shopify site analytics
القذافي كاد يصنع أول قنبلة نووية عربية.. وليبيا اليوم بين الماضي والمستقبل - كوريا الشمالية تتهم واشنطن بتعزيز هيمنتها عبر دعم عسكري لحلفائها - السعودية توقف 400 شاحنة يمنية محملة بآلاف الأطنان من البصل في منفذ الوديعة - أم خالد الضيف : تزوج بألف دولار.. وتبرع بهدية الشيخ ياسين لكتائب القسام - 4 بالمئة من الإسرائيليين فقط يرون أن إسرائيل حققت أهداف الحرب - انفجار السفينة الصينية.. حمولة خطيرة تربطها بالسعودية تتكشف - "دانيال" الأمس بعين اليوم… - مظاهرة 8 فبراير في باريس – صوت الإيرانيين ضد القمع والإعدام - الأسس الشرعية لاستبدال الديكتاتورية في إيران! - عبدالناصر المودع: السودان بين خياري الجيش الحزبي ومليشيا التدمير -
ابحث عن:



صنعاء نيوز - لفت انتباهي أن "دانيال" وهو اسم مدرسة إعدادية معروفة وقديمة في مدينة "رالي" الأمريكية قد تم استبداله فجأة في عام 2020،

الإثنين, 03-فبراير-2025
صنعاء نيوز/ بقلم . د. غسان شحرور* -



لفت انتباهي أن "دانيال" وهو اسم مدرسة إعدادية معروفة وقديمة في مدينة "رالي" الأمريكية قد تم استبداله فجأة في عام 2020، وبسبب زيارتي المتكررة لها في الماضي وحضور العديد من الأنشطة المدرسية، شعرت بالرغبة والاهتمام، في معرفة الأسباب وراء ذلك.

لقد عرفت أن إدارة المنطقة التعليمية قد صوتت على تغيير الاسم، في نفس اليوم الذي أزالت فيه عائلته تمثال "دانيال" من ساحة تقع في مركز المدينة بالقرب من مقر الصحيفة ودار النشر التي أسسها "دانيال" والتي تعد من الصحف ووسائل الإعلام الكبرى في أمريكا، وذلك بعد أن تم نصبه لنحو أربعين سنة في هذه الساحة.

تعود حياة "دانيال"
إلى نهاية القرن التاسع عشر ، وقد شغل منصباً قياديا في البحرية الأمريكية، ثم سفيرا لبلاده في المكسيك، ولعب أدوارا أخرى مهمة في تعزيز قوانين التعليم العام ومنع عمالة الأطفال، وبعدها اهتمّ بالصحافة والإعلام والنشر فأسس دار النشر الصحفية المرموقة في أمريكا، إلى أن توفى في عام 1948، واستمرت عائلته في هذا العمل المزدهر بعد وفاته، لعقود طويلة، حققت خلالها إنجازات مهنية كبيرة، وتقديرا له أقامت ذلك التمثال في عام 1985 بعد موافقة المدينة، تذكيرا بجهوده وأعماله في خدمة المجتمع الذي أطلق اسمه أيضاً على بعض المرافق المختلفة ومنها المدرسة.
فما الذي استجد ليؤدي إلى هذا القرار؟

لقد تبين لي خلال بحثي أنه في بعض المراجعات التاريخية لأعمال "دانيال" مؤخراً تبين لدى الباحثين أنه كان مؤيدا بل ومتورطا في أعمال عنصرية جرت في مدينة "ولمنجتون" عام 1898
للإطاحة بإدارة محلية غير عنصرية في هذه الولاية، وذلك دعماً منه للعنصر الأبيض وأدى ذلك إلى وقوع ضحايا، الأمر الذي فاجأ عائلته وأحفاده رغم العقود العديدة التي مرت، ومنهم من لا يزال يعمل في دار نشرهم الصحفية العريقة التي قامت بتقديم اعتذار رسمي عن هذا التاريخ رغم مرور عقود طويلة من الزمن.

قال أحد أحفاده في يوم إزالة التمثال من الساحة لوسائل الإعلام: قررنا إزالة التمثال بكامل إرادتنا ودون أي ضغط من أحد، لأن هذا يمثل إيماننا بقيم التكافؤ والمساواة والعدالة في المجتمع، ولذلك نحن لانشعر بالحزن في هذا اليوم.

بغض النظر عن أسباب أخرى قد تكون مؤثرة، و لانعرفها، لكن الدروس كثيرة بعين هذا اليوم، وأهمها أن مراجعة التاريخ بموضوعية أمر ضروري لكل مجتمع، فالقيم تتغير، وما كان مقبولًا في الماضي قد لا يكون كذلك اليوم، وقد لا يستمر غداً.
كما أن الاعتراف بالأخطاء
وتصحيحها يعكس نضجًا
أخلاقيًا، والتكريم يجب أن يكون متوافقًا مع المبادئ الأخلاقية الحالية وتطلعاتنا المستقبلية.
إن إزالة التمثال لا تعني محو التاريخ، بل التعلم منه، والبناء عليه، والمواقف الأخلاقية يجب أن تتجاوز الاعتبارات العائلية أو حتى التاريخية. كما أن المجتمعات المتقدمة هي التي تمتلك الشجاعة لمراجعة ماضيها واتخاذ قرارات تعزز العدالة والمساواة للجميع.

*“الأمس بعين اليوم”، زاوية ثقافية دورية يكتبها د. غسان شحرور





```
P Please consider the environment before any printing

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)