صنعاءنيوز / د. صلاح الصافي -
جميع الدول العربية تملك جيوشاً تأخذ الحجم الأكبر من ميزانية دولهم تفوق التخصصات التعليمية والخدمية والعلمية وغيرها، لكن هذه الجيوش بُنيت بهدف حفظ النظام الداخلي والقضاء على كل من يخالف النظام السياسي أو بالأدق الحاكم (إلاه الدولة) لأن كل من يخالف الحاكم ونظامه السياسي هو عميل وخارج عن الملة يجب التخلص منه أما عن طريق القتل أو الزج بالسجون بأحكام طويلة الأمد وهذا يذكرني بفلم الصرخة الذي قام ببطولته الفنان المرحوم أحمد زكي فهو مثال لما جرى ويجري بهذه الأنظمة الذي تم تنسيبه عند فترة التجنيد الالزامي إلى أحد السجون التي كان يساق لها معارضي الحاكم وعند أول يوم في الخدمة يصادف مجيء مجموعة من المحكومين وبحفلة الاستقبال يشارك هذا المجند مع زملائه بالاعتداء بالهراوات باعتبارهم عملاء الوطن هدفهم اسقاط النظام الوطني وهذا نموذج لكثير من الشباب أثرت بهم دعاية النظام الحاكم وتم غسل أدمغتهم ليكونوا أدوات داعمة لطغيان وظلم ودكتاتورية الحاكم سُقت هذا المثل حتى يتوضح أن الجيوش العربية أو أغلبها تم تأسيسها فقط للحفاظ على الأنظمة أما الشعارات التي ترفعها الأنظمة العربية بأن عدو الأمة هو الكيان الصهيوني ووجوب مقارعته من أجل تحرير الأراضي العربية هو للاستهلاك لا أكثر ودليل ذلك أن تسليح هذه الجيوش ليس الهدف منه محاربة جيش الكيان الصهيوني وإنما للقضاء على أي تمرد داخلي أو من أجل القضاء على أي قوة وطنية تحررية.
ويمكن أو يسمح لهذه الجيوش أن تشارك الدول الغربية لضرب دولة عربية خرجت عن طوع الدول الكبرى وهذا ما حدث مع العراق عام 1991 حيث شاركت بعض هذه الجيوش بضرب العراق وهذا تكرر كذلك في عام 2003 عند اسقاط النظام السابق ولا ننسى التحالف الذي أنشأته السعودية لضرب اليمن حيث أظهرت هذه الجيوش قوتها بوجه دولة عربية.
والسؤال المهم إذا كان هذا حال الجيوش العربية فكيف يمكن مواجهة التوحش التوسعي الصهيوني بهذه الجيوش التي أسست ليس للوقوف بوجه العدو الصهيوني وإنما لقمع الشعوب العربية والجواب على ذلك لا بديل عن المقاومة البعيدة عن هذه الأنظمة وهي الوحيدة القادرة على الوقوف بوجه العدو الصهيوني ونحن نستذكر الحروب التي خاضتها الجيوش العربية مع العدو الصهيوني ففي حرب 1948 انهزمت وعلى ضوء نتائج هذه الحرب تم اعلان تأسيس الدولة الإسرائيلية أما حرب 1967 أو ما تعرف بحرب الأيام الـ 6 أو النكبة حيث هٌزمت هذه الجيوش واستول العدو على أراضي جديدة وحتى حرب حزيران عام 1973 نعم انتصر بها العرب لكن كان انتصاراً غير متكامل وهدفه سياسي أكثر مما هو انتصار عسكري.
لكن نرى المعارك والحروب التي خاضتها وتخوضها المقاومة سواء الفلسطينية المتمثلة بسرايا القدس و الجهاد الإسلامي أو المقاومة اللبنانية المتمثلة بحزب الله قد عدلت كفة الميزان، فلأول مرة بتاريخ الحروب العربية الإسرائيلية تكون الضربات داخل الكيان الصهيوني ومن منا ينسى طوفان الأقصى الذي أذل الكيان عندما رأى رجال المقاومة فوق رؤوسهم يقتلون ويأسرون، واليوم نرى صواريخ ومسيرات حزب الله تدك المعسكرات والمستعمرات الصهيونية حيث أصبحت مستعمرات الجليل خاوية فيما عاصمة الكيان الاقتصادية حيفا ومستعمراتها تحت رحمة صواريخ الحزب ومسيراته حتى توقفت الحياة بها، اليوم وبفضل المقاومة هرب أكثر من مليون و200 مواطن خارج إسرائيل حسب صحيفة أمريكية وأهم من هذا الذعر الذي يعيشه المستعمرون حيث أصبحوا ينامون في الملاجئ أكثر مما ينامون في بيوتهم، وبفضل المقاومة سقطت مقولة الجيش الذي لا يقهر فلا بديل عن المقاومة ولو صُرفت الأموال التي تجهز الجيوش العربية على المقاومة يقيناً تكون إسرائيل من الماضي والحمد لله على نعمة المقاومة.
|