صنعاء نيوز /حسين العواضي -
< يقولون في السويد إن الإنسان حيوان سياسي، وحقنا الحيوانات السياسية مختلفة عن حيوانات العالم، وإليكم الأسباب.
< السياسة علاقة بين حاكم ومحكوم، لها أصول وضوابط وليست فندم ومرافقين، كما أنها ليست لعبة سرمدية بذات اللاعبين وذات الحركات ونفس الجماهير والمشجعين.
< والسلوك السياسي في النرويج والهند وجيبوتي والصومال، أخذ وعطاء، فوز وخسارة، إخفاق ونجاح، صعود ونزول، بزوغ واعتزال.
< والسياسة في جوهرها توزيع القوة والنفوذ في المجتمع، وعندنا أصحاب القوة يزدادون قوة وأصحاب السلاح كل يوم يكدسون منه أكثر.
< والزواج بين المال والسُّلطة يتطور، وتتوثق عراه الماحقة، كان قبل أيام متزوجاً بواحدة فطبق الشرع وصارت له أربع زوجات.
< والسياسة في بنجلادش والسودان أنواع، سياسة احتواء، وسياسة تكتل، وسياسة تحالف وحلفاء.
< وعندنا مزيج من كل هذا وزيادة بهارات يمنية لاذعة، إنها سياسة صميل وخبيط، وَمَنْ لا يعجبه يضرب رأسه في حائط فندق الموفنبيك.
< عندنا السياسة نجاسة نلعبها بكل الحيل والقذارة، لا حكم ولا صافرة ولا خطوط، مباح فيها كل شيء حتى المتاجرة بدماء الأبرياء من جنود القوات الجوية وحراس كلية الشرطة.
< هذا مشهد مقرف وحال مأسوف عليه، فالذين يحتكرون السلطة والمال والسلاح يتحكمون بمصير البلاد على رأي المحلل السياسي الحصيف النقيب عبدالباري طاهر.
< والمذكورون أعلاه هم الذين يحكمون ويتحاورون، وهم مَن ارتكب الأخطاء والحماقات، وهم مَنْ يعتدون، وهم مَنْ قامت ضدهم الثورات، وهم الآن الثائرون، وَمَن غيرهم يدق الطبول، وَمَن سواهم يرقصون.
< لم يقنعوا ولم يتعبوا، لم يشبعوا ولم يعتبروا، شربوا البحر والتهموا الجبال والهضاب، لا عمر عندهم له مدى، ولا صوت حكمة في آذانهم له مدى.
< فعلوا ما فعلوا والآن يطالبون بدولة مدنية نظيفة، دولة دفنت مع الحمدي وسالم ربيّع علي.
< حلوة يا فكري قاسم دولة مدنية نظيفة، أقسم باللَّه العظيم أنها ستكون دولة وسخة جداً ما لم تتطهر من هؤلاء الذين يريدون أن يحكمونا ألف عام وسبعة أيام.
< نعم السياسة هنا رجس من عمل الشيطان، معجونة بالخبث والكراهية والحقد والدسائس، خالية من القيم والمثل الإنسانية.
< السياسيون هنا يخزّنون في مقيل واحد ويتآمرون على بعضهم وعلينا، وإذا لم يجدوا مَنْ يتآمرون عليه تآمروا على أولادهم والجيران.
< مرض في النفوس، وفيروسات في الدم لا حل لها ولا علاج غير معجزة من الجبَّار العظيم يريحنا منهم ويعيدهم إلى حيث ينتمون.
< يملكون السلاح والمال والسلطة والمرافقين والإعلام أيضاً أيها الزاهد الغيور.
< إعلام الدولة ينكمش وينهار ويعاقب بذنوب لم يرتكبها وهم يشيدون القنوات الفضائية ويبنون المواقع الإلكترونية ويؤسسون الصحف والإذاعات.
< بما يؤشر أنهم يرغبون في إقامة طويلة فوق رقابنا، وبالحوار والدستور ووفق النظام والقانون.
< هل شاهدتم سياسة مثل حقنا تحالفات عجيبة وتقلبات غريبة وصفقات مريبة، ابتزاز وتهويش ونخيط ولا عزاء للمتفرجين.
< نحن أمام حالة سياسية مستعصية على الفهم والعلاج، ولا نملك غير الدعاء إلى اللَّه أن يشفي الكلاب الضالة ويضر كل مَنْ تدفعه أنانيته إلى الإضرار بالوطن ودفعه نحو الهاوية.