صنعاء نيوز/الدكتور/ حسين العواضي -
* ترك خلفه بلا ندم نعيم المدينة المثيرة الأنيقة التي يسمونها التفاحة الكبيرة، لم تغره رفاهية الدبلوماسية الرفيعة، لا امتيازاتها، ولا بريقها .
* وقرر أن يلبي نداء الواجب الوطني، ليشغل منصب ملتهب، في زمن عصيب، وظروف سياسية واقتصادية خانقة.
* كان يدرك دون عناء انه مقدم لخوض مهمة انتحارية شاقة، لا إدارة دولة، شتتتها الصراعات، ومزقها الضعف .. والتآمر .. والعناد.
* دولة كانت ثم تهيكلت، فلم يبق منها سوى هيكل عظمي .. وبقايا مومياوات حائرة صاغرة .. لا حول لها ولا قدرة.
* وكان يمكن له كما فعل سواه أن يغلق هاتفه – ويطنش – أو يتملص ويعتذر، وينفذ من تبعات المهمة المستحيلة.
* لكنه لشجاعته وصدق وطنيته لم يفعل، هذا رجل من اليمن، يا من تسألون ما هي ثروات هذا البلد الفقير؟ وما رصيده في بورصة الاقتصاد الدولي؟.
* ومن سوء حظه، وعثرة حظنا أنه جاء في توقيت خاطئ .. رجل سوي في زمن مجنون؟
* تخسر اليمن بخروج خالد بحاح كفاءة وطنية مخلصة، كنا في أشد ما تحتاج الظروف إلى مثلها، حالة لا تتكرر ونموذج بلا نظير.
* رجل دولة شاب متزن ونشيط يعمل أكثر مما يحكي، حكيم ومتفائل .. والأهم أنه وطني وحدوي خال من العقد المناطقية البغيضة.
* والمعادن النقية تصقلها الأيام العصيبة تظهر قيمتها، ويرتفع ثمنها، ويلمع وقارها وهيبتها.
* أثناء إقامته الجبرية ظل ثابتاً مرابطاً لم يتشنج أو يتعثر، تصريحاته عاقلة ومتأنية، .. حصيفة، وذكية.
* كسب احترام الجميع .. تقاطر اليمنيون لزيارته من كل المحافظات، والأعمار .. والفئات كسب أكثر مما خسر .. وخسرنا ما يصعب تعويضه.
* وفي بلاغ الوداع، حذر من عواقب الارتداد السياسي، وحذر من تعرض استقرار ووحدة اليمن للخطر ففي ذلك عواقب وخيمة.
* دعا إلى الحفاظ على الدولة ومؤسساتها وأجهزتها والنأي بها عن التدخلات والتجاذبات المتنافرة.
* يقبل اليمنيون نصائح مخلصة من مسؤول شجاع، ومحترم، وحاستهم الذكية، قادرة على فرز الألوان، وتصنيف الأشخاص ورصد المواقف.
* ويدركون الآن - وإن تأخر الوقت قليلاً – أنه لا الهروب، ولا الإقامة الجبرية، قادرة أن تحل مشاكلنا، وتصفي خلافاتنا.
آخر السطور:
للشاعر محمد حسين هيثم
القطار الذي يعبر الآن
كم سوف يجرحنا الوقت عبر انحناءاتهِ
كم سنحلمُ
كم سوف نهرمُ
كم سوف نحزمُ كل حقائبنا
للهبوط الأخير
والقطار يسيرْ |