صنعاء نيوز - لسان حال اليمنيين اليوم ، أن الحاكم صار في نظر البعض آلهة والرئيس نبياً والحكومة ملائكة ومجلس النواب طيور الجنة والشعب شيطان رجيم

الثلاثاء, 29-أكتوبر-2024
صنعاءنيوز / احمد الشاوش -


الجمعة, 25-أكتوبر-2024

بقلم/ احمد الشاوش

لسان حال اليمنيين اليوم ، أن الحاكم صار في نظر البعض آلهة والرئيس نبياً والحكومة ملائكة ومجلس النواب طيور الجنة والشعب شيطان رجيم.

والغريب ولاغريب الا الشيطان ، ان خدام خدام الجرافي صار أميراً والعربجي وزيراً والقهوجي مسؤولاً والسياسي ماكراً والخائن اميناً والمواطن ضحية للجميع ..

من حَكَم فجعة ونتوفه وهزورة وفرتشه وصادر مامعه بسبب رأي أو وشاية ومشكلة أوخلاف سياسي ومذهبي ومناطقي في زمن غابت فيه العقول والاصول والفصول وتغلبت فيه العجول .

يُردد اليمنيون أغنية العندليب الاسمر عبدالحليم حافظ : في نفس المكان تايهين " ضايعين .. طايحين .. مدقدقين .. جاوعين ، فأين ما توجه المسؤول والمسعور فُتحت له قصور وشفرات وخزنات وفنادق ومطاعم وشواطئ الدنيا الغرارة.

وأين ماتوجه المواطن الفقير والمغلوب على امره فتحت له طلبات البيت والعيال وأبواب الجحيم وهات يالسوعة وحروق ومكاوي وصراخ وجنان من شدة الفقر والجوع والحراف والديون والبطالة واشتعال الاسعار مقابل الريال اليمني الذي تم هيكلته والدولار والسعودي الصاعد للسماء.

المواطن اليوم تائه في الشوارع وعلى أبواب المطاعم والبوافي والمتاجر والاسواق وأبواب المستشفيات والعيادات والصيدليات ودهاليز ومؤسسات الحكومة الخاوية على عروشها ، منتظر من حكومة التغيير والبناء بصنعاء التي ماتزال في الغاطس تغرد في وادي الخطابات الاستهلالكية والشعب في وادي آخر ، منتظر رفع المعاناة وصرف الحقوق وتقديم ابسط الخدمات.. منتظرين حتى ملك الموت او الحياة بشرف ..

والمواطن المنكوب في حكومة عدن منتظر الفرج .. مش فرج بن غانم ولا فرج بن حبتور ، وانما فرج ، العليمي ، ومعين عبدالملك الذي تاه في زغاطيط الاحياء والاسواق الشعبية مضيعه للوقت في التسويق الاعلامي وسماع بعض انين وضحايا وحكاوي الضابحين الذي ادخله في سابع طنانه متناسياً انه رجل دولة.

المواطن منتظر القائد الذي لايؤمن بقرية ولا منطقة ولاحزب ولا جماعة يتصدي للفساد ويحاكم مراكز القوى العابثة الذي حولت جنوب اليمن الى وكر للفوضى والتبعية والثراء الغير مشروع..

المواطن المظلوم الجائع والمكتوي بجحيم الازمات السياسية وتجار الحروب والاجندات المشبوهة على أحر من الجمر لضبط وتوريد ايرادات الدولة في عدن ومأرب وتعز والمخاء وحضرموت وشبوة والمهرة وابين والضالع وغيرها الى خزينة البنك.

المواطن قيد الانتظار والانتصار لضبط المتلاعبين بالدولار والريال السعودي والاسعار وتقديم خدمات الكهرباء والمياه على مدار الساعة بدلاً من اجباره على العيش في جهنم صيفاً وسيبيريا شتاءاً وارتفاع حرارة العملة الصعبة والمواطن.

المواطن ليس بحاجة الى رئيس جمهورية مغترب ورئيس حكومة نازح ووزراء ووكلاء ومدراء عموم ودبلوماسيين وقادة مهاجرين متسكعين في تركيا ومصر وقطر والسعودية والامارات والاردن وسلطنة عمان وبريطانيا وامريكا وكنداء شفطوا ايرادات وخزينة الدولة من الدولار والسعودي تحت بند المرتبات والمكافآت والاضافيات والنثريات والسفريات والمؤتمرات والندوات والورشات التي فلست بالخزينة العامة وبعدها شغلوا العالم بشعار طلبوا طلبوا.. وديعة.. مساعدة..حسنة يا مسلمين وكلما دخل دولار هربوه للخارج.

يكفي 4 مليون عامل ومغترب يمني شريف وكادح ومناضل واكثر ولاء ووطنية ينفق على اسرته الجائعة في الشمال والجنوب والشرق والغرب يرفد خزينة الدولة بالعملة الصعبة واصحاب النفوذ يطيروها تحت بنود وابواب تطهير اخر دولار!!.

شبعنا مراعة في صنعاء وعدن أمام التلفزيون وشاشات الفضائيات لاصدار قرارات استثنائية وتاريخية تعالج قضايا الشعب والمجتمع والاسرة وتنظر بعين العطف والعدالة مصلحة الشعب بعيداً عن القسوة والانتقام والتلذذ بمعاناة الناس البسطاء ، ويكفي اصدار قرارات جمهورية وحكومية بتعيينات المزايدين والانتهازيين والمتحولين والديناصورات والديكورات المحنطة.

الناس تنتظر محاسبة الفاسدين واللصوص والسرق والقتلة وقطاع الطرق ومن يلعبون على وتر الكراهية وتسويق وتصدير الازمات بين ابناء الشعب اليمني الواحد وارساء الامن والتنمية والاستقرار ، لكن واقع الحال يبدو ان تلك الحكومات لا تعقل ولا تفكر مثل الشلك الامريكي أو اللصقة الجُنسن ما تتزحزح الا بهزورة ونتف شعر الجلد نتيجة لادمان السلطة والتسلط وغياب الرؤية والوازع الديني والوطني والاخلاقي والانساني.

المواطن اليمني اليوم تائه في معيشته وحياته وقضاياه وحقوقه العادلة مابين الخدمة المدنية والمالية والضمان الاجتماعي وجحيم الاسعار وتحويلات الكريمي العجيبة والغريبة للرواتب والحوالات واكليشة رئيس في صنعاء ورئيس في عدن وحكومة في صنعاء وحكومة في عدن ودولة الانتقالي ودولة داخل الدولة وجماعة داخل الجماعة وبنك في صنعاء وبنك في عدن وعملة في صنعاء وعملة في عدن بحسب وصفة وتقسيم "المخرج" السينمائي للدراما الخبيثة ، وتائه في عدالة القضاء وغارق في المحاكم والنيابات واقسام الشرطة.. لرفع الظلم والبحث عن العدالة.

جالسين سلطة ومعارضة ومجتمع نلف وندور مثل جمل المعصرة .. جمعة وراء جمعة وعيد وراء عيد وابتدا المشوار .. خطاب ينطح خطاب وبوري يدكم بوري وتصريح يدق تصريح ومحاضرة تقصف محاضرة.. وورشة لاعادة ضبط درجة حرارة الايمان وأخرى لاعادة التبعية الاقليمية والدولية وثالثة لبرمجة كتائب المنافقين ، وفعالية لتلحيم أخزاق الوزراء وصنفرتهك وأخرى لترقيع المشرفين والشعب في وااااادي والسلطة في وادي آخر.. ويعلم الله كيف نهاية الجميع.

بصرااااحة وبدون نفاق او مزايدة الناس وصلوا اليوم الى قناعة تامه بان ثورات وانقلابات وحكومات اليمن هي أسوأ منتج سياسي في عالم الصحك على العقول والعجول وان حروبنا وهُدنا اغرب حروب القرن وان مشاوراتنا وحواراتنا وسلامنا ليس بايدينا وانما بأيدي غيرنا، لان تلك النُخب والاحزاب والمناطق والجماعات والمذاهب لاتؤمن بثقافة الدولة الرشيدة ودولة المؤسسات وانسانية الانسان وحقوقه الشرعية والدستورية والقانونية ، لذلك غرق السواد الاعظم من اليمنيين في عالم العصيد وسياسة المطيط ، فهل من رجل رشيد يجتث الفساد والفاسدين ويصلح البلاد والعباد ويعيد الامل والروح والدماء الى وريد اليمنيين .. نأمل ذلك.
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 30-أكتوبر-2024 الساعة: 05:27 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-99811.htm