامعات والكليّات فَهِيَ أقوى مِنَ المعرفة والمعلومات التي تقدِمها الجامعات، وذلِكَ لِسَببِ التدريب العَمَلِي وتهيِئَةِ المُتَدرّب للعَمَل والقدرةِ على مواكبةِ الحياةِ العمليّة بعيداً عَنِ المَعرِفَة التي لا فائِدَة مِنها فِي الحياةِ الواقعيّة، لذلِكَ سَنقُومُ بالتعرّفِ على أهَميّة الدورات التدريبيّة وأيضاً التعرّفِ على التطويرِ الذاتي وأهَميّتهِ الذي يُعتَبَرُ أهَمّ مِنَ الدّوراتِ التَدرِيبيّة.
أيّ مَجال يَحتاجُ إلى التطوّر ولربّما يَحتاجُ إلى طِوالَ حَياتك إلى التعلّم والتدريب، لذلِكَ الجامِعَة قَد توفّر لَكَ الفرصة بالتخصّصِ فِي مجالٍ مُعيّن ولكن فِي الحَقيقَةِ الجامعات لا تُعطي المَعرِفَة الواسعة فِي أمرٍ مُحدّد، لأنّ الجامعات وللأسف هَدَفُها المادّة فَقَط وليسَ اكسابِ الطالب مَعرِفَة تفيدَهُ فِي الحياةِ العملية، إذن فأهميّةِ الدورات التدريبيّة هي: إعداد مُوظّفينَ أقوياء:
التدريب فِي الوقتِ الحالي أصبحَ عبارَة عَن عِلماً مستقلاً بنفسه ولهُ طُرُقِهِ الخاصّة فِي جَمعِ المعلومات والأفكار وكتابَتِها بطرقٍ مَنهجِيّة يسهُلُ على المُتَدرّب تَعَلّمِها، فبالتالي هذِهِ الطريقة يَتِم بناءُ مُوظّفينَ قادِرينَ على الاستجابَة السّريعَة للتغيّرات والقُدرةِ على مواكبةِ التطوّرات في بيئةِ العمل، فَعِنَدما يكونُ المتدرّب أخذَ خلفيّة واسِعَة حَولَ العمل الذي يريد أن يَعمَلَ فيه مِن خلالِ التدريب سيكونُ مِنَ الأمرِ السّهِل أن يُبدِع ويكونَ أفضَلَ مِن غَيرِهِ مِنَ المُوظّفين.
تَحسينِ مُستوياتِ المُتَدرّب: هُناكَ الكثيرُ مِنَ الأشخاص قَد يَمتَلِكَ قُدراتٍ عَقليّة وذكاء وَحُبّ التعلّم ولكن لا تُوجَدُ فُرصَةٍ يُمكِن مِن خِلالِها أن يَزيدَ المَعرِفَة ويحسّن مِن مُستواه، وهذا الأمر التدريب يوفّرهُ عَن طَريقِ إرشادِ المُتَدرّب إلى الطّريقِ الصّحيح للمَعرِفَةِ وطرقِ اكتسابِها فَهِيَ تُحَسّن مِن مهاراتِ المُتَدرّبين بشكلٍ عام.
خلق بيئة تفاعليّة بين المتدرّبين: مِنَ المَعروفِ أن التخصّصات يتفرّعُ مِنها عِدّةِ مَجالات، فَعلى سَبيلِ المثال علمُ الحاسوب يشمُلُ الكثير مِنَ المجالات مِثِل (تصميمِ صفحاتِ الإنترنت، شبكاتِ الحاسوب، تصميمِ برامجٍ مَكتبيّة، تصميم برامج للهواتف الذكيّة...) ويقاسُ عليها جميعُ التخصّصات، فالمعاهِد التدريبيّة عِندَما تُعطي دَورَةً فَهِيَ تَتَخَصّص فِي مَجالٍ مُحدّد، فيجتَمِعُ المُتَدّربين الذينَ لَهُم نَفسُ الهدف فيكون هناك روح تفاعليّة وتبادل أفكار فِيما بَينَهُم، وهذا الأمر لا توفّرهُ الجامعاتِ والكليّات للأسف.
تَلبيةِ احتياجاتِ سُوقِ العمل: للأسَف الجامعاتِ تَقومُ على تَخريجِ الكثير مِنَ الطلّاب الذين لا يَمتَلِكُونَ المَهارَة والكفاءَةِ للعَمَل، فهؤلاءِ بِحاجَةٍ إلى دُوراتٍ تَدريبيّة في المعاهد أو الشركات مِن أجلِ أن يَكتَسِبُوا المهارات والكفاءات وَمِن ثُمّ إطلاقِهِم إلى سُوقِ العَمَل، لأنّ سُوقِ العَمَل يحتاجُ إلى الكَفاءةِ والمَهارَة ولا يحتاجُ إلى شهاداتٍ ومعدّلات، وهذا لا َيعني أنّ الجامِعَة والشهادات غَير مُهمّة بالعكسِ تماماً ولكِن الأهَمُّ هِيَ الكفاءة والمَهارَة.
عدم توفّر مُدرّبين محترفين: إنّ الخُطورَةِ الحَقيقيّة فِي الدوراتِ التدريبيّة هُوَ المُدرّب لأنّهُ هُوَ العنصر الأهم فِي الدورة التدريبيّة، فإذا كانَ المُدرّب لا يمتلك المَهاراتٍ العالية والكفاءة والقُدرَةِ على إيصالِ المَعلومة بكلِّ سهولة لا يُمكن أن يستفيدَ المتدرّبين مِن الدورةِ نهائّياً، لذلِكَ يَجِب أن تَقوم المَعاهد التدريبيّة باختيارِ مُدرّب بحسبِ الشروط التالية: الخِبرَةِ العالية فِي مَجالِ العَمَل خِصيصاً بنفسِ مجال إنعقادِ الدورة .
الكَفاءَةِ والمَهارَة والمَعرِفَة الواسِعَة بالمجال الذي يَعمَلُ فِيه . وُجودِ بَعضِ المشاريع للمُتَدَرّب للتأكّدِ مِن مَعرِفَتِهِ الواسعة .
الهَدَفُ السّامِي مِن انعقادِ الدورات: هُناك الكثير وللأسف مِنَ المَعاهِد التدريبيّة التي تَقومُ بإعدادِ دوراتٍ فِي مَجالاتٍ شتّى ويكونُ هَدَفُها الأساسي هُوَ الربح وأخذِ المال مِنَ المتدرّب، وهذا الأمر لا يُمكن أن يُعطِي القدرةِ على تدريب وإخراجِ متدرّبين ذُو كفاءاتٍ عالية إلى سوقِ العَمَل، فيجب على المعاهد أن يكون هَدَفُها السامي والأوّل هو أن تقوم بتدريبِ المتدرّبين بشكلٍ جيّد وأن تَعرِف أنّ هؤلاءِ المُتَدرّبين سيكونون عاملاً إيجابياً في سوقِ العمل والوطن، واسمِ المعهد وسُمعَتِهِ أهَمّ مِنَ المال، فإذا أخذ المَعهَد الاسم والمَكانة والمركز أصبحَ المال أمر بديهي وهذا ما يَجِب أن يَعرِفَهُ أصحابُ المَعاهِد.
التَكلُفةِ العالية للدورات: هُناكَ الكثير يُريدُونَ أن يأخُذوا دوراتٍ تدريبيّة ولكِن تَكلُفَتِها العالية لا تَسمَحُ لَهُم بأخذِها، لذلِكَ يَجِب أن تُقومُ المَعاهدِ بتقليل تكلفةِ الدورات، وإذا لَم يستطع أحد أن يأخذ هذِهِ الدورات بِسَبَبِ التكلفةِ العالية سنقومُ بالتعرّفِ على التطويرِ الذاتي مِن خِلال مَوقِع موضوع وَهُذهِ الطريقةِ أفضَلُ مِنَ الدَورات.
للأسَف فِي الوطن العربي هذا الأمر قَليل وَقَد لا يَكونُ مَوجُوداً فِي بعضِ البلادان، وهذا الأمر يَقَعُ على عاتِقِ الدولة بِفرض قانون يُلزم المُؤسّساتِ والشّركاتِ على تدريبِ الخريجين والموظفين الجدد لكي يتمكّنوا من إيجادِ الوظيفة التي تُناسِبَهُم، وَمِن ثمّ يَقَعُ على عاتِقِ نظامِ المؤسسات والشركات التي لا تضع من أولوياتها تَدريبِ الخِريجيب والمُوظّفين، لذلِكَ مِن هذِهِ الحُلول: التمويل:
هُناكَ الكثيرُ مِنَ المُؤسّسات عَمِلَت على تقليصِ ميزانية الدوراتِ التدريبيّة نتيجةِ الانكماش الاقتصادي، وهنا يجب أن تَضَعُ الدولة جُزءاً مِن مِيزانيّتها لتدريبِ الطلاب الخريجين والمُوظّفين الجدد وَدَعمِ الجهات التي تقومُ بالتدريب، فهذا الأمر قَد يَحِلّ مشاكِلَ أزمةِ البطالة بأكملها وأيضاً إعطاءِ الفرصة لِمَن لَم يُحالِفَهُم الحظ. إلزامِ المُؤسّساتِ والشركاتِ بقانُونِ التدريب:
القَوانين التي تَضَعَها الدولة هِيَ أساسُ ازدهارِها وكلّما كان القانون إلزامِي كان نِظامُ الدولةِ أفضَل، فَيَجِب على الإدارة العُليا والأشخاص المَعنيين بأن يَضَعُوا قوانين تُجبِر المُؤسّساتِ والشّركاتِ على تَدريبِ الخِريجيب الجُدُد ويكونوا عُنصُر فعّال فِي المُجتَمَع وسوقِ العمل.
أيّ شخصٍ مُمكن أن يزيدَ مِنَ المَعرِفَة والمَهارَة والكَفاءَة إذا كانَ هُناَكَ الإرادةِ للحُصولِ عليها، فالدُوراتِ التدريبيّة قَد تَكونُ مُكلِفَةً خارِجَ حُدودِ قُدراتِك المَاديّة وأيضاً أخذِ الدوراتِ التدريبيّة لَيسَت إشارَة على أنّ المُتَدرّب سَيكُونُ ذُو كفاءَة، لأنّ العقل هُوَ المَصدَر الحَقيقِي لاكتسابِ المَعرِفَة ، لذلِكَ الحَل الأفضل فِي هذه الحالة هُوَ أن تقومَ أنتَ بالتطويرِ مِن قُدراتِكَ ومهاراتك وَحدُك، ويمكِن أن تستخدِم كلّ ما حولكَ لتحقّق أهدافَك فَهِيَ ليست مُستَحيلة وليسَت خارج حُدودِ قُدراتك، وَيُمكِن أن تُوجهَ حياتَك لتحقِيقِ أهدافك مَع ظُهورِ التِكنولوجيا والعالَم المليءِ بالمَعرَفِة، لذلِكَ قُم باستغلالِ الأمور التالِيَة:
التِكنولوجيا لاكتسابِ المعرفة: فِي عالَمِ الإنترنت هُناكَ بُحور ٍمِنَ المَعرِفَة لا يُمكِن أن تَتَوَقّف إلّا بِتَوقّفِ التكنولوجيا، وَيُعتَبَرُ الإنترنت فِي الوقتِ الحالي مِنَ أحَدِ أهَمِ المَصادِر لاكتسابِ المَعرِفَة، فَقُم بالبحثِ عَنِ العلوم التي تَريدُ أن تَكتَسِبَ المَعرِفَة فِيها مِن خِلالِ (مُحَرّكاتِ البحث، مُشاهَدةِ المُحاضرات، الكُتُب...) ابحَث عَنِ هذِهِ المَصادِر بِنَفسِك وَتَعَلّمَها فَهِيَ تغنيكَ عَنِ الدورات بشكل كامل.
البَحثِ عن المصادر المُناسِبةِ: هُناك مَصادِرٌ كثيرة ابحَث عَنِ الأفضلِ وأهَمُّ مَصدَرٍ يجب أن تبحثَ عَنهُ هُوَ المَصادِرُ (السّمعِيّة والبَصَريّة) على شكلِ دوراتٍ تُعطَى على الإنترنت، فَهِيَ تأتي فِي المَرتَبَةِ الأولى مِن ناحِيَةِ الأهميّة لأنّها تسهّل عَليكَ فَهمِ المَعلومَة وسهولَةِ استيعابها، فَهِيَ صدقاً تغنيكَ عَنِ الدُوراتِ التَدرِيبيّة
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 01:14 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-98522.htm