صنعاء نيوز - قدم الدكتور حمود الاهنومي ، اعتذاره للشعب اليمني على مابدر منه من اساءة طالت المرأة اليمنية عبر تاريخها المشرف ، لا سيما بعد ان انتشر مقطع فيديو صاعق وصادم

الإثنين, 19-أغسطس-2024
صنعاءنيوز / -


سام برس/متابعة/احمد الشاوش
قدم الدكتور حمود الاهنومي ، اعتذاره للشعب اليمني على مابدر منه من اساءة طالت المرأة اليمنية عبر تاريخها المشرف ، لا سيما بعد ان انتشر مقطع فيديو صاعق وصادم للدكتور والباحث الاهنومي وهو يتحدث أمام جمع كبير عن الناس ان أكثر من 300 الى 400 أمرأة يمنية كانت تُستخدم للفاحشة بمقابل زهيد لجيش الدعام ، فيما اعتبر اليمنيون مانقله في المحاضرة عن تزوير للتاريخ اليمني واسلوب سياسي قديم للصراع والتلفيق والتشويه بسمعة الخصوم ، ومازاد من ذلك تداول الفيديو الذي مثل أكبر اساءة ، لافتاً النظر الى انها اساءة غير مقصودة.

كما تحدث عن أستخدام الاطفال في فترة من تاريخ اليمن لدواعي غير اخلاقية بحسب مانقله من بطون التاريخ السياسي المزور ، وحديثه عن ان الامام الهادي يحي بن الحسين جاء للقضاء على تلك الاعمال المشينة للمومسات في لحظة اثارة العلماء والمثقفين والصحفيين والاعلاميين والسياسيين ورجال القبيلة لاسيما في وقت اليمنيون بحاجة الى رص الصفوف والترفع الديني والاخلاقي والانساني عن خزعبلات التاريخ الذي قلبت مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الاعلام اليمنية رأساً على عقب ، لاسيما وان الباحث تجاوز الخطوط الحمراء ، واستند على روايات وقصص وكتب تاريخية مضللة ومزيفة الغرض من هذه الحملة والاساءة كان ومازال سياسي بالدرجة الاولى سياسي ، مايُعتبر اهانة لليمنيين والمرأة اليمنية والامام الهادي وغلطة عُمر أدت الى ردود أفعال وانتقادات وحملات كبيرة للرد على الدكتور والتعرض لجماعة انصار الله "الحوثيين" الذي ينتمي اليها الدكتور باعتباره احد مفكريها والاكاديميين البارزين.

وبكل صدق وشجاعة وارادة اقر الدكتور والباحث " حمود الاهنومي " ، بالخطأء التاريخي والسياسي الفادح واجتزاء اجزاء من محاضرته ، مؤكداً في بيان ااااااعتذاره واسفه الشديد ، بحسب منشوره في صفحته على " الفيسبوك ومنصة أكس ".

واشار الدكتور الاهنومي الى ان هناك حملة مسعورة طالته من الفيديو المنشور وتشويه صورة انصار الله والامام الهادي وانه ليس هناك من إساءة إلى اليمن واليمنيين ، وانما اساءة غير مقصودة ..
قائلاً :

أعتذر بكل عبارات الاعتذار الصادق لكل اليمنيين قاطبة، عن أية إساءة غير مقصودة، قد فُهِمَتْ أو تُفْهَم من ذلك المقطع المجتزأ من سياقه التاريخي البحثي، ولدي الشجاعة الكاملة للاعتذار الخالص وأطلب المسامحة من كل اليمنيين واليمنيات الأعزاء والعزيزات اللائي تضرروا في كرامتهم من ذلك المقطع.


‏اعتذار وتوضيح .. النص كامل :

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله وسلام على عباده الذين اصطفى، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد رسول الله وآله الطاهرين، ورضي الله عن صحبه الراشدين.. وبعد:
فقد اطلعت على الحملة المسعورة ضد شخصي الفقير إلى الله تعالى على منصة إكس التي أشعلتها مطابخ إعلامية معادية لليمن واليمنيين، وترجّح لي أنه ليس إلا لأجل استهداف الدور الثقافي والتعليمي الذي وفقني الله له، وكذلك التشويه لأنصار الله الذين أُحْسَبُ عليهم، والكثير منهم ذهبوا بعيدا في الشطط والقدح والردح، فتناولوا بالقدح والسب والشتيمة علما من أعلام اليمن، ورمزا من رموز الطائفة الزيدية الكريمة، وهو الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين عليه السلام، وفي هذا ما فيه من إساءة إلى اليمن واليمنيين ، وإشعال لنار الأحقاد، وتعريض للسلم الاجتماعي للخطر، وإذا كان عرض أحدنا قابلا للنقاش والأخذ والرد، ويمكن معالجة موضوعه عبر النيابات والمحاكم، فإن تناول رمز مقدَّس عند طائفة كبيرة ليس بالأمر الهيِّن، ولا يجوز أن يستباح بهذا الشكل في بلد تحكمه الأعراف والعادات، ولن نأمن من وقوع ردّات فعلٍ غير محسوبة هنا وهناك.

وعلى كل حال فإنني إزاء تلك الحملة الشعواء أسجِّلُ هنا بعض النقاط الهامة - كما وعدت - ، وهي على النحو التالي:

أولا: أعتذر بكل عبارات الاعتذار الصادق لكل اليمنيين قاطبة، عن أية إساءة غير مقصودة، قد فُهِمَتْ أو تُفْهَم من ذلك المقطع المجتزأ من سياقه التاريخي البحثي، ولدي الشجاعة الكاملة للاعتذار الخالص والشجاع، وأطلب المسامحة من كل اليمنيين واليمنيات الأعزاء والعزيزات اللائي تضرروا في كرامتهم من ذلك المقطع.
ثانيا: أؤكد في نفس الوقت أنني أقدِّر اليمنيين الأحرار عاليا، وأشيد بهم في كل محفل، وكتبي ومؤلفاتي ومقالاتي المنشورة وغير المنشورة تشهد أنني أعظّم شعبي على كل الشعوب، وأقدِّره في العالمين أجمل تقدير، وطلابي وطالباتي، وهم كثيرون بفضل الله، يعرفون هذا مني، ولا سيما في مؤلفي (الثقافة الوطنية)، والدروس التاريخية الكثيرة، ومقالاتي وأبحاثي العديدة، ومنها (فضائل أهل اليمن الشواهد التاريخية والأبعاد الإيمانية)، ومن يطّلع على حساباتي على مواقع التواصل، ومنها حسابي على منصة إكس يعرف ذلك بوضوح؛ ولهذا لست بحاجة لتسول تلك الأقلام المسمومة بالشهادة لي في هذا الباب.
أما اليمنيون الذين أباحوا بلدهم للغازي الأجنبي وهللوا وسبحوا للغارات والعدوان على شعبهم فهؤلاء لا قدر لهم ولا كرامة، وإن تظاهروا ألف مرة ومرة بغيرتهم على اليمن، فهي غيرة كاذبة ومصطنعة.
ثالثا: أشكر إخوتي الأعزاء وأخواتي العزيزات وطلابي وطالباتي الأكارم والكريمات الذين أحسنوا الظن بالفقير إلى الله، وظنوا به خيرا، مصداقا لقول الله تعالى: (لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْراً وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ) [النور:12]، وتصدوا بقوة لتلك الحملة الشعواء، وتبيّنوا، ولم يسقطوا في وحلها وحبالها.

رابعا: أعلن توقُّفي عن تدريس المقرّر التاريخي الذي كُلِّفت بتدريسه في جامعة صنعاء في هذا الفصل الراهن، وأطلب من المعنيين فيها تعيين بديل لي، وأهدي هذا الإجراء لبعض أصحابنا المنهزمين في مواقفهم الذين لم يحسنوا الظن بأخيهم، وهم قلة قليلة سقطوا في وحل هذه الدعاية المسمومة.
خامسا: ما ورد في ذلك المقطع يتبيَّن فيه بشكل واضح أنه اجتزاءٌ لمقاطع صوتية ومرئية، وتم دمجها في مقطع واحد، وعادة ما يكون في الاجتزاء إساءة واضحة، وتلاعب كبير بالسياق العام، الذي وردت فيه، وتصوير للجزئي على أنه المشهد العام والكلي، وهذه طريقة غير بريئة، تأتي على شاكلة من يتوقف عند قول الله تعالى: (فويل للمصلين)، وهذا الاجتزاء غير البريء وإن كان الأول بالنسبة لي، لكنه لم يكن الأول ولا الأخير لكثير من الفاضلين والمحققين غيري، ورحم الله شيخي العلامة الشهيد الدكتور المرتضى بن زيد المحطوري الذي تعرّض لكثير من هذه الاجتزاءات والاقتطاعات، ودارت على رأسه حملات عريضة طويلة، جعلته أسوة ونموذجا لكل الذين جاؤوا من بعده، فما أحرانا بالتأسّي به.

سادسا: كان الحديث المجتَزَأ في سياقٍ بحثي تاريخي خالص، ينقل ما ذكره المؤرخون من سلبيات محصورة ومحدودة بحالات شاذة في التاريخ الاجتماعي، ولم يكن الحديث فيها عاما عن اليمن، فإذا كان المقطع يتحدث عن قرية واحدة وجد فيها فساد ليس من أهلها، بل من وافدين عليها، ومن جوارٍ وإماء كن يُجْلَبْن لغرض الفساد، فنحن في نفس الوقت نتحدّث بروايات تاريخية أيضا بشكل إيجابي عن عشرات الآلاف من القرى والمدن اليمنية التي كانت تعيش حالة طبيعية وإيمانية وأخلاقية، فتصوير حالة جزئية على أنها الحالة العامة هو الإساءة الحقيقية لليمن، وحين نتحدث عن سلوك منحرف في قرية من القرى فهذا يتحمله أولئك المنحرفون لوحدهم، وفي حالة القرية الكريمة والعزيزة التي وردت في ذلك المقطع مثلا فقد كان أهلها الأعزاء الشرفاء يشكون إلى الإمام الهادي إلى الحق من ارتكاب بعض أولئك الفاسدين الوافدين مثل تلك الانحرافات في قريتهم، ولهذا عمل الإمام عليه السلام على تطهيرها.
إذن يتبيَّن من هذا أنّ تلك المطابخ أرادت تعميم تلك الحالة الشاذة والمجتزأة والخاصة والمحدودة على اليمن جميعا، وذهَبَتْ لتصوِّر أنها تتحدث عن شرف جميع أهل اليمن، وهذا غير صحيح، بل كانت الحالة السائدة والعامة بالنسبة لليمن في جميع مراحلها التاريخية حالة إيمانية وأخلاقية راقية أرقى من كل الأمم والشعوب الأخرى، وواقع الحال يشهد بذلك.
سابعا: حين تذكر تلك الروايات التاريخية وجود فواسد، فهذا لا يعني أنها جدة فلان أو علان من الناس، ولا يعني أن لها ذرية في المنطقة الفلانية أو القرية الفلانية، بل هن في الأغلب جوارٍ وإماء اشترين من الأسواق، وكانت حالتهن شاذة ومحدودة وقصيرة، وتم إزالتها بعون الله وتعاون أهالي تلك المدينة أو القرية من الشرفاء النزهاء بشكل سريع.

ثامنا: يعلم المختصون في التاريخ أن كل ما ورد في ذلك المقطع المجتزأ لم يكن من وحي خيالي أو من افترائي، حاشا لله، بل هي روايات موجودة في كتب المؤرخين على اختلاف مذاهبهم ومشاربهم من الأولين والآخرين، وكان دوري هو نقلها، وناقل الكفر ليس بكافر، ورواية التاريخ تظل حقيقة نسبية غير مطلقة، وفي هذا السياق يمكنني الاستشهاد بما أورده الرحالة والمؤرّخون القدامى كالمقدسي وابن بطوطة وابن المجاور، وما كتبه بعض المؤرخين اليمنيين المعاصرين الذين كتبوا عن مثل هذه الحالات الاجتماعية، كشيخنا المرحوم الدكتور عبدالرحمن الشجاع، وشيخنا الدكتور محمد السروري، وغيرهما من جامعة صنعاء، وكذلك الدكتور محمد عبدالله الميسري وغيره من جامعة عدن، وكلُّ من يكتب عن الحياة الاجتماعية ويبحث فيها لا بد أنه يتعرَّض لذكر بعض هذه الحالات الشاذة، وأرجو أن لا أكون مضطرا لنشر صفحات مما كتبوه وقالوه في هذا السياق حتى لا نكرر ما وعدنا بترك الحديث عنه.

تاسعا: مع ما ذكرْتُه في البند السابق فإنني في الحقيقة ألوم نفسي لوما شديدا؛ حيث أنني انسقت بشكل غير مقصود لتصديق تلك الروايات التي كان يجب التعامل معها بحذر شديد، حتى ولو كانت صحيحة أو مجمعا عليها، فليس كلُّ ما يُروى يجب أن يُنْقَل، وليس كل ما هو صحيح يجب أن يُرْوَى، وكان بالإمكان غضُّ الطرف عنها أو الإشارة إليها بشيء من الإجمال غير المصرّح، وهذا هو خطئي الذي أتحمل مسؤوليته، وأعزم بعون الله على عدم العودة إليه إن شاء الله.
عاشرا: أؤكد أن هذه الحملات التشويهية والتي فيها فجور في الخصومة، أو سقوط في الوحل، أو انهزام في الموقف، لن تثني الفقير إلى الله عن القيام بدوره التثقيفي والتعليمي مهما بلغت من السوء، والشجرة المثمرة هي التي تتعرّض للرجم دائما، والمنافقون هم المرآة التي تكشف فعالية دور المنطلقين مع الله، وعليه فهذه أول تجربة تحصل لي مع هذا النوع من الاستهداف، ومع أنني لم أكن الأول فيها ولا الأخير، لكنها أعطتني الحصانة الكافية من التأثر سلبا بأمثالها مستقبلا.

أخيرا: أدعو أولئك المتحمسين في هذه الحملة الشعواء ممن لا دور لهم في الدفاع عن غزة وفلسطين أن يكون لهم نفس الحماس وذات المواجهة في مواجهة العدو الصهيوني والأمريكي ممن يعتدون على مقدساتنا وأمتنا وشعوبنا.
وعلينا جميعا أن نعلم أننا قادمون على الله، وأننا محاسبون على كل قول قلناه، وموقف سجلناه، يوم نقف بين يديه سبحانه وتعالى، يوم يقول قائلنا ممن أساء واقترف: (يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا)، فليكتبِ الإنسانُ لنفسه ما شاء في صحيفة أعماله، فالموعد القيامة، والمحاسب لا تخفى عليه خافية، والحساب جنة أو نار، والله المستعان.
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله الطاهرين.
الفقير إلى الله / حمود عبدالله الأهنومي
بتاريخ 14 صفر 1446هـ

نقلا عن سام برس
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 22-نوفمبر-2024 الساعة: 03:53 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-98811.htm