صنعاء نيوز - تعني الأُمّية بمفهومها العامّ عدم مقدرة الفرد على الكتابة، والقراءة؛ فالشخص القادر على الكتابة، والقراءة، يُترجمُ الكلمات، والرموز

الإثنين, 04-نوفمبر-2024
صنعاءنيوز / بقلم: عمر دغوغي الإدريسي -


بقلم: عمر دغوغي الإدريسي مدير مكتب صنعاء نيوز بالمملكة المغربية [email protected] https://web.facebook.com/dghoughiomar1

تعني الأُمّية بمفهومها العامّ عدم مقدرة الفرد على الكتابة، والقراءة؛ فالشخص القادر على الكتابة، والقراءة، يُترجمُ الكلمات، والرموز التي يقرأها، ويستطيع فَهم مضمونها، كما يُمكنه ترجمة أفكاره، وتمثيلها على الورق، بواسطة الكلمات، والرموز، وقد بيَّنَت الدراسات والإحصاءات أنّ ما يُقارب ثُلث سكّان العالَم ممَّن تزيدُ أعمارهم عن 15 سنة، والبالغ عددهم 815 مليون نسمة، هم أُمّيون؛ أي لا يستطيعون الكتابة، أو القراءة، أو إجراء العمليّات الحسابيّة الأساسيّة، أمّا في الدُّول العربيّة، فقد وصلَ عدد الأُمّيين في عام 1970م إلى نحو 49 مليون نسمة، وارتفع العدد في عام 1985م ليصل إلى 61 مليون نسمة، ولكن بنسبة أقلّ مُقارنةً بعدد سكّان العالَم.
ووِفْق مُنظَّمة التربية، والعلوم، والثقافة، التابعة للأُمَم المُتَّحِدة (اليونسكو)، فإنّ الشخص المُتعلِّم هو الشخص الذي يمكنه أن يقرأ بفَهْم، ويكتب أيضاً عبارات بسيطة في حياته اليوميّة، وقد يكون هذه المستوى كافياً لتحقيق نجاح فرد ما في قرية نامية، في حين أنّه قد لا يكون كافياً لفرد آخر يعيش في بلدة كبيرة في دولة صناعيّة؛ لذلك ظَهرَ مصطلح الأُمّية الوظيفيّة لوصف قدرة الفرد على الكتابة، والقراءة، بناءً على البيئة التي ينتمي إليها، أمّا الشخص الأُمّي وظيفيًا، فهو الشخص الذي لا يمتلك مهارات الكتابة، والقراءة الكافية لتحقيق مُتطلَّبات حياته.
يمكن تعريف محو الأُمّية بأنّها:
تنمية قدرات الأفراد على القراءة، والكتابة، وتعزيز أساليب التواصُل باللغة، من خلال الكلمات، أو الرموز بأنواعها، وقد تمكَّن الباحثون والمُختَصّون من تطوير نظريَّتَين رئيسيَّتَين بشأن مَحو الأُمّية، أولى هذه النظريّات، ترتبطُ بالتقدُّم الحضاريّ، وتَعتبرُ محوَ الأُمّية مهارة مُستقِلّة قد تتطوَّر مع تقدُّم المسار التطوُّري للحضارة، والمجتمع، أمّا النظريّة الأخرى، فهي تختلف تماماً عن النظريّة الأولى، حيث تَعرض مَحو الأُمّية على أنّها ظاهرة أيدولوجيّة ترتبطُ ارتباطاً وثيقاً بالأوضاع الاجتماعيّة في المجتمع، وقد تبيَّن وِفْق الأدلّة المأخوذة من أنحاء العالَم أجمع، أنّ النموذج الأيدولوجيّ يُتيحُ أنماطاً وأنشطةً مُتنوِّعة لمَحو الأُمّية.
الجهود المبذولة لمَحو الأُمّية أنشأت العديد من الدُّول العربيّة برامج تهدفُ إلى مَحو الأُمّية؛ بسبب وجود ظاهرة الأُمّية الأبجديّة التي تعني:
عدم حصول الفرد على أدنى مُستوى وظيفيّ في الكتابة، والقراءة، وقد شابَهَت البرامج الموضوعة لمَحو الأُمّية بشكل كبير نظامَ التعليم الرسميّ للصفوف الابتدائيّة من حيث: المُكوِّنات، والعناصر، كما حاربت العديد من دُول العالَم الأُمّيةَ من خلال وَضْع برامج فعّالة تعتمدُ بشكل أساسيّ على المُعلِّمين المُتطوِّعين، ومثال ذلك ما فعلته غانا، حيث بعثَت المسؤولين في الجهات الحكوميّة إلى القُرى النامية؛ بهدف تدريب المُتطوِّعين على تعليم الأُمّيين، كما وَضَعت جمهوريّة الصين الشعبيّة خلال ستّينيات القرن العشرين جهودَها في مُحاربة الأُمّية، وذلك من خلال إطلاق شعار "يا من تعرف القراءة، عَلـِّم أُمّياً"، وأغلقت كوبا مدارسها جميعها في عام 1961م، إذ أرسلت المُعلِّمين، والطلّاب المُتفوِّقين؛ لتعليم الأُمّيين من أبناء المجتمع.
وعلى الرغم من زيادة عدد الأُمّيين في العالَم؛ بسبب الزيادة الكبيرة في أعداد السكّان، إلّا أنّ المُعدَّل العامّ للأُمّية انخفض، حيث قلَّت النسبة من 45% في عام 1950م، إلى نحو 30% في عام 1980م، واستمرَّت بالانخفاض لتصلَ إلى 21% في عام 2000م، علماً بأنّ المرأة تحتلُّ ما يُقارب 60% من عدد الأُمّيين في العالَم.
اهتمَّت مُنظَّمة اليونسكو بشكل كبير بالنهوض برؤيةٍ تختصّ بعالَم القراءة، والكتابة، وتحسين المهارات الأساسيّة للأفراد في القراءة، والكتابة، بالإضافة إلى تشجيع الناس على المشاركة الكاملة في المجتمع، حيث كانت المُنظَّمة في طليعة الجهود العالَميّة لمَحو الأُمّية منذ عام 1946م، كما تمَّ وَضْع "خطّة عام 2030م للتنمية المُستدامة"، والتي تَهدفُ إلى مُحاربة الأُمّية، وتشجيع مَحو الأُمّية، إذ اتّبعت لتحقيق ذلك العديد من الأساليبَ والطُّرُقَ، ومنها ما يأتي:
الاهتمام ببناء أساس متين للتعليم، من خلال تحقيق الرعاية اللازمة في مراحل الطفولة المُبكِّرة.
توفير مناهج التعليم الأساسيّة للأطفال جميعهم.
الحرص على مَحو الأُمّية الوظيفيّة، وذلك من خلال تطوير مهارات الشباب والبالغين ممَّن لا يملكون المهارات الكافية للقراءة، والكتابة.
إنشاء بيئات وأماكن مناسبة لتعلُّم القراءة، والكتابة.
دور وسائل الإعلام في مَحو الأُمّية على الرغم من الجهود المبذولة لمُحاربة الأُمّية، إلّا أنّ الزيادة الكبيرة في عدد السكّان فاقَت الجهود التربويّة، والأنظمة التعليميّة، والطُّرُق التقليديّة في التعليم الشخصيّ؛ لذا تمّ اللجوء إلى وسائل الإعلام؛ للقضاء على الأُمّية؛ حيث تلعب وسائل الإعلام دوراً مُزدوَجاً في القضاء على الأُمّية الوظيفيّة، ويتمثَّل دورها الأساسيّ في تقديم البرامج الخاصّة بمحو الأُمّية على شاشة التلفاز، أو على الراديو، كما أنّها تساهم في إيجاد مناخ اجتماعيّ يُشجِّع حملات مَحو الأُمّية، وتعزيز دور الفرد في المشاركة الاجتماعيّة، والمساعدة في انتشار التعليم، وإكساب الأفراد مهارات دائمة في القراءة، والكتابة، وتتَّبعُ وسائل الإعلام مجموعةً من الوظائف، والخطوات؛ لمَحو الأُمّية، ومن هذه الخطوات ما يأتي: تسليط الضوء على أهمّية برنامج مَحو الأُمّية، ودوره الفعّال في تعزيز حياة الفرد.
المُساهمة الفعّالة في العمليّة التعليميّة، وإدراجها ضمن الوسائل المُستخدَمة لمَحو الأُمّية في البرنامج، واعتبارها جزءاً لا يتجزَّأ من الحملة الوطنيّة؛ للقضاء على الأُمّية.
المساندة الإعلاميّة بشكل مُستمرّ لبرنامج مَحو الأُمّية، وذلك من خلال تقديم المساعدة اللازمة للمُتعلِّمين الجُدد في عمليَّتي:
الكتابة، و القراءة؛ بهدف إيجاد عادات جديدة، والتأكيد عليها، بالإضافة إلى الحفاظ على ما تعلَّموه من قراءة، وكتابة، وتطوير قدراتهم، ومساعدتهم على تطبيق الخبرات المُكتَسبة في المجالات المختلفة، والأنشطة الاجتماعيّة المُتنوِّعة.
تمت طباعة الخبر في: الثلاثاء, 05-نوفمبر-2024 الساعة: 06:47 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-99890.htm