صنعاء نيوز - تحتفل اﻷمة العربية والإسلامية، غداً الأحد الموافق 12من ربيع اﻷول من عام 1446هجرية، بذكرى مولد رسول الرحمة والمحبة محمد بن عبد الله

الأحد, 15-سبتمبر-2024
صنعاءنيوز / يحيى محمد القحطاني -

.

تحتفل اﻷمة العربية والإسلامية، غداً الأحد الموافق 12من ربيع اﻷول من عام 1446هجرية، بذكرى مولد رسول الرحمة والمحبة محمد بن عبد الله(علية أفضل الصلاة والتسليم)، وفي مثل هذا اليوم ﻻبد لنا أن نقول، ياسيدي يا رسول الله، عذرا منك لم نكن مثلما تريد، ولم نُقدِّمْ للإسلام شيئًا، يجعلك تفتخر بنا يوم القيامة، كأُمَّةٍ قضيتَ حياتك، في المعارك من أجلها، فنحن كنا وﻻ زلنا من بعد وفاتك، أمة مستهلكة وغير منتجة، أمة تأكل مما لا تزرع وتلبس مما لا تصنع، أمة قتل اﻷطفال والنساء، وتهديم المدارس والمستشفيات والمساجد،وحكاما ظالمون ينهبون حقوقنا، ويقطعون مرتباتنا منذ تسعة أعوام، ضيعنا بعدك الطريق القويم، ولم نعد اﻷمة التي تحدثت عنها، من آجل أن تباهي بها اﻷمم .

عذرا ياسيدي يارسول الله، ففي ذكرى مولدك، نلتفت يميناً وشمالاً، فلا نرى إلا أعداءً من الداخل والخارج، دول وأحزاب وجماعات، تكالبوا وتآمروا علينا، ومن يتولى السلطة منهم، يقوم بتسيس الوظيفة العامة وكل شيئ، منهجا وإداره ونظام، بالبعد المذهبي لصالح حزبه وجماعاته، ويقوم بإقصاء اﻷخرين من وظائفهم، وإحلال أتباعه بديلا عنهم، وأقصوا الموظفين المؤهلين وأصحاب الخبرات، ولم نتطور إﻻفي علم النكاح وعلم الذبح، من الوريد إلى الوريد، وأرتكبنا ما نهيتنا عنه، من تفرُّقٍ وقتالٍ لبعضنا البعض، لا كما أوصيتنا:(لا ترجِعوابعدي كُفَّارًا يضرِب بعضُكم رقابَ بعض)، ولم نعد أمة العلم والاخلاق والرحمة والعدل والتقوى كما علمتنا، فقهرتنا الأمم وسبقتنا، ونحن قهرنا الأمم بتخلفنا وجهلنا.

عذراياسيدي يارسول الله، فمعظم شعوب العالم كافرهم ومسلمهم، يحكمون أنفسهم بأنفسهم، بواسطة الديموقراطية والتبادل السلمي للسلطة، ونحن العرب والمسلمين حكامنا أضاعوا الطريق من بعدك، في حروب وصراعات على السلطة، منذ سقيفة بني ساعدة وحتى يومنا هذا، بين من يقولون أن الحكم لهم دون غيرهم من البشر كحق إلهي، وبين من يقولون بأن الحكم في قريش ما أجتمع علية إثنين إلى أن تقوم الساعة، متناسيين قول الله تعالى (وأمرهم شورى بينهم) وقوله تعالى ( وشاورهم في اﻷمر) وقوله تعالى (إن أكرمكم عند الله أتقاكم)، فأسندنا اﻷمر إلى غير أهله، وتحول واقعنا إلى مؤلم، ووضعنا إلى مزري بين اﻷمم .

عذرا ياسيدي يارسول الله، فلو أننا أتبعنا تعاليم ديننا اﻹسلامي الحنيف، التي حملتها إلينا دون إفراط أو تفريط، وأعتصمنا بحبل الله جميعاً، ما أصبحنا أمة المليار والنصف مسلم، غثاء كغثاء السيل ﻻ يحسب لها حساب، بعد أن كنا بفضل الله، وسيرتك العطرة، وإخلاقك، وصفاتك النبيلة، خيرأمة أخرجت للناس، فياخير الأنام وخاتم اﻷنبياء والمرسلين، نشهد أنك قد بلغت الرسالة، وأديت أﻷمانه، ونصحت اﻷمه، وعلينا كأمة مسلمة أن نغير مابأنفسنا، حتى يغير الله ما بنا، من كرب وضعف وذل وهوان، وأن نجعل إحتفالنا هذا العام بمولدك، محطة إنطلاق نحو مولد جديد ﻷمه قوية منتصرة، ومستقلة، تكتسي هيبتها، وتحتل مكانتها بين اﻷمم، كأمة شاهدة على الناس أجمعين، والله من وراء القصد .
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 22-ديسمبر-2024 الساعة: 06:22 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-99211.htm