صنعاء نيوز - منذ قيامه في العام 1948، على أراض فلسطينية محتلة، ومنذ تاسيس جهاز الموساد في العام 1949، تبنى الكيان الصهيوني سياسة الاغتيالات

السبت, 10-أغسطس-2024
صنعاءنيوز / إيهاب مقبل -



منذ قيامه في العام 1948، على أراض فلسطينية محتلة، ومنذ تاسيس جهاز الموساد في العام 1949، تبنى الكيان الصهيوني سياسة الاغتيالات والتفجيرات والتصفية الجسدية كعقيدة راسخة في تعامله مع خصومه، من دون التفات لأي تبعات سياسية أو قانونية.

لم تقتصر الاغتيالات والتفجيرات على القادة والنشطاء العسكريين، إذ طالت قادة سياسيين وعلماء وأدباء وباحثين، ولم يفرق الكيان الصهيوني في مسارح الذبح بين دولة عربية أو أجنبية، صديقة أو عدوة. كما إنه لم يستثني من عملياته استهداف اليهود العراقيين بهدف دفعهم للهجرة إلى فلسطين المحتلة كما جاء في كتاب "حبال من رمل" للضابط السابق في الاستخبارات الأمريكية ويلبور كرين يفيلاند، والصادر في العام 1980، وكتاب "فضائح بن غوريون" لليهودي العراقي والصهيوني السابق "التائب" نعيم جلعادي، والصادر في العام 1992.

وغالبًا، لا يعترف الكيان الصهيوني رسميًا بمسؤوليته عن الاغتيالات والتفجيرات خارج الحدود، ويأتي عادةً الاعتراف عبر صحفيين وكُتاب ووسائل إعلام إسرائيلية، وذلك بعد سنوات من التصفية.

وأدناه أشهر عمليات الاغتيالات والتفجيرات التي نفذها الموساد الإسرائيلي ضد العراق ومصالحه الخارجية:

1. تفجير قنبلة في المركز الثقافي الأمريكي في بغداد في التاسع عشر من مارس أذار العام 1950، مما تسببت في أضرار في الممتلكات واصابة عدد من اليهود. كان المركز المكان المفضل للقاء الشبان اليهود للاطلاع على الثقافة الأمريكية. يُذكر أن الموساد قدْ وزعَ منشورات في السادس عشر من مار آذار العام 1950، أي قبل تنفيذ العملية بثلاثة أيام، تدعو اليهود إلى مغادرة العراق بإتجاه إيران الشاه ثم جوًا إلى الكيان الصهيوني.

2. تفجير قنبلة في مقهى الدار البيضاء في شارع أبي نؤاس ببغداد في الساعة التاسعة والربع من صباح الثامن من نيسان أبريل العام 1950، مما تسببت بإصابة أربعة يهود عراقيين بجروح خطيرة في وقت الاحتفال بعيد الفصح اليهودي. وزع الموساد منشورات في الساعة الرابعة عصرًا من نفس اليوم تدعو اليهود إلى مغادرة العراق على الفور.

3. القاء قنبلة يدوية في اتجاه نافذة عرض لبيت مملوك لليهود في بغداد في العاشر من مايو أيار العام 1950، ولم يسبب الانفجار خسائر بشرية.

4. القاء قنبلة يدوية من سيارة مسرعة على تجمع لليهود الأغنياء في منطقة البتاوين ببغداد في الثالث من يونيو حزيران العام 1950، ولم يسبب الانفجار خسائر بشرية. بعد التفجير طلبت الحركة الصهيونية السرية في العراق من الكيان الصهيوني زيادة حصة هجرة اليهود من العراق.

5. تفجير قنبلة بجوار مبنى شاشوا، والمملوك لعائلة يهودية في شارع الرشيد ببغداد، وذلك في الساعة الثانية والنصف من فجر الخامس من يونيو حزيران العام 1950، مما تسببت باضرار في الممتلكات دون وقوع اصابات.

6. القاء قنبلة يدوية على مجموعة من اليهود خارج كنيس مسعودة شيم طوف في بغداد، وذلك في الساعة السابعة مساءًا من الرابع عشر من يناير كانون الثاني العام 1951 مما أدى إلى مقتل واصابة 13 يهوديًا. بعد هذه العملية، قفزت الهجرة اليهودية من العراق إلى نحو 700 يهودي في اليوم الواحد.

7. تفجير قنبلة بالقرب من شركة بيت لاوي في شارع الرشيد في الخامس من يونيو حزيران العام 1951 مما تسببت باضرار في الممتلكات دون وقوع اصابات.

8. تفجير قنبلة بالقرب من شركة ستانلي شعشوع في شارع الرشيد في العاشر من يونيو حزيران العام 1951، مما تسببت باضرار في الممتلكات دون وقوع اصابات.

9. تفجير حقيبة مفخخة في مقهى يملكه يهودي عراقي ورواده من اليهود خلال عيد العرش اليهودي، وذلك في التاسع من سبتمبر أيلول العام 1951.

10. هجمات على اليهود في العراق في ديسمبر كانون الأول العام 1951.

أظهرت نتائج الفحص والتحقيقات العراقية أن نوع المتفجرات المستخدمة في الهجوم على شركة بيت لاوي متطابقة مع اثار المتفجرات التي عثر عليها في حقيبة المحامي اليهودي يوسف إبراهيم البصري، جنبًا إلى جنب مع الإسكافي اليهودي شالوم صالح شالوم، إذ اعترفوا للمحكمة العراقية بوقوفهم مع رجل يهودي ثالث يدعى يوسف حبازا وراء الهجمات التي استهدفت اليهود في ديسمبر كانون الأول العام 1951 لصالح "الحركة الصهيونية السرية في العراق"، واعدما في يناير كانون الثاني العام 1952. لم يبقى حتى هذا العام، 1952، سوى 6 آلاف يهودي في "المملكة العراقية" من أصل 125 ألف يهودي فروا إلى الكيان الصهيوني.

11. نجاح الموساد من تجنيد الطيار العراقي منير روفا في العام 1965، وهروبه بطائرة ميغ 21 التابعة للقوات الجوية العراقية إلى الكيان الصهيوني في العام 1966. اعترف لاحقًا عميل الاستخبارات الأمريكية الدكتور يوسف الميمار، وهو المُدير العام السابق لوزارة الأصلاح الزراعي، في تحقيق أمام التلفاز العراقي بدوره بجانب وزراء سابقين رفيعي المستوى في المشاركة بعملية هروب الطيارة العراقية إلى الكيان الصهيوني.

12. اعدام 14 عراقيًا شنقًا في ساحة التحرير وسط بغداد في السابع والعشرين من يناير كانون الثاني العام 1969، كان بينهم تسعة يهود عراقيين ادينوا بالتجسس لصالح الموساد الاسرائيلي والاعداد لتنفيذ تفجيرات داخل العراق بحسب صحيفة بغداد اوبزرفر. كان زعيم شبكة التجسس التاجر اليهودي في البصرة عزرا ناجي زلخا، والبالغ من العمر 51 عامًا. واجرت صحيفة بغداد اوبزرفر انذاك مقابلة مع العقيد الركن علي هادي وتوت كرئيس المحكمة الخاصة بمحاكمة شبكات التجسس، والذي قال للصحيفة إن "المحكمة توصلت إلى هذا القرار بصرف النظر عن ديانة المتهمين، لأنها برأت ساحة سبعة من اليهود".

13. اغتيال القيادي الفلسطيني وديع حداد في بغداد في العاشر من يناير كانون الثاني العام 1978، وذلك بمادة سامة تم تطويرها في المعهد الإسرائيلي للأبحاث البيولوجية بحسب كتاب "انهض واقتل أولًا: التاريخ السري للاغتيالات الإسرائيلية" للصحفي العبري رونين بيرغمان، والصادر في العام 2018. أصيب حداد بالمرض وتم نقله إلى مستشفى حكومي عراقي، ولم يتمكن الأطباء من معرفة حالته واشتبهوا بتعرضه للتسمم، فنقل جوًا إلى ألمانيا الشرقية تحت اسم مستعار "أحمد الدقلي" لتلقي العلاج، واستمرت حالته في التدهور، وتوفى في الثامن والعشرين من مارس آذار العام 1978، كما يقول الكتاب.

14. تفجير مستودعات شركة "سي أم أي أم" الفرنسية والمتخصصة بتصنيع قطع السفن والمفاعلات النووية في بلدة "لا سين سور مير" الفرنسية في ليلة السادس من أبريل نيسان العام 1979، في عملية نفذها 15 فردًا من الموساد الإسرائيلي بهويات مزورة، وكانَ الهدف حاويات مخصصة للمفاعل النووي العراقي. يؤكد ميكي رون، وهو أحد كبار العلماء في مفاعل ديمونة الإسرائيلي، والمستشار الخاص لعملية "العصر الجديد" لإنهاء البرنامج النووي العراقي، لصحيفة هارتس أن "عملية التفجير برمتها في فرنسا كانت من تنفيذ الموساد الإسرائيلي، وإن فريق الموساد عاد لإسرائيل بسلام.. لكن الفرنسيين أصلحوا الأضرار بسرعة، فتأخر المشروع العراقي لكن ليس للمدة التي كانت إسرائيل تأملها".

15. العثور على جثة المهندس النووي المصري يحيى المشد في غرفته بفندق الميريديان بباريس، وذلك في الرابع عشر من يونيو حزيران العام 1980. كان المشد، أحد أهم الشخصيات في البرنامج النووي العراقي، وقدْ تعرض للضرب المبرح والطعن بالسكاكين حتى الموت. يُنسب اغتياله إلى مقاتلي الوحدة العملياتية الرئيسية للموساد، التي تسمى "وحدة كيدون"، وهم مجموعة من القتلة المحترفين والمتخصصين بعمليات الإغتيالات والتخريب.

16. نجاح الموساد والإستخبارات العسكرية "آمان" ووحدة التكنولوجية السرية 81 ووحدة الاستخبارات 8200 والمتخصصة بالتجسس الإلكتروني من جمع المعلومات حول البرنامج النووي العراقي من الشركات والمهندسين والعمال الأجانب، ومن ثم مشاركة المعلومات مع القوات الجوية الإسرائيلية لتوجيه ضربة جوية مدمرة على مفاعل تموز العراقي في منطقة التويثة ببغداد في السابع من يونيو حزيران العام 1981، وذلك لضمان عدم قدرة العراق على إعادة بنائه بحسب صحيفة هارتس.

17. اغتيال العالم الفيزيائي الكندي جيرالد بول بخمس رصاصات في الرأس أمام باب شقته في بروكسل، وذلك في الثاني والعشرين من مارس آذار العام 1990. وطبقًا لتحقيق صحفي لغوردون توماس، فان رئيس الوزراء الإسرائيلي اسحق شامير قدْ أعطى موافقته لناحوم أدموني رئيس جهاز الموساد آنذاك بإغتيال جيرالد بول، وإن قسم الحرب النفسية والمعلومات المضللة في الموساد بثَ شائعات في وسائل الإعلام الأوروبية بان عملاء صدام حسين هم من قاموا بإغتياله. كانت غالبية الأسلحة العراقية المرعبة من صنع جيرالد من العام 1981م حتى اغتياله في العام 1990، بما فيها جميع أسلحة جي سي 45 التي طورها جيرالد في العام 1970، إذ صنع 200 من هذه الأسلحة في النمسا وسميت آنذاك بأسلحة جي إتش إن 45، ثم نقلت إلى العراق عبر الأردن في العام 1985، وصنع 100 أخرى في جنوب أفريقيا، وروج لها تحت اسم جي 5، وبمقدور هذه الأسلحة قذف أسلحة نووية، وقذائف كيميائية، أو أي قذيفة ناتو معيارية ذات 155 ملمتر. كما صمم جيرالد أنظمة ذاتية الدفع متقدمة للعراق: سلاح "ألفاو 210 ملمتر" وسلاح "المجنون 155 ملمتر"، أما ألفاو يزن 48 طنًا، ويستطيع إطلاق أربعة جولات بالدقيقة تزن كل منها 109 كيلوجرام يصل مداها 35 ميلًا من سبطانتها الواصل طولها 11 متر. كما هنالك رؤوس جيرالد الحربية الشهيرة، التي زادت من مدى صواريخ سكود العراقية لتصل إلى مسافة أبعد من فلسطين المحتلة، وتحت مظلة مشروع بابل، توسع جيرالد، فبنى أنبوبة "سبطانة" على مراحل، بطول يصل إلى 512 قدمًا، فتمكنت المدفعية من إطلاق قذيفة ذات وزن 600 كيلوجرام يصل مداها إلى 1000 كيلومتر، أو قذائف 2000 كج معززة بصواريخ. ولذلك بحسب حسب صحفيين أوروبيين، فان التعاون بين جيرالد والعراق قدْ شكلَ تهديدًا مباشرًا لـ"إسرائيل والولايات المتحدة والمملكة المتحدة".

18. تزايد نشاط شبكات الموساد الإسرائيلي في العراق منذ التسعينيات إنطلاقًا من شماله، مثلاً باعتراف صحيفة «تايمز إسرائيل في عددها الصادر في 12 نوفمبر تشرين الثاني العام 2012» خططت شبكات الموساد في العراق مرتين لاغتيال الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، الأولى في العام 1992، والثانية في العام 1999، وهو نفس العام الذي اغتيل فيه المرجع العراقي آية الله محمد الصدر. وتدور الشبهات كذلك حول ضلوع شبكات الموساد في العراق بتصفية أكثر من 5500 عالم ومفكر وباحث عراقي منذ العام 2003 بحسب مجلة المشاهد السياسي البريطانية والقناة الخامسة الفرنسية. كما وجهت إيران ضربات عسكرية على مواقع في مدينة أربيل في مطلع العام الحالي 2024، ووصفت هذه المواقع بـ"مراكز تجسس الموساد".

انتهى
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 08:21 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-98653.htm